الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القضية الكردية لب مشاريع التسويات الدولية .
يوسف حمك
2018 / 2 / 23القضية الكردية
يتهافت اللاعبون بكثافةٍ على أرض سوريا ، التي باتت ملعباً يتسع لكافة الفرق الدولية و الإقليمية ، ليتحكم كل فريقٍ بمفاصل متاهات أزماتها المعقدة ، و القبض بمفاتيح الحلول ، و إن لم تكن فخطف قطعةٍ من كعكتها الدسمة و لو كانت صغيرةً لتسد الرمق .
السباق محمومٌ ، و المنافسة تزداد حدةً ، و بذل قصارى الجهد لسحب البساط من تحت أقدام الخصم .
الفصائل المسلحة الداخلية انغرست في أوحال مستنقعات لعبة المحاور حتى شحمة أذنيها ، فباتت تتصارع ضد من لا يجب الخوض في صراعه .
سعي الدول الكبرى لتقاسم مناطق النفوذ تارةً بالاتفاق و الحوار المعلن – و غالباً تحت جنح الظلام تتم الصفقات الاستراتيجية ، و البعيدة المدى – و تارةً بالخرق و عدم الوفاء بالمواثيق الثنائية ( كما في مصطلح شرقي الفرات ، و غربه ) .
مثلما حصدت الطائرات الأمريكية أرواحاً روسيةً أو محسوبةً عليها ، ما تجاوز مئة قتلى في دير الزور مؤخراً .
تحالفاتٌ روسيةٌ إيرانيةٌ في مواجهة التمدد الأمريكيِّ .
و مخاوفٌ تركيةٌ تصل إلى حد التهديد المباشر لحليفتها أمريكا ، و معها استفزازٌ أيرانيٌّ ، من التعاون الكرديِّ الأمريكيِّ للسعي إلى إنشاء كيانٍ كرديٍّ فيدراليٍّ من شأنها أن تستنهض بالكرد ، فينتقل العدوى إلى داخل حدودها .
فمستشار المرشد الأيرانيِّ من بغداد يعلن بالفم الملآن : ( إن أيران و تركيا و سوريا لن تسمح لأمريكا بالنفوذ في مناطق يقطنها الكرد ) .
و أمريكا حريصةٌ على عدم تكرار التجربة العراقية ، و أخذ العبرة منها ، و بذل الجهد كي لا تسقط سوريا تحت أقدام الإيرانيين و الروس لقمةً سائغةً .
الدعم الأمريكيُّ للقوات الكردية يستفز تركيا ، و يجعل أردوغان يغلي غيظاً ، فيرتمي في حضن الروس .
و كان السماح له بالهجوم على عفرين – فربما كان فخاً و مصيدةً لجيشها و استنزافاً لقوتها .
فكان كسر شوكتها في وعورة الجبال ، و ضياع هيبتها بين أغصان أشجار الزيتون ، و بسالة المقاتلين الأشداء .
ثلاثون يوماً من الخيبات التركية ، و الشماتة الشوفينية بإراقة الدم الكرديِّ ، و ناهيك عن التشفي بتمثيل الجثث ، و الانخراط في المخططات التآمرية حتى الثمالة ، لغزو العقدة التاريخية عقولهم تجاه الكرد ، هاجسهم شبه الوحيد .
كان صمود المقاتلين الكرد أمام الهجمة التركية الهمجية و جحيمها رائعاً ، كروعة خطوة الاستفتاء حينما خطاها الكرد في إقليم كردستان مؤخراً بالرغم من الرفض المطلق للبشرية جمعاء .
و بين الاستنهاض الكرديِّ ، و محاولة الوقوف على الأقدام لرفع الرؤوس عالياً ، و بين الرفض التركيِّ الإيرانيِّ العروبيِّ المطلق الباطل زوراً ، و الانحاط الأخلاقيِّ الدوليِّ السافل السخيف ، اختفت جمهورية مهاباد غدراً ، و سلمت كركوك طازجةً ، و هاهي عفرين تقدم جريحةً على طبقٍ من المساومات الدولية و الإقليمية .
الحقوق تهضم ، و المبادئ تنتهك ، و تهدم الدور ، و الدماء تستباح و تسفك .
و يبقى عدم النيل من عزيمة الكرد سيد الموقف ، و عدم استعدادهم للانقراض مفعوله سارياً للأبد .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ
.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة
.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة
.. ما الأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين؟
.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و