الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفنيد آفة الوثنية ووهم التنوير في الفكر الإلحادي (A):

بشاراه أحمد

2018 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مرة أخرى نجد أنفسنا معنيين بتفنيد أفكار بنيت على متناقضات ومفاهيم جوفاء لا أصل لها من علم ولا منطق رغم أن أصحابها للأسف الشديد يضعونها في غير مكانها اللائق وسط زخم فكري غير ناضج بما يكفي لمجرد طرح مثل هذه المواضيع التي حولها مسالك وعرة طرقها العلماء والمفكرون والباحثون فوقفوا عند سورها الشاهق يتحرُّون منافذ يلجون منها إلى عالم الحقيقة التي لا يتجرأ عاقل أن يلفظها أو ينكرها فما استطاعوا أن يظهروه ولم يجدوا له نقباً, لذا أطلقوا للفكر العنان فكانت الفرضيات والإفتراضات والتخمينات والإرهاصات ثم الأبحاث والتحليلات والتجارب العملية والمعملية فكانت النتائج مزهلة كلها تدل على عظمة هذا الكون وسعته وإتساعه ومجاهيله ومعالمه.

فكان عملهم هذا مقدراً ويسير في الإتجاه الصحيح الذي لا بديل له ولا غنى لمعرفة قدر من أسرار هذا الكون البديع التي أخفاها الصانع المبدع عن الإنسان "المبتلى" ثم دلل عليه وربط معرفته بالبيان الذي يجعل المفكر يقول مثلاً (لماذا هذا؟ ومن أين؟, وما علاقته بذاك, وكيف يصبح إذا حدث كذا...؟ .... الخ) فكانت الملاحظات والأبحاث والتجارب والأبحاث للعجائب والغرائب فتزداد غرابة. وقد بلغ بهم اليقين مبلغه بأن هذا الكون لصانع واحد ومبدع واحد, وقد حاول المبطلون إيجاد ثغرة أو منفذ أو حجة تدعم رفضهم لها أو إنكارها فلم يجدوا لذلك سبيلاً ولكن عنادهم وأمراضهم القلبية وخواء أفئدتهم التي نهبها الشر المتأصل فيها ومحدودية بعدهم الفكري المغلق قادهم للجاجة والمماحكة والإنكار لما بلغ يقينهم وهم في حقيقة أمرهم يغالبون الإيمان الفطري بها وبمبدعها.

لدينا الآن حالة نعتبرها فريدة من نوعها, حيث أطلق صاحبها العنان لفكره وسهر الليالي دون ذلك وحاور وناور كثيراً بإستماتة وعناد وإصرار لذا قد بلغت تصنيفاته ومقالاته مبلغاً فريداً من حيث الكم, ولكنه لسوء الحظ وللأسف الشديد لم يكن خالياً من وجد سالب وشنآن ران على قلبه وفكره, وهوى واضح. كل ذلك قد حرمه حقيقة من سمة الحياد وملكة التجرد والموضوعية اللازمة للباحث الذي ينشد الحقيقة المحضة ولا شئ غيرها وهذه المكرمة والتميز يستحيل أن تكون لمن أصدر (حكماً مسبقاً) وتجمد حياله وضرب سياجاً منيعاً حوله من المغالطات غير المنطقية محاولاً لي عنق الحقيقة والحقائق العلمية المؤكدة أو المرجَّحة أو المفترضة ليدور بها حول هذا السياج متربصاً بكل فكرة إيجابية يبلغها إن كانت ستنتهك هذا الحكم المسبق بوثنية ظاهرة فلا يجد بداً ولا حرجاً في أن يقتل تلك الفكرة في مهدها غير آسفٍ عليها.

والغريب في الأمر أنه يعلم يقيناً أنه لم يستطع أن يبارح مركز إنطلاقه الذي يدور حوله في حلقة مفرغة مركزها وهمي إفتراضي, والدليل على ذلك قد صنعه بنفسه دون أن يدري أنه في كل مرة يحاول فيها التقدم خطوة إلى الأمام يجد نفسه قابعاً في مربعه الأول وهو يدري أنه قد نسف ما بناه في السابق لأن الدارس لمساره في هذا الإتجاه يجد التناقض والتكرار والمصانعة واضحة, بل وتزداد وضوحاً أكثر فأكثر كلما عاد للموضوع نفسه مرات ومرات بصورة يظن أنها مختلفة ولكنها فاضحة مفضوحة. والملاحظ أيضاً أنه قد كرر فكرته هذه والكثير من محتوياتها في موضوع آخر له بعنوان (وهم المُصمم وتهافت نظرية التصميم الذكى), فلم يات فيه بجديد يذكر أو بإضافة جوهرية تفيد.

لقد رأيت من واجبي الإنساني أن أفند السلبيات والإفتراضات الخاطئة – ما إستطعت لذلك سبيلاً - وفي نفس الوقت أُأمِّنُ على الإيجابيات فيها بإسلوب نقدي نزيه شفاف, الغاية منه ليس المساس بمعتقدات الآخرين فهذه خصوصيات لها حرمتها ولا يجوز لأحد غير صاحبها الإقتراب منها إلَّا من باب التناصح بشرط أن يقبلها صاحبها ويرتضيها. هذا منهج راسخ لا ينبغي لأحد تجاوزه أو زعزعته. وسنكتفي فقط بالحقائق والمراجع الموثقة سواءاً أكانت لاهوتية كما يسميها صاحب الحالة أو علمية أو تاريخية مرجحة في جو ودي إنساني بعيداً عن الأهواء والعقد النفسية والشخصنة.

سنناقش هذا المقال من زوايا ثلاث:
أولاً: تأكيد حقيقة إنطلاق الكاتب أساساً من (حكم سابق) جامد لا يريد أن يتغير لا بحقائق علمية ولا بمنطق أو بموضوعية, خاصة وأنه يملك القدرة على ذلك,
ثانيا: سعيه الكامل لجمع وصناعة الحقائق التي توهم بأن هذه الحكم السابق سليم ومنطقي ومنوضعي, مما جعله يتفادى تقديم الأدلة والبراهين على صحة وموضوعية توجهه,
ثالثا: رفضه لأي حقيقة تؤكد حتمية وجود إله في الكون خالق ومبدع ولكنه لا يتحرج في نسبة ذلك الإبداع المعجز إلى شئ مجهول إسمه "الطبيعة", دون أن يكلف نفسه بتعريف الناس بكنه هذه الوثن المبدع أو الإله الإفك لديه ويقدم دليله على صدق هذا الإدعاء.

لقد لاحظنا على كاتب المقال من بداية المقدمة انه يطلق عبارات مستخدمة في الأوساط العلمية والبحثية لها مفاهيم عامة يلتقي عندها البعض ولكن هناك الكثيرون الذين لهم حيالها مفاهيم خاصة, وبالتالي ينبغي على الكاتب أو المحاور أولاً أن يبين مفهومه الخاص بوضوح وجلاء قبل على يبني على ذلك قضية جدلية فارغة لا تزيد عن زوبعة في فنجان, وذلك – على الأقل - حتى يقفل باب المغالطات والمراوغات والمناورات التي لاحظناها في مداخلات وتعليقات القراء, وكيف أن هذا الباب قد وفر له هامشاً مقدراً للمناورة وسنقدم للقراء الكرام نماذج عديدة من هذه المناورات التي جعلت الموضوع معلقاً لم يصل أي من الأطراف المتحاورة فيه إلى نقطة متفق عليها وبالتالي تجمدت الفكرة وقتلت في مهدها, مثلاً

إنَّ تناول الكاتب للظاهرة الطبيعية التي أطلق عليها العلماء "عشوائية" مقابل ظاهرة "النظام", من خلال فهمه المتواضع عنهما وفهم العلماء المحدود لهما في محاولتهم لتعريفها وتمييزها بقدر المستطاع والمتاح لهم,, وقد بنى فهمه إعتماداً على ما قرأه عنهما ليس كعالم ولكنه كمطلع, هو الذي دفعنا لمحاولة توضيح ما غاب عن الكاتب إدراكه وتصوره ليس لأننا ندعي المعرفة أكثر منه ومنهم, ولكن لنظرنا إلى الحقائق من زاوية ليست مطروقة من قبلهم أو مأخوذة في إعتباراتهم, حتى تتاح فرصة أكبر وأوثق للتفكير في هذه الظواهر العالية الإبداع ومحكمة التقدير والتصوير والتفعيل.

والسبيل الوحيد والأوثق هو تحليل وتفنيد قول العلماء المقيد فقط بما هو معلوم لديهم عن هذه الظواهر والتي ينعتها البعض منهم بأنها "أخطاء" والواقع أنها ليست كذلك إن أخذناها في إطار المعلوم والمجهول كوحدة مكتملة ومتكاملة في نظام واحد لبناء وتقدير هذا النظام الكوني البالغ التعقيد ومتناهي في الدقة والتكامل والتكافؤ والذي يعترف به العلماء والباحثون المفكرون المحايدون من المعافين من الهوى والأجندة السوداء القاصدة, خاصة وأن كاتب المقال يريد أن يؤيد مفاهيمه ومقاصدة ببعض التصريحات التي نحسبه لم يفهمها في شمولية إطارها العام.

فهو في طرحه لهاتين الظاهرتين الطبيعتين يحاول تسويقهما على أنهما غير متكافئتين, بل يجنح إلى الإعتقاد بأن تلك الظواهر التي نعتت "بالعشوائية" هي حقيقة ذات قيمة سالبة أو متدنية, خاصة عند نسبتها إلى النظام في ظاهر مدارك الإنسان, وهذا ينفي عن هذه الظاهرة صفة النقص أو "الخطأ" دون أن يجرؤ على تبرير هذا الزعم بأكثر من عدم المعرفة وقلة المعلومات وعدم القدرة على الإحاطة بكل ظاهر وخفي في هذا الكون الفسيح المعقد المعجز, غايته في ذلك تأييد سعيه للبقاء على حكمه المسبق الجامد الذي يعتمد عليه في نفيه غير المبرر, لوجود صانع مبدع لهذا الكون بعلم وقدرة وإرادة وتدبير. وهذا ما سنكشفه للقراء الكرام بجلاء ووضوح بقدر المستطاع مع تقديم البراهين العلمية والكونية ما وجدنا لذلك سبيلاً.

- هذا المقال يأتى ضمن سلسلة مقالات ملف العشوائية والنظام ليعتنى بتبديد مفاهيمنا المغلوطة عن العشوائية والنظام, ولنرى صورة الوجود معدولة وليست مقلوبة, ولنتعامل مع الوجود كما هو بدون إضافات أو رغبات أو حالات نفسية مزاجية تفرض ذاتها على وجود مادى ينتج صوره بلا نظام أو إرادة أو غاية بل ينثر مشاهده بدون ترتيب وعلى من يستقبلها أن يدرك هذا .. أما إذا أراد أن يشخصنها ويضع لها حكمة فليفعل ولكن فليعلم إنه يبتعد كثيراً عن فهم وجود غير عاقل ولا مُعتنى ولا مُكترث وسيقوده هذا المسار إلى فهم خاطئ للحياة والوجود يمكن أن يستنزف عمره فى تداعياته فيبدد حياته من أجل مفاهيم وتفسيرات خاطئة عن وجود مادى لن يعبأ بمفاهيمه الخاطئة.

لحسن الحظ أن الكاتب في مقاله هذا قد نسب المفاهيم المغلوطة لنفسه بقوله إن لديه سلسلة مقالات بملف العشوائية لقوله: (... هذا المقال يأتى ضمن سلسلة مقالات ملف العشوائية والنظام ليعتنى بتبديد مفاهيمنا المغلوطة عن العشوائية والنظام ...), ومن ضمن مقاصدنا من هذا النقد أن نتوثق من صحة هذه النسبة من خلال طرحه وتحليله ومفاهيمه عن هذه الظواهر ومدى إلتقائها بالمفاهيم العلمية الحديثة المعتدلة.

واضح أن الكاتب يرى صور الوجود مقلوبة أو أنه يعتقد أن هناك غيره من يريد أن يقلب صورة الوجود وهو يسعى للإبقاء على إعتداله أو إعادته إليه بهذا المقال وغيره من سلسلة المقالات التي أشار إليها, لذا قال: (... ولنرى صورة الوجود معدولة وليست مقلوبة ...). نعم أيها الكاتب, نحن أيضاً نريد ما تريده, بل ونسعى بكلياتنا لرؤية ذلك عاجلاً غير آجل, ولكن هل يستطيع حقاً أن يثبت للقراء الكرام صدق مسعاه هذا بأن يثبت لهم قبلها أن هناك بالفعل صورة مقلوبة للوجود؟, وهل في مقدور أحد من الخلق بشر أم غيرهم أن يقلب صورة هذا الوجود, وأنك – إن أمكن حدوث شئ كهذا - تمتلك القدرة والآلية والمنهجية لعمل ذلك؟

هذا ما سنتحراه في فقرات مقالك هذا وسنتعقب ملف سلسلة العشوائيات الذي أشرت إليه من قبل, فما دام أنك تريد التعامل مع الوجود كما هو فنحن معك بكل كُليَّاتنا وطاقاتنا إن ثبت صدق هذا المسعى. ولا شك في أن الإضافات والرغبات والحالات النفسية المزاجية التي تحاول عبثاً أن تفرض ذاتها على أي شئ التي أشرت إليها في مقالك تعتبر – بالنسبة للعقلاء والمصلحين - مرفوضة جملةً وتفصيلاً, ليست فقط على الوجود المادي - بإعتباره جزء يسير من الوجود الكلي بغض النظر عمَّا ينتجه من صور سواءاً أكانت تلك المنتجات بسيطة سهلة قد تراها أنت أو العلماء على أنها ذات نظام أو تلك الصور التي قد ترونها بلا نظام وليس وراءها إرادة أو غاية وهي في واقعها الخفي عنكم إنها ذات نظام لا يستقيم الكون أبداً بدونها, حتى إن أطلق عليها علماء البشر "عشوائية" أو "خطأ" أو "إعتباطية" أو فوضى وعدم نظام.

فهذا التمييز نتفهمه بإعتباره ضرورة يفرضها شح المعلومات عنها وقبل هذا وذاك - عدم إمكانية الإنسان بقدراته المحدودة وعلمه المتنامي والمعرفة التي بلغها - الإحاطة بأسرار الكون بِثَقَلَيْهِمَا من بشر وجن مطلقاً. والشاهد والدليل المنطقي لهذا يكمن في شغف هذا الإنسان في البحوث العلمية والإفتراضات الفكرية والتجارب والتحليلات والإكتشافات والتجارب المستمرة والمتواصلة ... بل يكفيه شهادة على دقة وكمال النظام الكوني ما عرفه عن الذرة عندما فجرها وعرف أنها كمال في الدقة,, فلم يستطع أن ينعتها بالعشوائية والفوضى ولم يشر إلى أخطاء فيها.

ثم إننا - على أية حال - نختلف مع الكاتب في قوله عن الوجود إنه (... مادى ينتج صوره بلا نظام أو إرادة أو غاية ...),, مستندين في ذلك إلى المفاهيم العلمية والمنطق والموضوعية التي هي القاسم المشترك بيننا في مناقشة وتفنيد وتقييم الأفكار والأطروحات والتصورات, لأنه لا يحق لأحد أن يجزم بذلك ما لم يكن محيطاً بالكون وأسراره إحاطة كاملة وهذا من عاشر المستحيلات في حق المخلوقات كلها دون إستثناء,, حتى إن نثر الكون – في الظاهر – مشاهد تبدوا بدون ترتيب كما يقول الكاتب أو كما يبدوا له أو لغيره ظاهرياً. وعليه وعلى من يستقبلها أن يدرك هذا.

أما قوله عن الشخصنة وأهلها فهي مرفوضة وإياهم جملةً وتفصيلاً خاصة وأنها مثل بقعة الزيت تطفوا على سطح الحقيقة كغثاء السيل بقدر يدركها به حتى أنصاف العقلاء والمتعلمين, حقاً!!! فليفعل رواد الشخصنة, ولكنهم سيعلمون أنهم يبتعدون كثيراً عن فهم الوجود كله دون إستثناء. أما تصنيف الكاتب للوجود إلى عاقلٍ وغير عاقل نحن لا نوافقه عليه ولكننا نتفهمه منه في إطار عدم الإحاطة وشح المعرفة وضآلة العلم ومحدوديته حتى لدى العلماء. وفي هذا الإطار من عدم المعرفة لا نستغرب قوله بأن الوجود غير عاقل ولا معتني ولا مكترث,, خاصة قولك بأن هذا المسار سيقود إلى فهم خاطئ للحياة والوجود قد يستمر إلى أبد الدهر إن لم يستطع الإنسان أن يفهمه في إطار الشمولية التي لن تدرك.

يقول الكاتب إنه قد طرح سؤالاً في إحدى مقالاته من أجل التأمل والتفكير والحسم,, ولحسن الحظ انه قد أورد السؤال وأوضح غايته ومقصده حيث ربطه بهذا المقال كجزء لا يتجزأ منه بالإضافة إلى أنه والموضوع القائم الذي هو بدوره جزء لا يتجزأ من سلسلة المقالات التي أشار إليها سابقاً, فقال في سؤاله: (... الوجود إما وجود نظامى أو عشوائى أو نظامى يحتوى على فوضى أو عشوائى يحتوى على نظام فأى عبارة هى الصحيحة؟ ...).
نحن من جانبنا نعتقد أن هذا السؤال بدهي ومنطقي من الدرجة الأولى,, ولا أظنه يوجد عاقل لم يدر بخلده بكيفية مَاْ وترتيب وعرض معين,, ونتفق معه في طرح هذا السؤال بهذه الكيفية وفي هذا المقال ليسهل علينا مهمة الدراسة والتحليل بإعتباره يمثل نقطة إتفاق بيينا. ولكن من الواضح أن تحليل الكاتب لمكونات هذا السؤال المركب لم يكن موفقاً فيه إلى حد كبير, إذا أخذهاه بالضرورة في إطار "الإحاطة بالحقيقة" ولكنه قد وقف في عرضه لها عند حدود ومحدودية المعرفة المتحصلة والعلم المتاح للبشر وإعتبر ذلك هو الحقيقة كاملةً, لذا قال في سؤاله عن الوجود:

1. لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا,
2. ولو قلنا عشوائي مطلق فنحن نرى حالات نظام,
3. إذن لم يبقى إلا نظام يحتوى على عشوائية وهذا مرفوض أيضا,,

إذاً, ما القوبول لديه؟ ما دام أن كل هذه الإحتمالات بالنسبة له مرفوضة بدليل عبارته التي قال فيها (... فالنظام وحدة وجود لن تستثنى, بينما العشوائية يمكن أن تحتمل نظام لأن من إحتمالاتها النظام ...).
وهذا يحتاج منا إلى مناقشة وتفنيد, ولكن بعد أن نأخذ معنا إستشهاده بالتجربة التقليدية التي قال فيها:
(... فأن تلقى 5 مكعبات ذات أوجه سته كل وجه بذات لون فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات منهم على نفس اللون للمكعبات الخمسة ...), فإستشهاده بتجربة المكعبات هذه التي إعتاد العلماء على الإستشهاد بها, وبأوراق اليانصيب, وأيضاً بالكيس الذي بداخله كرات ملونة,,, الخ. كل ذلك لم ولن يدخله في عمق الحقيقة بقدر ملحوظ, فالإحتمالية ليست فوضى او أخطاء طبيعية متعلقة بالنظام الكوني لأنها وصف وتمييز لحقائق عجز الإنسان – بقدراته المحدودة – عن إدراك كنهها كلياً أو جزئياً بما يكفي لوضع قانون أو قاعدة علمية لها ومن ثم لم يجد أمامه سوى وصفها بما بلغه منها من تخمينات وترجيحات تدخلها في دائرة الإحتمالات التي ليس لديه قاعدة ترجح البعض منها على البعض الآخر فنعتها بالفوضى أو العشوائية لعدم ترتيبها الظاهري بصورة نظامية حسب عرفه,, وهذا بالطبع أمر مفهوم وتعبير عن إدراكه بأنه لا أو لم يدركها بعد.

وبالنسبة لنا – مبدئياً - نقول له في تحليلنا وتفنيدنا لهذه الأجوبة على أسئلته بما يلي:
1. فعن قوله: " لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية قد تثقب عيوننا", ولكننا نرى أن هذا القول لن يكون مقبولاً على إطلاقه ما لم يستطع قائله أن يثبت بأن ما أطلق عليه "عشوائي" هو بالفعل كذلك في إطار النظرة الكلية للكون, وإستطاع بالفعل أن يقدم دليله المادي على صحة هذا القول بما يكفي لنفي ودحض إدعاءنا بأن ما يُنعت بالعشوائية هو في حقيقتة – من حيث المفهوم العام للنظام الكوني - يعتبر أيضاً نظام له أصول وغاية ومبدع ذو إرادة وقدرة وعلم وسيطرة, بل ولهذه الظاهرة دور هام في الوجود والموجود, وسنبرهن ذلك لاحقاً وبصورة أكثر تفصيلاً.

2. وعن قوله: " لو قلنا عشوائي مطلق فنحن نرى حالات نظام ", بقدر مفهومنا للنظام الذي بلغ علمنا ومعرفتنا. ولكننا نقول له في ذلك,, لو اننا إستطعنا النظر إلى العشوائية على أنها نظام طبيعي أيضاً ستنتفي عنا حُجَّة الرفض, وتنموا لدينا موضوعية قبول حقيقة أن ألعشوائية هي أيضاً نظام بالنظرة الكلية للنظام الكوني كوحدة متزنة ومتوازنة، ولكن عجزنا كبشر حتى الآن معرفة ذلك يبرر ضرورة تمييز هذه الحالات "بالعشوائية", ولكن ليس لدينا دليل كافي لإعتباره أخطاء أو فوضى سواءا أكانت مفتعلة أو كان مسئولاً عنها ذلك النظام الكوني المترابط المتسق المتكامل.

3. وعن قوله: "إذن لم يبقى إلا نظام يحتوى على عشوائية وهذا مرفوض أيضا".. ومن ثم يحق لنا أن نسأل الكاتب, إذا كنت قد أكدت - في نقطته الأولى - نفي أن يكون نظاماً في المطلق, وبرر ذلك بقوله "فالعشوائية قد نثقب عيوننا", وهذا نفي مبرر من قبله. و - في نقطته الثانية من السؤال - قد نفى أن يكون نظاماً عشوائياً مطلقا, لقوله "إنهم ترون حالات نظام", وكان هذا مبرراً كافيا – من وجهة نظره – يكفي لرفض هذا القول أيضاً. و - في نقطة الأخيرة - التي قال فيها: " إذن لم يبق إلا نظام يحتوى على عشوائية", وفيها قد أكد رفضه لهذا الإحتمال بقوله "وهذا مرفوض أيضا".
إذاً فهو يقر بالعدم المطلق لأنه قد رقض "نظاماً مطلقاً", ورفض "عشوائية بها نظام" وأخيراً رفض "نظام به عشوائية" فلا أدرى في ضوء هذا الرفض كيف يرى الكون بلا نظام ولا عشوائية, ولا نظام فيه عشوائية, ولا عشوائية فيها نظام؟ هذا ما لا ولن يستطيع أحد غيره توضيح مفهومه للكون.

إذاً يحق لنا أن نقول له: عليه أن يوجه للقراء تصوره للعالم والكون الذي نفى عنه كل الإحتمالات الممكنة والمستحيلة. بل وعليه أن يقدم الدليل مشفوعاً ببرهان على خطأ قولنا بأن الكون كله نظامي متناهي في الدقة وقد إعترف هو نفسه بوجود عنصر النظام وسمة الدقة ظاهرة ومقبولة وذلك بقوله " فنحن نرى حالات نظام " ما لم يكن له تفسير آخر غير الذي فهمناه عنه, وأن هذه الشمولية في النظام والدقة متضمنة أنظمة قد سمت على قدرات ومعارف وآليات الإنسان – حتى الآن – بعلمه وعلمائه وتقنياته المتزايدة والمتصاعدة, فبديهي أن يميزها بظاهرها ويطلق عليها "عشوائية" أو فوضى أو عدم نظام... الخ, حتى يسهل عليه تبويبها.

على أية حال - الآن,, وقبل أن نبتعد كثيراً عن طرح ظاهرة "العشوائية" ونسبتها السالبة للكون يلزم الحديث عنها قليلاً في إطار إستخداماتها المتعددة وما بلغه العلماء عنها تعريفاً وتصنيفاً ومعارف, فنقول:

الملاحظ أن مفهوم الناس للعشوائية randomness على أنها عمل غير منظم, وأن الشئ العشوائي هو:
1. أي إجراء, أو عمل أو شغل, أو ظهور بدون هدف أو سبب أو نمط أو نموذج محدد, وقد ضرب العلماء أمثال وتجارب عملية كالإختيار العشوائي للأعداد مثلاً.
فالعشوائية إذاً يقصدون بها قلة النمط أو التوقعية lack of pattern´-or-predictability في الأحداث. ويقولون إن التسلسل العشوائي للأحداث, هو رموز أو خطوات ليس لها طلب ولا تتليان نمط أو تركيب واضح. وأن الأحداث الفردية العشوائية بالتعريف انها متقلبة وغير قابلة للتنبؤ, هذا ما أملاه عليهم قراءة الواقع المشاهد لديهم في ألظاهرة.
2. ويرون انها تمييز/ تصوير characterizing لعملية ما لإختيار فيها كل بند من مجموعة معينة له إحتمالية متساوية لأن يكون مختاراً من بينها.
3. فالشئ العشوائي, أو الظرف/ الحالة العشوائية random state´-or-condition انما هي طرق إحصائية مختلفة أستخدمت لتقييم/ تقدير العشوائيات used to estimate random.
4. والشئ العشوائي at randomفي تصورهم هو الذي تم بدون طريقة, أو غرض, أو هدف مؤكد, أو ملتصق/ مرتبط بتنظيم سابق- بمعنى آخر,, صدفة أو عشوائية in a haphazard way. ويمثلون لذلك بإختيار متسابقين من أحد الأستديوهات عشوائياً.

إذا مفهومهم وتفسيرهم للعشوائي Indiscriminate, أنه ليس متميزاً not discriminate, فهو صدفة/ عشوائي haphazard, وطائش thoughtless , ويطلق على حالات عدم التفرقة Indiscrimination.

يقول البعض إن (... العشوائية كلمة تتكرر كثيراً في يومياتنا في هذه الحياة , ونسمعها في أماكن عدة ويرىون ان كلمة عشوائية تعرَّف - حسب الكثير من المراجع التي غاصت في تلك المفردة - بأنها كلمة مشتقة من عشواء بمعنى انعدام الغرض والغاية .. فالعشوائية تعني لديهم فقدان كل أو بعض الأركان الأساسية لانتفاء العشوائية وهي "الهدف, السبب, الترتيب" بمعنى أدق فإن العشوائية هي فقدان التخطيط .!
ثم يقولون أيضاً: فلا يمكن عمل شيء دون مروره بالأركان الثلاثة سالفة الذكر حتى تكون المحصلة النهائية النجاح دون سلبيات أو شوائب تعكر نجاح ذلك الشيء ..
فالشيء العشوائي له أضرار ملموسة وواضحة للجميع أيا كان هذا الشيء فمثلاً المشاريع العشوائية والفقيرة من التخطيط ستولد خللاً كبيراً في عملية التنمية ولن يتحقق التوازن التنموي المرجو من هكذا مشاريع. والمسؤول العشوائي في قراراته لا يقل ضرراً عن ذلك بل ربما هو نواة الضرر الناتج عن تلك الممارسات ولعل ذلك معروف عند الراسخين في علم الإدارة ...) إنتهى الإقتباس.

هذا القول بإجماله يتضمن عدد من الإشارات غير الدقيقة عن مفهوم العشوائية بالنظر إلى تعريفاتها السابقة, لأن هذه الإشارات يمكن قبولها في إطار الترجيح وليس الجزم والتعميم, لذا ننظر إليه كرأي خاص مقدر حتى إن لم يكن دقيقاً وقطعياً,, ولكن لا يمكن القول بصحة الأمر ما لم يدعم ذلك بالأدلة والبراهين اللآزمة.

ويظهر ذلك المفهوم جلياً في إستشهاد أصحابه بالمباني العشوائية والطرق العشوائية والغذاء العشوائي والدواء العشوائي والقرار العشوائي وغيرها .... والقول أو الإعتقاد جزماً بأنها كلها من السلبيات التي تُعيق كل إنجاز وتطور وتقدم يرجى في شتى المجالات !يعتبر فيه شئ من تطرف ومغالاة في التصور الأوسع لأسرار الكون لإستحالة تحقيق الإحاطة بها لمخلوق.
ثم يقولون: حتى البشر أنفسهم قد تجد منهم من يمثل العشوائية في حياته وأهدافه وطريقة كلامه وتعامله مع الناس وسيكون ذلك ملموسا لمن يكتب له التعامل معه ذات يوم! وحتى هذا السلوك يخطئ من ينسبه للعشوائية لأنه يتم وفق إختيار مقصود من صاحبه ومؤسس على معطيات ومسببات كثيرة كانت نتيجتها الظاهرة هي فوضى أساسها الجهل والتجاهل وعدم المبالاة بالعواقب وعدم الإحساس بمثالبها أو التحرج منها, فما علاقة النظام الكوني بذلك؟

بموضوع منشور في http://www.makalcloud.com بعنوان: مقال كلاود, جاء فيه قول العالم ألبرت ناجيرابولت الفائز بجائزة نوبل . فلعل كاتب المقال أراد أن يفصل أو بمعنى أصح "يفسر" هذا القول بمفهومه له فقال في ذلك:
(... في حين أن هذه المقولة قد تبدو أنّها لا تحوي معني الحياة الذي يبحث عنه معظمنا، فإنْ أمعنت التفكير قليلاً ستجد في النهاية ما تبحث عنه. المراد هنا أنّ الكائنات الحية في نهاية المطاف تُسهل ميل الكون إلي زيادة الأنتروبي "العشوائية". قد يبدو هذا متناقض حيث أنّ الكائنات الحية علي درجة عالية من التنظيم بينما الأنتروبي هي مقياس عدم الانتظام "العشوائية". ولكن هناك شعرة تفصل بين التعقيد والنظام، التعقيد والنظام ليسا الأمر ذاته. كل كائن حيّ يعمل علي زيادة عشوائية الكون فقط من خلال العيش والتنفس. المثال الآتي سيقرب الصورة في ذهن القاريء ...).
يحق لنا أن نناقش أهم الأفكار التي تضمنتها هذه الفقرة "علمياً" لنقف على حقيقة الحقائق وصحة الأقوال والغرائب,, ولكن لعل الأفضل أن نأخذ معنا المثال الذي تفضل به لنقف على أبعاد تصوره ومفهومه كاملاً.

قال في مثاله: (... فكّر في فوتون "جسيم أولي حامل للقوة الكهرومغناطيسية" قادم من الشمس معبأ بالطاقة المفيدة، فتلتقطه النباتات أو الكائنات الحيّة الدقيقة التي تستخدم التمثيل الضوئي لتخزين هذه الطاقة في شكل سكر. ولكن لا يحتوي السكر علي نفس كمية الطاقة المفيدة القادمة من الفوتون، بعض من طاقة الفوتون الأصلية تنتهي في تدفئة النبات وبيئته. ثمّ يأكل الإنسان هذا السكر ويستخدم طاقته لخلق جزيئات ثالث فوسفات الأدينوسين Adenosine triphosphate ATP"هو مُركّب أشبه بحزمة من الطاقة يمكن إرساله إلي أيّ جزء من الجسم يحتاجه، ولكن لا يحتوي مركب ATP علي نفس كمية الطاقة الموجودة في السكر الذي صُنع منه، بعض طاقة السكر المفيدة فُقدت في تشغيل الآليات التي تصنع مركبATP . البروتينات الموجودة في عضلاتك تستخدم الطاقة الموجودة في مركب ATP لتتقلص لتتمكن أنت من ممارسة التمارين الرياضية أو تقطيع فطائر البيتزا.
ولكن لا يتم إستخدام كل الطاقة المفيدة الموجودة في مركب ATP للتمرين وتقطيع البيتزا. كما في النباتات، فبعض الطاقة تذهب للتدفئة. ليس هذا فقط، فطاقة ATPالمفيدة يمكن أن تُستخدم في إصلاح الخلايا أو الأعضاء المتضررة. ومرة أخري الطاقة تقل وتصبح أقل فائدة في العملية. إذن فوتون مليء بالطاقة قادم إلينا من مصدر الطاقة الرئيسي وهو الشمس، يلتقطه النبات ويحقق إستفادته منه ويخزن الباقي من الطاقة في شكل سكر، ثمّ يقوم الإنسان بأكل السكر ويستخدم طاقته في خلق مركب ATPومرة أخري تقل الطاقة، وهـكــــذا...).

نقول: إن هذه الفقرة مهمة لدراستنا وتحليلنا لمفهوم "العشوائية" في إطار علمي بحت, من خلال أطروحات علماء وباحثين ومفكرين,, حيث أن كاتبها هنا قد تحدث عن الفوتون بإعتباره جسيم أولي حامل لقوة كهرومغناطيسية قادم من الشمس معبأ بالطاقة المفيدة,, وأشار إلى مسار هذا الفوتون ومصير ومآل الطاقة المفيدة التي يحملها,,, ولكننا مع ذلك البيان أيضاً لن نستعجل التحليل والمناقشة قبل سماع كامل الفكرة وتفاصيل المثال الذي ساقه لنا الكاتب.

وهنا في هذه الفقرة يقول: (... النمط أصبح واضحاً، في كل خطوة علي طول الطريق تقل طاقة الفوتون الأصلية وتزداد العشوائية وفي النهاية كل ما يبقي هو نبات وخلية وعضلة منظمة ولكنها أدفيء بقليل، بالإضافة إلي أشعة الأنتروبي تحت الحمراء التي تُشع متشتتة في الكون.
الحياة نفسها قد تكون نشأت بسبب الأنتروبي "العشوائية"، فالأرض في عهدها الأول كانت تحوي علي جيوب بها مستويات منخفضة من الأنتروبي المليئة بالطاقة المفيدة مثل الفتحات والشقوق الدافئة في قاع المحيطات ولكن ربما لم يكن هناك أيّ تفاعل كيميائي بسيط يمكنه الإستفادة من هذه الطاقة في توظيف فائدتها والسماح للأنتروبي "العشوائية" بالزيادة ...).

وأخيراً, قال: (... تخيل معي، كل هذه الطاقة تتحول من مفيدة إلي عديمة فائدة في سبيل إبقاء كائنات مثلنا علي قيد الحياة. كم أتمني لو أنّي أري كائنات فضائية قادمة من كواكب أُخري لتغزو كوكبنا العزيز الذي بدأ يحتضر كما تقول بعض الدراسات، وتُبيد الجنس البشري عن بكرة أبيه فلا تُبقي منهم أحدا، بالتأكيد هو لن يكون يوم الاستقلال الهوليودي. الكون بأكمله يعمل في تناغم وانسجام من خلال سلسلة من التعقيدات كي يُبقيكَ حياً والإقامة علي خدمتك، وكل ما تفعله أنت يرمي إلي شيءٍ واحد فقط، هو كسر هذا التناغم والانسجام سواء قصدت أو لم تقصد ! وقد باتت المقولة "إن لم تزد شيئاً علي الدنيا كنت زائداً علي الدنيا وإن لم تدعها أحسن مما وجدتها فقد وجدتها وما وجدتك" أسمعُ صداها في كل أرجائي. فإذا كان وجود العشوائية مرتبط بوجودنا وبقاءنا، فما الذي يمنع من رد العرفان؟! هو شيء أشبه بعملية التدوير، أنا أستفيد من الكوّن والكوّن يستفيد من بقائي. إفعل شيئاً أو لا تفعل شيئاً علي الإطلاق .. القرار لك! ...).

نقول بدورنا،، إن هذا الطرح نراه نموذجاً مرجحاً من نماذج أخرى عديدة مشحون بالمعلومات والمفاهيم التي نراها تقترب مرة وتبتعد مرات عن الحقيقة المحضة, بتضمنه حقائق مفيدة رغم إختلافنا مع كاتبها في المفهوم الشامل والتحليل الموضوعي لها, وهذا ما سنتناوله بالتحليل والتفنيد النقدي العلمي في موضوعنا القادم بإذن الله حتى تكتمل الصورة أو تقترب من كمالها حول مفهوم العشوائية وخطأ نسبتها للنظام الكوني الدقيق,,, كل ذلك تمهيداً لمسعانا الأساسي حول العشوائية والنظام الكوني الشامل.

لا يزال للموضوع بقية باقية,

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد عرمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بشاره احمد
نصير الاديب العلي ( 2018 / 2 / 4 - 23:43 )
الالحاد في اسوا حالاته رغم انه لا يوجد فيه شئ سئ لانه يعتمد على الحرية في المعتقد والفكر اذا انه الحضارة
كيف انك تقارن الفكر الالحادي المتقدم الذي لا يجبر اي انسان اعتناق اي معتقد بقوة السيف كما يوصي اسلامك
قارن

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,864739.0.html

https://www.facebook.com/166953500393091/videos/369727830115656/


2 - الأخ نصير الأديب (1):
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 5 - 10:27 )
أرجو عدم الوقوف عند عنوان الموضوع لأنه يمثل مشروع حوار علمي كبير يتناول مفاهيم علمية إفتراضية جدلية إستغلها البعض لترسيخ معتقدات خاطئة إما لجهل فيهم أو وجد سالب أو سوء طوية وضعف فكر ووهم.

فمناقشة مثل هكذا مواضيع يعتبر ذروة سنام الحوار المتمدن الذي نناقشه عبر منبره وبالتالي نتوقع منكم الصبر قليلاً فالموضوع لا يزال في أوله فنحن لم نبدأ أصله بعد ونتطلع للحياد منكم الذي تقتضيه آداب الحوار وقبول منهجية النقد العلمي والتفاعل معه كطرف أصيل في النقاش نقطة بنقطة وبند ببند إن كانت غايتكم وإيانا مجرد ألوصول بالقراء الكرام إلى الحقيقة الحَقَّة دون اللجوء إلى الشخصنة التي نراها قد بدت في أول تعليق لكم.

ولننظر جميعاً إلى الموضوع بتجرد ونترك الحكم والفيصل للحقائق الراسخة وللعقلاء من القراء الذي ينشدونها ويسعون لبلوغها.

على أية حال أن الآن لن أناقشك في مكونات تعليقك هذا رغم بعض التحفظات,, ولكنني بالطبع لن أتجاهله لإحتوائه على عناصر ومفاهيم ستكون محاور هامة للأفكار المتباينة بيننا إن قبلت أن تكون طرفاً أصيلاً في النقاش الجاد والهادف على أن يكون هادئاً خالياً من -الأنا- والمهاترات.

... يتبع ...


3 - الأخ نصير الأديب (2):
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 5 - 10:39 )
... تكملة ...
ولكن أود أن أؤكد لك من حيث المبدأ,, أننا لم ولن نناقش أحداً في معتقداته سواءاً أكانت عبادة للنفس أو المال أو البشر أو الشيطان أو الوثن بكل أنواعه المادية والمعنوية والفكرية, ولا يعنينا – من قريب أو بعيد – إن كفر الناس جميعاً أو الحدوا لأن الوبال يعود على صاحبه الذي إختاره بحرية, ولأن المعتقد في مفاهيمنا الراسخة والموثقة يعتبر حرية شخصية لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها أو يحاول تغييرها أو تحجيمها لا بالعنف ولا بالقهر ولا بالخداع أو المساومة.

ولكننا نتدخل عندما يحاول الآخرون فعل ذلك بنا, فنلجأ لتوضيح الحقائق -يقيناً وبرهاناً- ونترك الناس لإختيارهم ولكن حرصاً منا على الآخرين -إنسانياً-, فإننا لا نبخل عليهم بالنصح إن كان مقبولاً أو مطلوباً منا.

تعليقك هذا قد إستفدنا منك كثيراً للآتي:
أولاً: إقرارك بأن -الإلحاد- في أسوأ حالاته,, وهذا إعتراف منك بأننا - بطرحنا لهذا الموضوع للنقد نعتبر بحق في الإتجاه الصحيح, أما قولك عن هذا الإلحاد – رغم سوء حالته الظاهرة لنا ولك - (أنه لا يوجد فيه شئ سئ لأنه يعتمد على الحرية في المعتقد والفكر وانه الحضارة), إدعاء يعوزه برهان. -

... يتبع ...


4 - الأخ نصير الأديب (3):
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 5 - 10:47 )
... تكملة ...

إذاً,,, فأنت الآن مطالب من القراء الكرام أن تتفاعل مع جميع فقرات موضوعنا هذا لتثبت من خلالها – وعبر الحوار وتقديم الأدلة والبراهين التي تثبت صدق ما قلته – لأنك إن فشلت أو تراجعت ستكون قد حكمت على -الإلحاد- بأنه ليس فقط في أسوء حالاته, بل سينحدر إلى الأسوأ بعجلة تنازلية داعملة لعجلة الجاذبية إلى محور الأرض.

ثانياً: إن إستعجالك بإتهامنا بمقارة الإلحاد بالإسلام,, هذا أمر مزعج حقيقة وبداية غير مشجعة, إذ أنني لم ولن ويستحيل أن أقارن هذا بذاك إستحالة مقارنة -النفي- بالإيجاب. أو مقارنة العدم بالوجود الموجود, أو الماء بالسراب. فماذا سيكون موقفك إذا رجعت إلى الموضوع عشرات المرات ولم تجد فيه أي ذكر للإسلام ولا تلميح به, فضلاً عن إجراء مقارنة بين نقيضين أصلاً

ثالثاً: لا يجوز نسبة -الإلحاد- لشخصك لأنه يوجه لآخرون مثلك, إذ أنه ليس له معالم تجتمعون عليها, كما لا يجوز أن تنسب الإسلام لشخصي بقولك لي (إسلامك), فالإسلام لصاحبه ومتاح للبشرية كلها على بعد واحد ومسافات متساوية, بلوغه بالمشيئة والإختيار الحر ومن أعرض عنه لن يضر إلَّا نفسه سواءاَ أأدرك ذلك أم لم يدركه.

تحية للقراء الكرام


5 - الأخ نصير الأديب :
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 5 - 14:10 )
يا أخي: ما دام أن هذا الذي قلته وأضنيت نفسك به ليس كلامك وانما هو كلام الآخرين دونك بغضه وغضيضه, وغثه وثمينه,,, وأنك لا أكثر من مجرد ناقل لأقوال غيرك, فأنا أعتذر للقراء بأنني ظننتك غير ذلك وخاطبتك وفقاً لهذا الظن. والآن قد أدركت دورك وغايتك. فعليك أن تستمر في هذا الدور الذي إرتضيته لنفسك, وسنتعامل معه في هذا الإطار لا أكثر.

فأنت لم تكتف بنقل الأقوال بل بنقل الروابط التي لم يكن بها أي فكرة أو لها أي علاقة بالموضوع الذي نتحدث عنه.

فقط قم بخدمة جليلة للقراء وذلك بعرض شئ من (... أفضل وأرقى حالات الإنسانية وكل مال لا يميت الإنسان ...) التي وجدها الذين تنقل عنهم أقوالهم وأفعالهم وأفكارهم حتى تكون بديلاً لغيرها.

على أية حال,, أنا أعلم يقيناً أنك لن تفعل لعدم وجود ما تقوله في الأساس ولكنني قصدت بهذا وضعك في مواجهة مباشرة مع القراء العقلاء. فهلا بيضت وجه من نقلت عنهم؟

تحية كريمة للكرام


6 - الهروب العظيم وراء جُنَة كالرديم 1:
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 10 - 09:04 )
يقول لنا سامي سيمو على الفيسبوك:
(كلف نفسك انت ايضا بتعريف الوثن الذي تعتبره اله يخلق عظام ويكسوها لحما ويأتي ملاك لينفخ فيه الروح،،ام انك تتكلم افضل من الهك بلغة العلم التي لا يعرفها خير الماكرين ورسوله؟)

وهذا ما استطاع أن يساهم به في موضوع علمي في الأساس ومن الدرجة الأولى,, وقبل أن نرد عليه نذكر القراء الكرام بأننا لم نفاجأ بمثل هذا الرد التنويري الذي يدعيه أصحابه دائماً,, وهذا من أهم دواعي طرحنا لهذا الموضوع بوضعه على طاولة التشريح والمواجهة ليست مع العامة منهم وها قد رأينا قدراتهم على المواجهة والدفاع عن مقدساتهم الوثنية ولكن قصدنا علمائهم ومنظريهم وقادتهم ... فالموضوع جاد وصارم وحاسم والتغاضي عن التجاوب معه يعني الهزيمة والتسليم.

منهجيتنا في هذا الموضوع هو المواجهة الشفافة بالحقائق المؤكدة بالبراهين.
وآليتنا في ذلك هو -العلم- الذي هو القاسم المشترك بين أهل الحق ومروجي الباطل الذين يدعون أن العلم هو المرجعية الأساسية لهم.
فما دام أننا دخلنا عليهم من أوسع أبواب العلم وناقشنا العلماء مباشرة في مفاهيمهم العلمية ,,, لماذا يتقدم الصغار والجهلاء ويتراجع وينزوي الكبار عن النزال؟

يتبع


7 - الهروب العظيم والتخفي وراء جنة كالرديم 2:
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 10 - 09:33 )
... تكملة ...
أنت كعادتك معنا دائماً يا سيمو, لا تختار الوقت المناسب ولا الوضوع المناسب ولا حتى الأسلوب المفيد المفحم الذي يمكنك به تغيير مسار الحقائق أو تدعمها. إسطوانة مشروخة إعتدناها مصدرها وجد سالب في النفس وحكم مسبق وتنفيس من وطأة وهول التحدي والورطة التي قد وجدت نفسك فيها.

رجاءاً لا تحاول التخفي وراء جُنَّةٍ فاضحة, قوامها الشخصنة والتطاول وخلط الأوراق والتغريد خارج السرب. أنا هنا لا أتحدث عن الإسلام ولا الأديان والمعتقدات الأخرى سواءاً أكانت وثنية صريحة يظهرها أصحابها تجسيداً مادياً شاخصاً أو كانت خجلى متوارية من وراء جُدُر من الأوهام ,, ولكنني أتحدث تحديداً عن (الفكر الإلحادي) ووثنيته التي أنا – كما ترى – بصدد طرحها للرأي العام وللمفكرين والمنظرين والعلماء من قادة هذا الفكر والمتعاطفين معه,,, بأسلوب نقدي نزيه في المقام الأول وبمرجعية (العلم والعلماء والواقع المشاهد والمحسوب والمبرهن), وآليتنا في ذلك تفنيد وتحليل ما أورده العلماء بصفة عامة وعلماء هذا الفكر (إن وجدوا) بصفة خاصة وأقف من ذلك كله محايداً تماماً وأترك الحكم والتقييم للقارئ الذي - في الأول والأخير هو المعني,,

يتبع


8 - الهروب العظيم وراء جُنَة كالرديم 3:
بشاراه أحمد ( 2018 / 2 / 10 - 13:20 )
... تكملة ...

ونقول لهذا الأخ المنفعل: إذا ضاق صدرك وضن فكرك عن مجاراتنا في ذلك فلا أقل من إلتزام المتابعة ما دام أنك قد عجزت عن الدفاع عن فكرك وعقيدتك الذي هو الآن في الواجهة والمواجهة التي تعتبر فرصة نادرة للتنويريين (كما يحلوا لهم تلقيب أنفسهم) لإثبات صدقهم (علمياً) ومنطقياً وموضوعياً وذلك بتوافقهم ومصالحتهم مع العلم الحقيقي المؤكد المبرهن وليس مجرد علم نظري جامد أو شطحات وترف وتخمينات فكرية عاجزة عن تقديم البراهين المقنعة ... الخ إن إستطاعوا لذلك سبيلاً.

فلا تتهرب منها بل كن صنديداً وواثقاً من أنك على حق وأنك والآخرين قادرون على نفي تهمة الوثنية عن فكركم وإثبات التنوير له. خاصة - كما ترى فإن هذا الفكر سيكون في ورطة حقيقية ومأذق إن لم تكن ومن معك قادرين - عبر الحقائق العلمية فقط - وبأسلوب نقدي واثق, أن تقولوا بغير ما يقوله العلم والعلماء والواقع الذي نناقشه مع التنويريين منكم إن جاز لنا هذا التعبير.

وتذكر أنك بإنفعالك هذا ستؤكد للقراء بأن الفكرالذي تدافع عنه في ورطة حقيقية (تذكر ذلك جيداً .(فالأفضل للجميع أن يثبت قليلاً فالمشوار لا يزال طويلاً وهو في أوله.

تحية طيبة للقراء


9 - لا تتعب نفسك فيما لا طائل من وراءه
محمد البدري ( 2018 / 4 / 14 - 01:43 )
صاحب المقال هذا يثير الاسي والشفقة في آن واحد لعدم قدرته علي الربط المنطقي بين الاجزاء التي استدعاها من هنا ومن هناك و يعتقد هو بايمانه انها تشكل بنيانا له اساس وشكل ومعني. يا حضرة الكاتب لقد انتهي عصر الايمان لانه عصر الخرافات الموروثة والمتراكمة من زمن الطواطم وحتي بزوغ العقل الحديث. اقرأ كيف تشكل العقل الحديث وكيف تم بناؤه لتعرف مدي ما في كلامك من ركام لا يصح معه الا عمل الجرافات الي مقالب القمامة


10 - من ألعبث ألجدل عن ألأيمان
د. ليث نعمان ( 2018 / 4 / 14 - 16:04 )
هناك أثبات و تصديق و أيمان. ألأثبات هو أستطيع أن أثبته نظرياً أو عملياً. ألتصديق هو أن اقبل بما يثبته غيري لثقتي برصانة ألمؤسسة ألعلمية فهناك من سينبري و يصحح ألخطأ أن وجد. ألأيمان هو ألقبول بما لا يمكن أثباته فألنظرية ألكهرومغناطيسية و ألنظرية ألنسبية حقائق لا تحتاج ألى ايمان

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي