الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات بُرجوازي صغير

امين يونس

2018 / 1 / 28
المجتمع المدني


أيها السادة ... لماذا لا تُساندونَ المُدافعين عن " عفرين " مثلي ؟ لماذا لا تقفونَ ضد التدخُل التركي ، كما أفعلُ أنا ؟ . لا تقولوا أن ذلك صعب أو مُرهِق ... فها أنا جالسٌ في غُرفتي الواسعة ، المُريحة الدافِئة ... أشربُ القهوة وأشاهِد التلفزيون ... صّدقوني أنني أحزن عندما أرى نتائِج قصف الطائرات التُركية لِقُرى وبلدات عفرين ... بل أن دموعي تتساقطُ تأثُراً لّما تظهرُ فتاة مُسّلحة وفي عينيها الجميلتَين معالم الصمود والمُقاومة ... فأطلبُ من زوجتي أن تجلبُ لي فنجاناً آخرَ من القهوة ... أليسَ هذا تعاطُفاً بِرَبِكُم ؟.
وليسَ هذا فقط ... تَصّوروا أنني لَمْ اُكمِل مُشاهدة المُسلسل المصري الذي أتابعه من على محطة أون تي في دراما ، وحتى لم أشاهِد الهدف الثاني الذي سّجلهُ ميسي في تلك الليلة لأنني كنتُ أتابع ألأخبار .. فهل بعد هذا الذي فعلتهُ تضحية أكبر في سبيل عفرين ؟ .
إضافةً إلى أنني قبل أيام ، وفي وقت قيلولتي العزيزة ، تجشمتُ عناء الذهاب إلى بارك آزادي للمُشاركة في تجمُعٍ لإدانة الهجوم التركي وتضامُناً مع عفرين .. نعم .. ضحيتُ بقيلولتي وذهبت . ولكن الشرطة والأسايش منعوا بعض الشباب من الهتاف ضد أردوغان ، وحدثتْ بعض القلاقل ... فإنسحبتُ قبل أن تتطور الأمور ... المُهم ان بعض أصدقائي شاهدوني هناك وكتبتُ في نفس اليوم جملتَين أو ثلاثة على صفحتي في الفيسبوك ، فإنهالتْ عليّ الإعجابات والتبريكات والتعليقات المُؤيِدة ... فهل هنالك نضالٌ يوازي الذي أقومُ بهِ ؟.
....................
أيها السادة ... أمتلكُ تأريخاً عريقاً في مُؤازرة الثُوار والمنتفضين ... في الإنحياز إلى المُقاومين في كُل مكان ، عبر العقود الماضية ولِحَد اليوم . نعم .. صّدقوني : ففي كُل مّرةٍ ، كنتُ أشرب قهوتي وأشاهد التلفزيون ، في غُرفتي الدافِئةِ الواسعة المُريحة ... وأتفاعلُ مع الأخبار ، وعندما أحزن ... أطلبُ فنجاناً آخرَ من القهوة . فهل هنالك مَنْ يفوقني ثوريةً باللهِ عليكُم ؟! .
....................
هل هنالكَ أتْفَه مِنْ حياة برجوازيٍ صغير ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدوان؟؟؟
حسن الكوردي ( 2018 / 1 / 28 - 23:39 )
تحياتي أستاذ أمين . قبل يومين مظاهرة حاشدة جدا في عاصمة أوربية باردة جداً ضد عدوان اردوغان على الشعب الكوردي وتحت حراسة الشرطة تتقدمهم شرطية خيال شقراء على صهوت حصان . أما اليوم سمعت خبر سوف يعقد برلمان ألأقليم جلسة حول عفرين يوم 30, 1, 2018 . بشرى وهلهولة وفرح ياشعب سوف يعقد برلمانكم جلسة ولكن السؤال هل يتجرأ أحد منهم أن يدين سيدهم وولي نعمتهم أردوغان على هذا العدوان الغاشم على أخوتهم الصامدين في عفرين وأساساً هؤلاء ألأبطال ليسو بحاجتكم ياأولآد ؟؟؟. وشكرا لك

اخر الافلام

.. السيسي: لم تتردد مصر في إغاثة الأشقاء الفلسطينيين وصمدت أمام


.. أخبار الصباح | -العمال البريطاني- يفقد تأييد الأقليات العرقي




.. اللاجئون السودانيون في تشاد يعانون نقص الخدمات الأساسية


.. مراسل العربية أسامة الكحلوت: الجيش الإسرائيلي يحاصر عددا كبي




.. من قلب مقر الأمم المتحدة.. هكذا تبصر الأيام العالمية النور (