الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيدا عن الانتحار

صبيحة شبر

2006 / 3 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


سئمت من وضعي ، سهر متواصل ، انتظار طويل ، معاناة أمضت فؤادي ، وبعثت في نفسي القلق المتواصل ، تغيب كل ليلة ، أعلل النفس بالآمال ، انتظر أوبتك ، علك تعود سريعا ، فتضع حدا لنزيف روحي ، دماء قلبي ما فتئت تنزل مدرارا ، وأنا أتساءل بلوعة ، متى تعود ؟ متى يشعر قلبك بنبضي ؟ ويحس بوضعي الأليم ؟ كل ليلة تعتني بهندامك ، تضع عطرك المفضل ، قطرات منه تشعل جسدي اشتعالا ، وأنت غافل عني ، تتجاهل متاعبي ، انتظر ، وأحسن لعبة الانتظار ، أعلل نفسي مطمئنة إياها ، انك لابد شاعر بي بعد ان يضنيك التعب ، ويمضك الترحال ، أنت كالنحلة ، تتنقل باستمرار من زهرة الى أخرى ، وأنا قد أصابني السهاد ، تدربت على الصبر والانتظار ، ولم أحسن سواهما ، لم أجد مهنة لي الا انتظارك أيها البعيد ، يا من قد أزمعت على تناسي من تعلق بك ، ولم يعرف عمره سواك ، وها أنت تتفنن في تعذيبي ، وتذيقني الصد والبعاد ،وأنا أتلظى على بعدك وأتظاهر أنني قادرة على مزيد من الصبر والاحتمال ، اعتدنا على التحمل يا صديقي ، وكأن الواحدة منا تشتم ان كانت لا تقدر على تحمل الإساءات ، تأتيني أخبارك تباعا ، انك تهوى الزهور اليانعات ، تتنقل من زهرة الى أخرى ، وانا متيقنة انك حتما ستعود ،، الى عشك المألوف ، وتترك حياة الترحال والتنقل ، وتتذكرني أخيرا ، انا من وقفت كل عمرها الى جانبك تشد أزرك ، وتتغاضى عن هفواتك ، وتصم أذنيها عن الاستماع الى الواشين وهم يقصون علي حكاياتك ، وبعد ان استمع الى القصص المتعددة والتي تكون انت بطلها الوحيد ، أتظاهر أنني لا اصدق كلمة مما يقولون وانك ثابت على الوداد ، لا يمكنك ان ترى امرأة غيري كما لا يمكنني ان أرى رجلا سواك ، انتظرت وواصلت الانتظار وآنت ساه عني لا تدري ما الذي يصيبني ،، اثر كل قصة ،، من قصص لعبك المستمر ، ولهوك العابث الذي يكاد كل مرة يصيب قلبي مقتلا ، لم اعد قادرة على اجتراع الصبر ، ولن استطع مواصلة التظاهر ان قصصك لااصدقها ، ولم اعد قادرة على مايو حيه لي قلبي ،، بأنك ثابت على حبي ،، كما انا ثابتة على ولهي بك ،، تطول أيامي ، وانا ساهرة ، استجدي الليالي قربك الذي أضحى مستحيلا بعد ان استمرت لياليك وأنت سهران الى فجر اليوم التالي ، وانا انتظر أوبتك ، تأتي في الصباح الباكر ، أتظاهر أنني غارقة في نوم عميق ، تغط آنت بنومك ،،تاركا إياي أتقلب حتى بزوغ اليوم التالي ، لم اعد قادرة على الاستمرار ، وأخذت صحتي تخونني ، وقدرتي على الاحتمال التي عرفت بها ، تضمحل شيئا فشيئا ، وليس بجانبي أنيس ولا أليف ، لمن الجأ وأنا وحيدة ؟ الجميع يظن أنني زوجتك ، وأنت تهواني كما أهواك ، تخلص في حبي كما اخلص انا ، فماذا تفعل النساء في وطني غير الانتظار ؟ هل يمكنني ان اعشق من جديد كما تفعل أنت ؟ وهل باستطاعة احد ،،ان ينظر الي باستحسان ،، كما لو كنت غير موجود ، تظاهرت بالبداية انني مطمئنة لحبك ، أحظى بدفئك وحنانك ، حتى تفاقم وضعي سوءا ولم اعد قادرة على الاستمرار ، فماذا تتوقع أنني فاعلة ؟ وليس بقربي احد يعطف علي وبدفيء قلبي الكليم بحنانه ، والوحدة تخنقني ، وشعور بالغربة يحطمني ، ساءت صحتي ، وتدهورت حالتي ، وأصبحت كثيرة الشكوى ، فابتعد عني الأصحاب والخلان ،، ولم أجد في نفسي الشجاعة ،، ان أحب أحدا غيرك ، اليت على نفسي ،، ان أضع حدا لحياتي الكئيبة التي لا تطاق ، والتي تخلو من الأمور المبهجة ،، التي تجعل الإنسان ،، يقبل على حياته ،، وهو على يقين انه ليس وحيدا ، بل هناك قلب ،، يحن عليه ويدفئه بحرارته ، ويحميه بعطفه ، من شعور ممض ان البرد متواصل وليس بمقدور الشمس نفسها ان تزيل إحساسنا المتفاقم ،،ان حياتنا لا دفء فيها ، هل تتذكر الأدوية المهدئة التي وصفها لي الطبيب ؟ أظن انك لا تذكر شيئا عني ، لقد نسيت كل شيء يتعلق بي ،، ولم تعد تذكر ان هناك مخلوقة كانت تشاطرك حياتك ، وتمني النفس دائما ان تسمعها ،، كلمة دفء واحدة ، كلمة واحدة قادرة ان تزيل جبال الثلج المتراكمة ،،على قلبي منذ عقود ، أخذت الدواء الذي وصفه لي الطبيب ، وكنت قد أعلنت الإضراب عليه ، اذ لم الحظ تحسنا بصحتي ، فتركته غير آسفة ، كنت حينذاك أكثر قدرة على الاحتمال ، وكنت أظن الا شيء ،، في الدنيا يستحق ،، ان يسلب منا إحساسنا ،، ان الحياة جميلة تستحق ان نحياها ،، بورودها وأشواكها ، عدت الى الدواء ،، بعد ان تدهور وضعي وأيقنت انني وحيدة ، فما الذي يجعلنا محبين للحياة الا شعورنا بالحب والوداد ، وقد زال هذا الشعور من نفسي عندما رايتك تبتعد عني ، ولم استطع ان أحب رجلا آخر
عدت الى الدواء الذي اثبت فشله ، وقررت ان أضع حدا ،، لحياة بائسة باردة ،،تخلو من الجمال ، وبدلا من حبة واحدة ،،كما امر الطبيب ، أخذت خممس حبات ، وجدتني اشهد زحاما شديدا والناس قائمون ، يتراكض بعضهم ، والآخر واقف مشدوها ، قادني اثنان ، لم اعلم حينئذ من يكونان ، شعرت بالارتياح قليلا ، لقد زال ما كنت اشعر به ،،، من شعور قاس بالمرارة ،،وعدم وجود الأحباب ، قادني الرجلان الى قاعة واسعة ،، بها جمع كبير من الناس ، ذكرتني بالمحاكم ، نودي على اسمي ، أردت ان أسرع في سيري ، فامرني الرجلان بالتريث ، وقفت أمام منصة كبيرة عليها قاض واثنان ممن يعرفون القانون ، قال لي القاضي بالحرف الواحد ، اسمعي أيتها السيدة ، لقد عشت حياتك بائسة مخذولة ، وان لك ان ترتاحي هنا في هذه الدار ، كل زوجة عليها ان تعيش مع زوجها ، الأرملة تعاد الى زوجها ، والمطلقة تعاد الى زوجها ، والعانس ينظر في أمرها
أيقنت بعد ذلك ألا فكاك


صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب لشيرلي تشيشولم


.. اليمن النازحات في مواجهة الحرب والجوع والفيضانات




.. رغم الإحباط والرفض تونسية تنجح في إنتاج السكر والعسل من ن


.. مركز الأمل لمعالجة الإدمان يساهم في الحد من تفشي آفة المخدرا




.. المغرب.. مطالبات بإحداث تغيير في قانون الأسرة يضمن حقوق النس