الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا

صادق العلي

2018 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عشرون ميلاً مربعاً تقريباً هي المساحة التي يتمركز فيها المسلمين في ولاية متشكان الامريكية , هذه البقعة تشمل اكثر من مدينة , فهي مدن صغيرة ادارياً .
يوجد في هذه المساحة عشرات بل المئات الجوامع والمساجد الاسلامية ( الاختلاف معروف طبعاً ) , دور العبادة هذه يشرف عليها الالاف من رجال الدين بعمائم مختلفة الالوان والمرجعات , وليس غريباً وجود هذا العدد الكبير سواءً من دور العبادة او من رجال الدين في المجتمعات او التجمعات العربية , ولكن الغريب ان يصل التنافس بين القائمين عليها حد الصراع !, صحيح هو صراع غير مُعلن يتم تغطيته بشتى الوسائل , ولكن لا تجاوزه والتغاضي عنه فالمؤسسة الامنية الامريكية تعرف عذا الصراع جيداً ولا نستغرب ان دعمته من خلال تجنيد بعض العمائم استعداداً لاي سيناريو محتمل .
شخص مؤهل ام غير مؤهل ( لا احد يعرف ) بدعم من جهة او استثمار شخصي ( لا احد يعرف ) يقوم بترخيص مؤسسة غير ربحية تحت عنوان ديني هكذا يكون لدينا مسجد او جامع جديد , الامر بسيط جداً هنا في امريكا ولا تحتاج الى تعقيدات الدوائر الحكومية العربية , لكي يكون مُقنعاً يختار هذا الشخص او هذه الجهة اسماً اسلامياً ( رنان طنان ) مرتبط بالمقدس ليكون وقعه مؤثر على السامع كي يخشع قلبه وتدمع عينه وهو المطلوب .
طالما صرح اصحاب تلك الابنية ( الجوامع والمساجد ) بأنهم يمثلون الدين الصحيح !, ويمثلون الشريعة الحقيقية التي لا تعرف الباطل !, وانهم وحدهم يعرفون الرب حق معرفته لذا فهم الناطقين بأسمه والاقدر على الدفاع عن الدينه ضد الاشرار والرذيلة , لذلك يدخل اصحاب هذه المساجد والجوامع في صراعات ليس الغاية منها الدين طبعاً وانما المكاسب الاقصادية والاجتماعية .
بالمقابل يكون السياسي المتحكم بمصيرهؤلاء ومصير مؤسساتهم التي تعتبر مصدر معيشتهم الوحيد , فأنهم لا يخجلون ان يكونوا اداة صغيرة في دعايته الانتخابية !, وان يتحول المسجد او الجامع من دار عبادة الى مركز انتخابي يدعم هذا او ذاك بحجة ( الانتصار الدين ) !.
تقوم هذه الجوامع والمساجد على فكرة تشكيل مراكز قوى بين الرأسمال العربي ورجال الدين !, هذه الزواج الكاثوليكي بين الاقتصاد والدينى, فالاقتصاد يصنع رجل الدين ويكن واجهتهم فيما لو تطلب الامر يتم هذا وفق قانون العصور الوسطى!, نوع من تبادل المصالح يتمثل بتهرب ضريبي او تحايل على القانون والالتفاف عليه وغيرها من الحالات القانونية الشرعية .
المُلاحظ ان هذه الجوامع والمساجد تأخذ بالاتساع يوماً بعد اخر , من ارتفاع المأذن الى حجم البناء ومن الزخرفة الى الديكور المُبهر , مروراً بالاموال الطائلة التي تنفق عليها بسخاء , فلقد وصلت تكلفة مسجد واحد منها الى ملايين دولار امريكي !, ليتصدر بذلك قائمة دور العبادة الاسلامية الاغلى في امريكا لفترة ما , بعد ذلك بفترة وجيزة قاموت ببناء جامع اخر او مسجد ليكون اكبر واكثر اتساعاً وارتفاعاً طبعاً , هي بالاساس مشاريع اقتصادية فهناك المطاعم والفنادق والمواصلات وشركات خدمية اخرى ووسائل الاعلام ( الاذاعات والقنوات التلفيزيونية والمواقع الالكترونية ) , يضع اصحاب هذه المشاريع خطة العمل لرجل الدين المتصدر للواجهة كما اسلفت , يجب ان لا يخرج عليها وعلى السيناريو المكتوب ولو حدث العكس سيكون مصيره الشارع طرداً , وهذا ما حدث بالفعل لاحدهم عندما اختلف مع الداعمين او مجلس ادارة احد المساجد , فلقد وجد نفسه بين ليلة وضحاها على الرصيف !, ولكنه استطاع بحنكته الدينية من اقناع مجموعة اخرى من اصحاب المشاريع التجارية ويحصل على دعمهم الكافي ليفتتح احدث دار عبادة يضاهي القديم بالمساحة والبناء والعلاقات التجارية !.
مرة اخرى ليس غريباً ان يكون الدين التجارة الاكثر رواجا والاكثر تحقيقاً للارباح , طالما كان الرب موجوداً والايمان به متوفر والخطابات المتجددة فهي بلسان عربي مبين , وهناك الضلع الثالث المكمل للمثلث وهم كبار السن والعجائز البسطاء , الذين يصدقون بأنها اماكن توصلهم للرب , ويصدقون انها ملاذهم الامن بعد ان اتعبتهم الحياة والغربة لذلك يرتادوها على انها بيوت الله , هؤلاء على حق لانهم لا يعرفون انها مشاريع تجارية ذات طابع ديني وليس بعيداً ربما من الموكد بأن تكون مراكز استخباراتية كما اسلفت يتم تجنيدها وقت الحاجة كما حدث في احتلال العراق سنة 2003 م .
واخيراً :
اهم ميزات تلك الجوامع وتلك المساجد على الاطلاق واكررها على الاطلاق هو ان المسلم الذي يحتاج الى مساعدة ( اي مساعدة ) سيذهب بالتأكيد الى الكنيسة المجاورة , فهو متأكد بأنه لن يحصل على اي مساعدة بل على العكس يمكن طرده واهانته على اعتباره صورة سيئة للمسلم في امريكا !!!.

صادق العلي - ديترويت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بأسم الدين باكونه الحراميه ....
عبدالله الحلي ( 2018 / 2 / 15 - 22:26 )
ما يحصل عندكم في ميشغان هو انعكاس لما هو حاصل عندنا وربما بشكل مهذب .. عندنا اليوم مقامات تتهافت الناس لزيارتها والتبرك والتوسل بها وطلب المراد منها .. هل سمعت يوما بعمود كهرباء مبارك او تراكتور زراعي صدأ او شجرة ؟ وحتى الخلاء الذي تبول فيه خميني في ناحية صفوان الحدودية مع الكويت صار مباركا ويجري الان بناء مقام كبير علية كضريح تتم زيارته والتبرك به بعد اكمال تشييده قريبا ... تجارة الوهم والتدليس

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah