الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنوز العقل --- 3

حسين عجمية

2006 / 3 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يمكن التعامل مع ثلاث كينونات فاعلة في الوجود تندرج في إطار وعينا لها بتجرد عن الغاية المتجهة نحو تصنيف مكوناتها و أدوارها فيما يعمق تواجدنا و توسيع طاقاتنا على السيطرة فيما يحقق مصالحنا و الاستفادة منها فيما يخدم وجودنا كنوع قادر على تحقيق غايته و أهدافه و توسيع طاقة الاستيعاب و الاحتواء في وجوده .
فالكينونة النابعة من وجود يعي ذاته توافقاً مع بنيته و تنظيم وجوده خارج إطار الغائية ضمن التنوع الكثير لطبيعة المادة في نظام الوجود الكلي .
لأن جميع العمليات ضمن هذا الوجود تتحكم به قوانين متوافقة في الدقة و الانتظام تعبر عن محتواها في استقرار نظام جميع العمليات الجارية في النظام الكوني لأن طبيعة التشكيل المادي للكون متوافق مع نظامه الجاري منذ بدايته انطلاقاً من المستوى الأصغري للمادة و انتهاءً بالشمول الكوني . كونٌ منظم على نحو دقيق و فاعل في تأمين كافة متطلبات الوجود .
فالدور المناط بالمادة يتوافق مع بنيتها و حركتها و فاعليتها فيما يخص وجودها و طبيعة تنظيمها الذاتي نابعة أساساً من حاجتها إلى ذلك و إن جميع العلاقات و الأنظمة المتعلقة بالطبيعة المادية للوجود مرتكزة على الضرورات المادية فقط لأن الطبيعة التكوينية للمادة لا تعي غيرها .
أما الكينونة النابعة من وجود يعي ذاته و يعي غيره ترتفع في الوجود إلى المستوى الحيوي ,إنها تتميز بالعلاقة الهادفة و المتزنة تغذي روح التبادل المنسجم مع هذا الوجود و تعزز قدرة التنوع الحيوي القادر على إعطاء الوجود فعاليات نشيطة و متغيرة , لأن الطاقة الكامنة في وجودها توضح مسارها الذاتي و مجمل ما يخصها في مجال نشوئها يعبر عن محتواها الضمني بخصائص ذاتية قابلة للتفاعل مع الحياة مهما بلغت من التطور .
فالتغيرات الداخلة في بنيتها توضح جاهزيتها المستمرة لتوليد ذاتها بما يؤكد بأن تمايزها النوعي قائم على وعي ذاتها بطاقة تكوين متفردة بما يظهر وجودها في نظام الكون الواسع بأنه انتقائي منبثق لغاية خاصة يحددها الوجود ذاته .
فالعلاقة الحية في نظام الوجود تعطيها مؤثرات نوعية توضح غايتها في الوسط و نظام تبادل المؤثرات الناتجة عن الوجود الحي و ما يحتويان من تداخلات هامة و أساسية للحفاظ على نوعية الوجود , بما يؤكد بأن الكينونة الحية قادرة على الاستفادة النوعية من جميع المعطيات الكونية لتأمين البقاء , لأنها نوع من الوجود لا يعي متطلبات وجوده للحفاظ على حياته فحسب بل يعي المتطلبات النوعية لحياة غيره في الوجود ذاته . و هذا ما يؤكد قدرة الكائن على الحياة ضمن أوضاع خاصة به و أوضاع خاصة بوسطهِ ضمن علاقة يشارك في وجودها, لتأمين بنى نوعية هامة و حيوية للوجود نفسه .
إن وجود كينونة تعي ذاتها بدقة قائمة على تأسيس كينونة تعي ذاتها و تعي غيرها بما يعطي الوجود طاقة خلاقة قائمة على كينونة تعي غيرها , إنها كينونة مندرجة ضمن الوجود و على كامل الوجود بكل محتوياته إنها مندمجة في كينونات و كيانات تعطي جميع البناء مكوناته و مجاله الضروري في الوجود , إنها قادرة على معرفة كنه الأشياء و غايتها و قيمتها في هذا الوجود دون أن يحددها الوجود نفسه لأن انخراطها في ذات الوجود بما يحتويه من موجودات يعطيها أبعاداً غير قابلة للتطور تعمل على تأمين التناسق الكوني و الحيوي مهما تغيرت البنى المكونة لهما لأن وعيها للشمول الكوني بكل ما فيه و ما عليه يعطي طاقته الجوهرية بأنماط خلاقة لا يستطيع وعي الأحياء معرفة جوهره .
لأن خلوها من الذات المندمجة في بنية يجعل من المستحيل استدراكها و إدراكها لأنها متممة لكل شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية تتصاعد.. ما تأثير


.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والسعودية؟




.. الجهاد وحماس تدينان إقدام عناصر أجهزة أمن السلطة على اغتيال


.. جرافة الاحتلال تهدم منزلا في بلدة حزما شمال شرق القدس




.. مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع