الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرة ضريبة الدخل الاميركية

حسين الرواني

2018 / 2 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في لقاء مع المخرج الاميركي آرون روسو، قال انه التقى بالمسؤول في البنك الفيدرالي الاميركي نيك روكفيلير، وتحدثا في عدة أمور منها:
قال له روكفيلير، إن مؤسسته هي التي قادت حملة في الصحف الاميركية للمناداة بحقوق المرأة ومساواتها مع الرجل في الحقوق والامتيازات، منها ان للمرأة الحق في العمل.
قال له روكفيلير إن هذه الحملة لها هدفان، الاولى هو تشغيل المرأة وجباية ضريبة الدخل، فضريبة الدخل لنصف المجتمع معطلة، والهدف الثاني هو أن تتولى المدارس تربية الاطفال الصغار نظرا لانشغال امهاتهم بالعمل، فتصبح الدولة هي العائلة، ويسهل قيادة الاطفال وتعليمهم كما تريده الحكومة الاميركية. وأن الحكومة في الولايات المتحدة عملت على تنفيذ هذه المؤامرة في اميركا وجميع دول العالم.
سيد روكفيلير، سيد روسو:
حتى لو كان ما ذكرتماه صحيحا، فالضرائب ليست وحشا، وهي ليست امرا سيئا يذكر مقابل حسنات عمل المرأة، ما الضرر اذا عملت المرأة ودفعت ضرائب ؟ لن نقف ضد حق المرأة في العمل لمجرد ان عملها يحقق هذا المشروع (التآمري الشيطاني) في جباية ضريبة الدخل من النساء العاملات.
هل تعرفان كم سيتغير وجه العالم لو اشتغلت كل النساء ؟ هل تعرفان كم ستصبح للمرأة شخصيتها المتزنة لو انها عملت وحصلت قوتها من عرق جبينها ؟
هل تعرفان كم ستصبح الأسرة بكامل افرادها مستقرة وأحسن حالا لو حصلت المرأة على عمل وراتب شهري ؟
العمل ليس مجرد انجاز واجبات مقابل اجور، العمل هو نصف الحياة تماما، العمل يعلم الانسان الكثير من المهارات والخبرات في الحياة، ويجعل المرأة على احتكاك بمختلف شخصيات الافراد وطباعهم، ويعلم المرأة طريقة تفكير الناس، ويزودها بمعلومات كثيرة عن الحياة من خلال الاحاديث اليومية مع الموظفين والموظفات.
العمل يحقق كرامة المرأة، ويضمن لها موردا ماليا تستطيع من خلاله تأمين احتياجاتها الغذائية والصحية، ويؤمّن لها السكن واجور الكهرباء واجور النقل، واداء الواجبات الاجتماعية، ويمنحها القدرة على رفض العنف الاسري والاجتماعي الممارس ضدها، خصوصا في منطقة الشرق الاوسط وعموم الدول المتخلفة والنامية او ما يطلق عليه استاذ الاقتصاد الدكتور لورنس يحيى تسمية ( الدول الاطراف ).
هل تريدان ان نتخلى عن الدعوة الى منح المرأة حقها في العمل لا لشيء سوى لأجل تجنب تنفيذ خطة البنك المركزي الاميركي في جباية الضريبة من النساء العاملات ؟ ونترك كل هذه المزايا التي تحصل عليها المرأة ؟
ثم من قال إن المرأة إذا عملت لن يكون في وسعها تربية اطفالها ؟ كثير من النساء العاملات يأخذن إجازة لمدة عامين لتربية الطفل في اول سنتين من عمره، وبعدها تعود للعمل، وعند عودتها من العمل الى المنزل سيكون لديها الوقت الوافر لتعليم طفلها والعناية به، ولن تستطيع الدول تحويل الاطفال الى مسوخ لمجرد التحاقهم بالمدارس.
ثم ما العيب في أن تكون الدولة هي العائلة الحقيقية الاكبر لمواطنيها ؟ أليست غاية الدولة والفائدة منها هي هذه، هي أن تكون خيمة كبرى بعد خيمة العائلة الصغيرة ؟
هل تعرفان ايها السيدان، مدى جودة التعليم في اميركا واوروبا ؟ هل تعرفان ان المدارس في هاتين المنطقتين تضخان في عقول الاطفال ونفوسهم كل قيم الخير والمبادئ المثلى والمعاني الانسانية العظيمة ؟
مدارس اميركا واوروبا التي تعلم الاطفال قيم الحب والجمال والخير والعطاء، لن تخرج زومبيات، لذا فمؤامرة تعليم الاطفال في المدارس لأجل صناعة عقولهم كما تشتهي الحكومات، هي مؤامرة في غير محلها.
ثم هل تعرفان ايها السيدان كم عدد النساء اللواتي يعملن في اوروبا واميركا ؟ ما يخطط له البنك المركزي الاميركي هو حاصل عمليا، فهي ليست خطة، النساء هن من اعدن بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، ومن حينها، وعدد النساء العاملات في تزايد، وعدد اطفالهن في تزايد ايضا، ومع هذا لم يتحول اطفالهن الى مجرمين وارهابيين، الاجيال التي انجبتها النساء العاملات خرج منها كل هذا الكم من الاقتصاديين والموسيقيين في اوروبا واميركا، خرج منها كل اساتذة الجامعات والعلماء والمعلمين والفنانين.
العمل يتيح للمرأة فرصة اكمال دراستها، لأن العمل يدر اموالا تتطلبها الدراسة، في حين ان من الصعب والشاق، إن لم يكن من المستحيل، ان تحصل المرأة المنزلية على هذه الفرصة، في ظل عدم امتلاكها مالاّ يمكنها من تلبية احتياجات الدراسة من اقساط دراسية واجور نقل وغذاء وملابس خلال سنوات الدراسة.
عمل المرأة، وليس أي شيء آخر، هو ما صنع العالم الاول، العالم المتحضر المنتج لكل انواع السلع والخدمات المتزايدة يوما بعد آخر، عمل المرأة الذي لم يفشل في أي حقل من حقول الحياة، هو الذي صنع الحياة، في الصناعة والتجارة والسياسة والفكر والادب والمعرفة والفنون وعلوم الفضاء والطاقة والطب والاعلام والرياضة وغيرها المئات، ما كان عالمنا اليوم ليكون بهذه التقدم والتحضر لولا عمل المرأة.
ارجعا ايها السيدان إلى الاحصائيات، لتتبينا حقيقة وجود المرأة في الحياة اليومية على مستوى العالم.
ثم لنتفحص جميع الدول العالم، وندقق في ضرائبها، فهل سنجد دولة تجيد جباية ضريبة الدخل وتوزيعها على مواطنيها بشكل خدمات عامة الا الدول الناجحة المتقدمة ؟
في مثل هذه الدول، لا تعاني المرأة العاملة من سوء المعاملة في العمل، ولا تُحرم حقا، ولا يصعب عليها أي شيء من متطلبات الحياة، فالمصارف تسخو عليها بالقروض الاسكانية وقروض المشاريع، والقضاء ينصفها في حال تعرضها لغبن او اسفاف في المعاملة، وأجهزة الامن والقوانين تحميها في الشارع والعمل والمنزل، واماكن الترفيه تستقبلها بحفاوة هي وأطفالها، ألا تستحق كل هذه الخدمات ضريبة ؟
باختصار، علقنا هنا على هذه المؤامرة ـــ الخراعة ــــ حتى لا تتسرب الى عقول من يقرأ ويشاهد اللقاء التلفزيوني مع هذا المخرج، باثةً الذعر في نفوس المتلقين من البسطاء ومتوسطي الانتباه، ولنقول: حياة المرأة كريمةً معافاةً أهم من دفعها الضريبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان