الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الكردية وانتفاضة الثاني عشر من اذار

زوهات كوباني

2006 / 3 / 5
القضية الكردية


نعيش إنتفاضة الثاني عشر من آذار في ذكراها الثانية, واتفق الجميع سواء من اعتبرها انتفاضة او ممن لم يعتبرها كذلك , وراح ينعتها بالكثير من المسميات, بأنها نقطة إنعطاف في مسار الحركة الكردية، وأعتبرت كمرحلة جديدة فرضت نفسها عليهم وحملّتهم الكثير من المهام والمسؤوليات التاريخية. هذه المرحلة التي بدئها الشعب الكردي وقدم فيها الكثير من التضحيات، كان من المراد أن توصل رسالة الى الاصدقاء قبل الاعداء, رسالة الى الحركة الكردية حول الطريق الصحيح للوصول الى الاهداف, وبالتالي فهي رفعت القناع عن أوجه الكثيرين الذين كانوا يتذرعون في كل محفل ومنبر وفرصة للتفوه باسم القضية والشعب. حيث اعطى الكرد رسالتهم بان تمثيل الشعب ممكن بتيني اهداف وحقيقة هذه الشعب، وان على السياسي أن يجعل من نفسه قدوة في مسيرته ونضالاته والجاهزية في كل زمان ومكان الى التضحية وابداء أسمى آيات البطولة في المقاومة والبسالة. رسالة الى الاعداء والى المتسلطين والشوفينين مفادها اذا لم تعرفوا حقيقتنا ولم تقبلوها فها نحن بحقيقتنا المنتفضة الرافضة لكافة أنواع المظالم وجاهز من اجل التضحية بكل غال ونفيس من اجل اهدافه في الحرية والعدالة والديمقراطية.

وبنظرة سريعة الى مسار الحركة الكردية والمتسلطين والشوفينين يمكن للانسان الوصول الى الكثير من النتائج والتي لا تتطلب الكثير من الجهود ولا إلى اكتشافات عظيمة كالتي قام بها كريستوف كولومبوس . فعند مقارنة الواقع السياسي الكردي الموجود في سورية وحقيقة الانتفاضة والمجزرة التي تلتها, يقف الانسان حائراً امام الرد على الكثير من الاسئلة التي تفرض نفسها رغماً عن هروب الكثيرين من حقيقة تلك الاسئلة وهي : كيف قيمّت الحركة الكردية هذه الانتفاضة والمرحلة، وما هي الدروس التي استخلصتها منها وكيف ترى موقعها في حقيقة الشعب وهل ستسير كما سارت منذ عقود ام انها ستستنتج الكثير من العبر والدروس؟؟؟؟. أسئلة تفرض نفسها ويتطلب الرد عليها بكل واقعية ودون غموض ولا مواربة.

لقد اظهرت الحركة الكردية الكثير من البيانات والاعلانات بصدد هذا اليوم ولكن لم يتجاوز ذلك إلا بعض الخطوات الهشة والتي لا يمكن اعتبارها او اعطاء ثقل زائد لها بالمقارنة مع حقيقة الشعب والانتفاضة. رغم ان الحركة الكردية التي حاول البعض من أطرافها في بذل الجهود في هذا الصدد عقب الانتفاضة وحادثة اغتيال الحريري ولكن لم تكن كل هذه الخطوات ضمن مشروع ومخطط عام يمكنه الرد على متطلبات الجماهير الكردية.

فالانتفاضة الكردية التي هزت كيان السلطة وأربكتها والتي لم تكن تتعرف على هكذا نوع من رد الفعل الجماهيري الى ذلك اليوم. استطاعت التاثير على راس الهرم في النظام السوري وأجبرته الى الظهور على شاشة فضائية الجزيرة ولاول مرة في تاريخ سورية ليدلي بالاعتراف الذي كان نظامه قد انكره الى ذلك التاريخ بان "الاكراد جزء من النسيج السوري تاريخياً" . ولكن نفس هذه الانتفاضة لم تتمكن من التاثير على الحركة الكردية بأن تقيّم مواقفها وحقيقتها وتتخلي عن مصالحها الحزبية الضيقة وتلتف حول تشكيل مرجعية كردية تهتم بالشان الكردي وتنطلق من ثوابت كردية تاخذ اهداف ومطالب الجماهير الشعبية أساساً نتيجة عقليتها المحافظة والتي لا تمثل الارادة الحقيقية للشعب الكردي والذي لا يرى بان سورية والشعب فيها هو المرجع الاساسي في الناحية العملية رغم تكرار الجمل الرنانة بين الحين والاخر بانهم يمثلون الجماهير ويتحركون وفق مطالبهم وانهم عند حسن ظن الجماهير الكردية في سورية.

فعند التفكير بالانتفاضة وحلول ذكراها الثانية يفكر الانسان في التحضيرات التي تقوم بها الحركة الكردية الآن على صعيد الشارع الكردي السوري اولا وعلى صعيد سوريا ثانيا وعلى الصعيد الاوربي من الناحية الديبلوماسية والنشاطات العملية ثالثاً. وما هو مستوى التحضيرات هل ستجعل منها نقطة انطلاق جديدة مع العلم ان انتفاضة الثاني عشر من اذار تصادف بداية الربيع حيث تبدا الحياة والحركة والتغيير في الحياة عامة من المجتمع الى الطبيعة من جديد بعد سبات طويل في برد الشتاء القارس. فهل يمكن انعكاس واقع الطبيعة والمجتمع على الحياة السياسية ام لا؟ ام ان هناك انفصام في هذه العلاقة عندما يٌراد تطبيقها على الحركة الكردية في سورية؟ ام انها لا تدخل في مجال قوانين التغيير والتحول في الطبيعة والمجتمع؟ ولا تحكمها هذه القوانين التي تحكم على جميع مكونات الطبيعة بدون استثناء؟ .


ان الممارسة العملية والمواقف التي ستبديها الحركة الكردية في سورية باحزابها ومؤسساتها الثقافية والحقوقية وغيرها مع قدوم هذه الذكرى سيكون خير دليل على إقترابها من حقيقة الانتفاضة والجماهير. فهل ستتحرك الحركة الكردية في صف واحد وتحت سقف واحد أم لا ؟ وهل تترك الاحكام المسبقة تجاه البعض وتتجه الى العمل الجدي دون تكرار الشعارات التي عفى عليها الدهر على أساس أنها تمثل الجماهير في سورية فقط في الشعارات والكتابات دون الممارسة العملية ؟ نعم كل هذه الاسئلة تدفع الانسان للتفكير بها وطرحها على الحركة الكردية في سورية ويتطلب المسؤولية التاريخية منهم في الرد الصحيح في الممارسة العملية وإلا فانها لن تتخلص من وضعها القزم والضعيف والتي لا يعطي الاعتبار لها حتى يتم وضعها موضع السخرية من قبل الكثيرين سواء بوعي أو دون وعي.

هنا لا نريد ان ندخل في مواقف متسرعة ونتناسى الجهود المبذولة من قبل الحركة الكردية، ولكن المهام العاجلة وضرورات المرحلية التاريخية تفرض نفسها على الحركة بان تجري حسابات جديّة موضوعية ودقيقة وفق الوضع السياسي السوري الموجود وكيفية جهوزيتها للرد عليها لان المرحلة سريعة والفرص التاريخية ليست متواجدة بشكل دائم ويتطلب من الذين يرون انفسهم مسؤولين تجاه الشعب ان يكونو على درجة تلك المسؤولية حتى اذا تطلب ذلك منهم التضحية في سبيل تحقيق تلك الاهداف.

وبهذه المحاكمة الوجدانية للحركة الكردية لذاتها تجاه حقيقة الانتفاضة والشعب ستتمكن من الرد على مهام المرحلة بشكل قوي وستكون عند حسن ظن مبادئها واهدافها في الحرية والديمقراطية والمساوة في سورية وتحقيق الحقوق القومية الديمقراطية المشروعة للشعب الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر