الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرءان الكريم ليس كتاباً علمياً

محمد عبد القوي

2018 / 2 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مشكلة المسلمين هي أنهم لم يبلغوا القدوة التي يؤهلها لهم دينهم فنري أعلم علماءهم وأفقه فقهاءهم علي مدار الألف سنة المنقضية قد إهتموا بشرح وتبيان النصوص الدينية نفسها دون تنفيذها فعلياً أو لنقل دون الدعوة إلي تنفيذ جوهرها علي أرض الواقع وفجأة تحول الدين لديهم لمجرد كلام وطقوس ناهيك عن مغالطتهم في كتب الصحاح وتحول الدين لمجرد تمسك بثانويات ومظهريات دون الجوهر نفسه الذي هو العلم فإختلط لديهم مفهوم الدين بالتدين وظهرت الفرقة والتشتت وإنقسم المسلمون إلي فرق وملل ونحل بلا عدد وإلي الآن لازال الإهتمام بتبيان النصوص تلك وشرحها بل أنهم حدَّثوا هذا الموضوع (منعاً للمل) وربطوا الآيات بالنظريات العلمية وأطلقوا علي ذلك (إعجازاً علمياً) فبأي عقل يُفكِّرون ؟!
لماذا يأمرنا الله ويقول {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} مادام القرءان يشتمل علي ذلك ؟!
لماذا إذن يقول {أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الجبال كيف نصبت وإلي الأرض كيف سطحت} مادام القرءان يشتمل علي ذلك ؟! في حين أن هذه هي العلوم التي إكتشفناها نحن البشر وهي علوم البيولوجيا والفلك والجيولوجيا والجغرافيا علي الترتيب ؟!
لماذا يأمرنا الله أن نعرف التاريخ الذي هو علم ونستلهم منه الحكم والعبر {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل} مادام القرءان يشتمل علي ذلك ؟!
لماذا إذن يحثُّنا علي معرفة أنفسنا كبرهان علي وجود الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} مادام القرءان يشتمل علي ذلك ؟!
لماذا يأمرنا الله بالنظر ومعرفة ما في الكون بأسره (طبقاً للنظرة الدينية ليفهمها عقول ذاك الزمان) ليقول الله {قل إنظروا ماذا في السموات والأرض} مادام القرءان يشتمل علي ذلك ؟!

إن القرءان الكريم هو كتاب أخلاق وهداية، هو كتاب تشريع وليس كتاباً علمياً، وما ذُكرَ فيه من أمور تعتقد أنت أنها علمية هي إجابات عن أسئلة تخص ذلك الزمان وهي إجابات بليغة لأنها كانت تخاطب أهل ذلك الزمان فقط وتتحدَّاهم فيما برعوا فيه
علي سبيل المثال كان الناس يسألون النبي الكريم عن التغير في شكل القمر فأنزل الله الآية الكريمة {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيتُ للناس والحج هنا} الله لم يذكر السبب وإنما نبَّه إلي الفائدة التي هي أعمق من ذكر السبب لأنه من المعروف أن هدف معرفة سبب الشيء هو معرفة إفادته وتحقيق تلك الإستفادة من هذا الشيء
هذا ما يسمي في فنون اللغة العربية بالأسلوب الفصيح البليغ في آنٍ واحد وهو ما أدهش هؤلاء البارعين في اللغة العربية وتقسيماتها من شعر ونثر خاصةً الشعر أما المرحلة الوسطي لكي نعرف الإفادة والتي هي (السبب) هو شأن العلم - العلم فقط تماماً كالآيات التي ذكرتها التي تحثُّنا علي العلم

بإختصار – الإجابات الواردة في القرءان كانت (كل) المعرفة عند أهل ذلك الزمان أما عندنا نحن فهي (جزء) بسيط من المعرفة فقط أما باقي الأجزاء فنعرفها من عقولنا أي من العلم وإلا لماذا خلق الله لنا عقل أصلاً طالما سنكون كالروبوت المضبوط علي شيءٌ واحد لا يتغير أبدا ولا يعرف أي شيء آخر ؟! ولماذا حثَّنا الله علي البحث والتقصي وطلب العلم ؟! لماذا يصف المؤمنون بأنهم {الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض} ؟!
في النهاية أتمني أن يعرف أحبائي كل المؤمنين المسلمين أن القرءان الكريم ليس كتاباً علمياً ولا ينبغي أن يُخلط بينه وبين النظريات العلمية علي الإطلاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل قرأت فعلا القرآن؟
مدحت محمد بسلاما ( 2018 / 2 / 7 - 10:09 )
من أراد أن يتكلّم علميّا، عليه أن يكون عادلا ويكشف بكل شجاعة عن الوجوه الإيجابيّة والسلبيّة في القرآن. من يخف من قول الحقّ لا قيمة لما يقول. عليك بإعادة قراءة الفرآن وبقراءة -محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن- للباحث والفيلسوف والإمام السابق خريج الأزهر والسوربون عباس عبد النور. مع التحبّة والتقدير


2 - انت
ماجدة منصور ( 2018 / 2 / 9 - 05:15 )
تحرث في واد ليس ذي زرع أستاذ0

اخر الافلام

.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال




.. تعمير- هل العمارة الإسلامية تصميم محدد أم مفهوم؟ .. المعماري


.. تعمير- معماري/ عصام صفي الدين يوضح متى ظهر وازدهر فن العمارة




.. تعمير- د. عصام صفي الدين يوضح معنى العمارة ومتى بدأ فن العما