الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفات الإله البابلى والإله العبرى

طلعت رضوان

2018 / 1 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صفات الإله البابلى والإله العبرى
طلعت رضوان
كشف علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الأثارحقيقة مهمة تتجاهلها الثقافة السائدة، فى الأنظمة العربية (ومصر) وهذه الحقيقة هى التشابهات الكثيرة بين صفات الإله فى الأساطيرالسومرية والبابلية، ثـمّ انتقلتْ إلى الديانة العبرية، ومن بين هذه الصفات أنّ الإله هوالذى يمنح الأسماء للإنسان (مع ملاحظة أنه كان يمنحها للآلهة الصغارفى الأسطورة البابلية) كما جاء فى اللوح السادس عن قصة الطوفان، وفق عرض الملحمة فى كتاب (مغامرة العقل الأولى) تأليف المفكرالسورى الكبير(فراس السوّاح) وهوالكتاب الصادرعن دارعلاء الدين للنشربدمشق- الطبعة العاشرة- عام1993. وجاء فى اللوح السادس أيضًـا:
مودوخ هواسم مولده الذى دعاه به جده (آنو)
واهب المرعى وموارد الماء..
وبسلاحه الرهيب.. طوفان المطر.. هزم الأعداء..
حقــًـا.. إنه الساطع.. ابن الشمس..
فليكن فى كلماته الخلق والفناء والسلوان والراحة..
وليرفع الجميع أبصارهم إليه..
ماروكا هوالإله الحق.. خالق كل شىء..
كبيرالقلب هو.. عطوف رحيم..
وهوالذى يـُـسبـّـح الناس بحمده..
إنه رب الآلهة أجمعين.. فى السماء وفى الأرضين..
ملك يخشاه من فى السموات ومن فى الأرض..
فى هذا النص يجب ملاحظة التشابهات بينه وبين صفات الإله العبرى، ومن بينها 1- أنه (صنع الطوفان) 2- أنه (هوالإله الحق) 3- أنه (خالق كل شىء) 4- الناس تــُـسبــّـح بحـــمده 5- يخشاه من فى السموات والأرض 6- أنه (عطوف رحيم)
ولعلّ القارىء يكون قد فطن إلى أنّ هذه الصفات قد انتقلتْ إلى الديانة العبرية، مما يعنى أنها تطابقتْ (تطابق المثلثات) مع الصفات الواردة فى الأساطيرالسابقة على ديانة العبريين، سواء فى العهديْن القديم والجديد أوفى القرآن. وعند التوقف أمام (صفة الرحيم) على سبيل المثال، فإنّ الحفريات التى تركتها الشعوب السابقة على الدين العبرى، كشفتْ عن وجود هذه الصفة، وفى هذا الشأن ذكرالمفكرالعراقى الكبير(جواد على) أنّ اسم Rhamintae الذى ذكره المؤرخ والرحالة (سترابون) هواسم قبيلة (ردمان) وكان تعليق جواد على أنه يختلف مع (سترابون) ورغم ذلك أضاف أنه اسم قر يب جدًا من (الرحمن) و(الرحمانيين) وأكثرمن ذلك أنّ بعض القبائل مثل (ريده) ورد فى حفرياتها اسم (سميع) لأحد آلهتها، وأنّ عبادته كانت شائعة فى هذه المنطفة. وذكرتفاصيل التشابه الكبيرفى رسم الحرفيْن (الجيم) و(اللام) فى المسند، فقد قرأ بعض علماء العربيات الجنوبية (بجل) و(يلل) غيرأنّ أكثرالكتابات ذكرته بحرف (الجيم) بصورة واضحة، وربما كان لكلمة (يجل) وكلمة (يجول) علاقة بكلمة (جلّ) وكلمة (جلال) على نحوما يرد فى الكتابات العربية/ الإسلامية ((الله عزّ وجل)) (تاريخ العرب قبل الإسلام- هيئة قصورالثقافة- عام 2011- ج2- ص35، 210، 232)
وذكرأنه فى أحد نصوص الحفريات وجدنا أسماء الآلهة، وكان من بينها (ذات حميم) و(ذات بعدان) و(سمع) و(سميع) (ص118) وذكرأنه: منذ سنة خمسمائة قبل الميلاد ظهرتْ أسرقوية مثلت دورًا خطيرًا فى العربية الجنوبية، مثل عدة من الأسرالهمدانية التى استطاعت اغتصاب العرش من ملوك (سبأ) وقد لمعتْ أسماء آلهة جديدة لم يكن لها شأن خطيرقبل هذا العهد، وهى آلهة برزت بفضل هذه الأسرالتى كانت تتعبد لها مثل (تألب ريام) و(ذوسماوى) و(رب السماء) و(إله السماء) (ص168) وذكرأنّ رجلا من أتباع الملك (شعرم أوتر) سجل أنه الإله (عزى) لأنه أنقذ حياته ونجاه فى الحروب التى خاضها مع سيده ملك سبأ....و(العزى) هومن الآلهة العربية القديمة، ومعنى كلمة (عزى) القديروالمتعال، وهومن آلهة السبئيين (ص241)
وذكرأنه من (ملوك السمعيين) الذين وصلتْ أسماؤهم إلينا، الملك (يهعن ذبين يسمع ال ابن سمه كرب) وترجمته (يهعان ذبيان بن يسمع ايل بن سه كرب) (ص270) ومع ملاحظة أنّ اسم (إيل) يذكر بأسماء (جبريل) و(إسرافيل) وإسماعيل) و(إسرائيل)...إلخ...وأضاف أنّ بعض نصوص جزيرة (دلمون) أظهرتْ أنها كانت تتمتع بقدسية خاصة، فكانت تعد من الأماكن المقدسة، وقد رُويتْ عنها بعض الأساطيرالدينية. وعـُـبدتْ فيها بعض الآلهة التى تعبـّـد لها أهل العراق، مما يدل على الاتصال الثقافى المتين، الذى كان بين العراق والبحرين...وفى نص بابلى ورد فيه اسم (برديسو) وهذه الكلمة تقابل كلمة شبيهة فى اللغة العبرية، وكلمة (فردوس) فى اللغة العربية (ص297) وعن اسم الإلهة الصنم (اللات) فإنّ معناه (عطية اللات) أو(هبة اللات) (ص220) مثل تعبير(عطية الله) وفى بعض القبائل ظهراسم (حمد) وظهرتعبير((شكرًا له وحمدًا)) قبل الدين الإسلامى (ص254،255)
وذكرجواد على معلومة مهمة عن شخصية (عبد مناف) وهواسم عربى شهير، بينما أصله يرجع إلى (صنم عربى معروف ذكره ابن الكلبى فى (كتابه عن الأصنام- ص32) وبه سمى عبد مناف من أجداد النبى محمد، وكذلك الأمرفى اسم (مناة) وقد سُـمى به رجل من ثمود فكانوا يقولون له (عبد مناة) ومع ملاحظة أنّ (مناة) إله (أنثى) عبدته الأوس والخزرج الذين يرجعون أنسابهم إلى قحطان (ص315، 316)
وفى الجزء الأول من كتابه (تاريخ العرب قبل الإسلام) المنوه عنه بعاليه، ذكرانتشارأسماء آلهة فى منطقة (معين) مثل (سعد ايل) و(وهب ايل) و(يسمع ايل) وكان الناس يقدمون لها القرابين..وذكرأنه من الأسماء الشائعة قبل الإسلام وتطورت بمرورالوقت، حتى أخذت الشكل الذى عـُـرفتْ به عند ظهورالإسلام، مثل اسم (يسمع ايل) خاصة أنه يشيرإلى شيوع اسم إسماعيل) عند العرب قبل الإسلام. (مصدرسابق- ج1- ص388، 389، 390)
وأنه لما أراد الملك (شرحبيل يعفربن أبى كرب أسعد) ملك سبأ وحضرموت، بناء السد، أمربنقش تاريخ البناء على جداره. وقد عثرعليه وإذا به يقول: إنّ العمل كان فى سنة564- 565 الحميرية، وهذا يوافق عامى 449- 450 من الأعوام الميلادية. وبعد ثمانى سنوات من هذا التاريخ، أى فى عام448 من التاريخ الميلادى وضع (عبد كلال) نصًـا تاريخيـًـا ذكرفيه اسم الرحمن. وذكرأنه ((إله السماوات والأرضين)) وكان تعليق المفكرالعراقى الكبير(جواد على) أنّ اسم (الرحمن) فيه إشارة وتذكيربفكرة التوحيد على لسان ملوك اليمن (ص21)
ونقل عن المسعودى أنه تم العثورفى حائط مسجد دمشق أيام الخليفة الوليد، على لوح فيه كتابة باليونانية، فعرض على جماعة من أهل الكتاب، لم يقدروا على قراءته، فتوجه به إلى (وهب بن منبه) فقال: هذا مكتوب فى أيام سليمان بن داود، وفيه ((بسم الله الرحمن الرحيم.. يا ابن آدم لو عاينتَ ما تبقى من يسيرأجلك.. إلخ)) (ص45)
وذكرأنّ فكرة (التوحيد) كانت سائدة قبل الإسلام، وهوما أكدته نقوش القبائل، حيث ورد فى بعضها ((عبادة الرحمن)) وأنه ((إله واحد عام)) وعبادة ((ذو سماوى)) أى (صاحب السماء) أو(إله السماء) (ص68)
وأرجع البعض أنّ الإشارة إلى التقويم الحميرى، أوما عـُـرف ب (السنة الحميرية) يعود إلى قبيلة أشتهرتْ بهذا الاسم، وأنّ القرآن أشارإليهم فى سورة هود ونعتهم وأطلق عليه اسم (عاد) وقال عنهم ((ألا إنّ عادًا كفروا ربهم ألا بـُـعدًا لعادٍ قوم هود)) (سورة هود/60) وجاء فى (لسان العرب) ضرب المثل بكفر رجال عاد فكان من المأثورتعبير((أكفرمن حمار)) وهو رجل من عاد مات له أولاد فكفركفرًا عظيمًا، فلا يمربأرضه أحد إلاّ دعاه إلى الكفرفإنْ أجابه وإلاّ قتله)) (لسان العرب 5/ 295) وعن جواد على – المصدرالسابق- ص237) وبغض النظرعن (موضوع التكفير) الذى يعنى الحكم القيمى على المختلف مع من يتصوّرأنّ معه (الحقيقة المطلقة) فإنّ السؤال هو: هل ما ينطبق على الإنسان العاقل، ينطبق على الكائنات الحية الأخرى مثل الحمير؟ فكيف يـُـقال (أكفرمن حمار)؟ وأليس معنى ذلك أنّ صفة (الكفر) لحقتْ بالحماركما ألصقتْ بالإنسان؟ والسؤال الآخرالذى يطرحه العقل الحرهو: فهل معنى ذلك أنّ (كل) الحمير كفار؟ أم بينهم الكافروالمؤمن؟
وذكرجواد على فى الجزء الثالث من كتابه الموسوعى (تاريخ العرب قبل الإسلا) أنّ الرأى السائد بين العلماء، أنّ النبط عرب مثل سائرالعرب، وإنْ استعملوا الآرامية فى كتاباتهم، بدليل أنّ أسماءهم هى أسماء عربية خالصة. وأنهم يشاركون العرب فى عبادة بعض الأصنام المعروفة عند عرب الحجاز، مثل (ذى شرى) و(اللات) و(العزى) وكان تعليق جواد على أنّ العرب تنفرمن النبط وتنظرإليهم نظرة ازدراء واحتقار. وإذا أراد أحدهم الاستهانة بأحد قال له (يا نبطى) وفى حديث الشعبى أنّ رجلا قال لآخريا نبطى فقال: لاحد عليه..كلنا نبط ..وضرب مثلا فى رطانة النبط بالعربية وقبـّـحه..وقبـّـح الكلام وصارعلى كلام النبط . وأشارإلى ازدراء العرب بالنبط: نبط العراق ونبط الشام (المصدرالسابق- ج3- ص9، 10)
وذكرأنّ من بين أسماء الآلهة الشهيرة والمعروفة فى الجزيرة العربية (قبل الإسلام) اسم (اللات) وهواسم صنم. واسم (كهلان) و(علان) و(سعد الله) و(حميد) و(تيم الله) و(عبادة) و(مالك) و(رب ايل)..و(شيع القوم) بمعنى (حامى القوم) وهوإله القوافل..ووردتْ فى بعض النصوص كلمة (عبدت) بمعنى (إلهى) أو(يا إلهى)...إلخ (ص39، 48) وأنّ النصوص التى ذكرتْ اسم ملك (كرب يأمن) وابنه (أب كرب أسعد) تشيرإلى أنّ سكان القبيلة التى كان يحكمها كانوا يتعبدون لإله واحد وكان اسم هذا الإله (ذوسموت) أى (إله السماء) (ص154) وفى منطقة اسمها (الرهاء) تبين انتشارأسماء (عبد) و(عبدو) كأسماء للأفراد، أما أسماء الآلهة اسم (عزيز) واسم (منعم) (ص282، 283) وهى من صفات الإله العربى التى وردتْ فى الإسلام. وفى الكتابات اللحيانية ورد اسم (ال) وهوالإله المعبود عند الساميين و(الت) أى (اللات) و(سميع) ومن أسماء الأشخاص عند العرب (قبل الإسلام) اسم (أحمد) ومن أسماء الآلهة (رضا) واسم (الله) واسم (اللاهو) (ص427، 430، 431)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة


.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح




.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم