الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- يكيتي - قضية أرض وشعب أولا وأخيرا

شورش إبراهيم

2018 / 2 / 28
القضية الكردية


" يكيتي " قضية أرض وشعب أولا وأخيرا
شورش إبراهيم - برلين

لم يكن صدفة أن يوجه سكرتير حزب يكيتي إبراهيم برو "المتمسك بكرسي حزبه منذ سنتين بشكل غير شرعي بسبب رفضه لعقد مؤتمر الحزب بحجة خشيته من اعتقاله من قبل الإدارة الذاتية "، انتقاداته بوجه القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار في القامشلي عام 2015، بل كان بمثابة بداية اغتيال لخط يكيتي الثوري والقومي ،واعلان منه بوضع يكيتي في حضن أربيل، بتوجيه ممنهج من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني " البارتي" في هولير، لضم يكيتي القوي والمستقل بآرائه ، تحت مظلة البارتي ، وتسخيره في خدمة فرعه السوري، وتوجيهه ضد الاتحاد الديمقراطي ومنعا من تقارب بين يكيتي و PYD من منطلق أنها أقوى الأحزاب الكردية في كردستان سوريا، وتنفيذا لمصالحها مع تركيا حليفة هولير. فمحاولات البارتي وعبد الحكيم بشار بضم يكيتي لحزبه ، بائت بالفشل ، ومعرفة المرحوم إسماعيل حمي وقيادة يكيتي أن البارتي هو عبارة عن مصيدة للقضاء على أحزاب كردستان سوريا ،وهذا ما حصل فعلا حيث أختفى حزب آزادي المناضل نهائيا. دعم البارتي للسيد برو كان واضحا ومخططا له حين دفعت أربيل كافة مصاريف علاج زوجته المرحومة في مشافي تركيا " أكثر من 200 ألف دولار" لتحتضن السيد برو وتضعه مع حكيم بشار ومجموعة قيادة المجلس الخارجية أوصياء على المجلس الكردي ، بشكل دائم ومفروض على الأمانة العامة للمجلس ، بتوجيه من السيد حميد دربندي وفيدان هاكان رئيس الاستخبارات التركي ، وابقائهم داخل الائتلاف السوري المعارض والتنازل عن أية مستحقات وحقوق كردية في المفاوضات السورية ، ومنع اكراد سوريا من توحيد برنامجهم السياسي ومنعا من التقارب الكردي - الكردي في سوريا. وبعد غزو وعدوان تركيا والائتلاف المعارض لعفرين تأكد هذا ،من موقف الإقليم السيء من ذلك العدوان ، وتمسك المجلس بالبقاء في الائتلاف رغم مشاركة الائتلاف وفصائله الإسلامية في استباحة الدماء والأرض الكردستانية . يكيتي بدا عليه الخلافات السياسية بين قيادة الداخل التي تقف ضد العدوان التركي ، ومحاولات قياداته البارزة أن ينسحب المجلس من الاتلاف السوري ، ووجدنا مواقف بعض قياداته البارزة على صفحات التواصل الاجتماعي، لكن السادة برو وعليكو ومعهم البارتي وأحزاب المجلس الصغيرة ،ترفض هذا وتبقى مصرة على البقاء ضمن صفوف الائتلاف بقرار من أربيل وأنقرة . الزعيم برزاني طلب الاجتماع بقيادات المجلس ويبدو أنه مع تركيا طلب منهم البقاء في الائتلاف وزيارة أمريكا، لتخفيف غضب الشارع الكردي ضد المجلس وموقفه المشبوه بتبرير العدوان التركي ووضع المشكلة وسبب قصف عفرين بحجة تواجد القوات الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي حسب المزاعم التركية، رغم أن أردوغان قالها عشرات المرات أنهم ضد الدولة الكردية في سوريا ،وضد نيل الكرد أي ،وهذا تقاطع مع موقفه ضد الاستفتاء وكردستانية كركوك. زيارتهم لأميركا حسب مصدر قيادي من الأمانة العامة وفي جلسة سكر وشرب في مطعم فاخر لبعض قيادات المجلس في هولير ومنهم أبراهيم برو " أنه لمعرفة ما ستفعله أميركا داخل المنطقة الكردية، وأن تصبح بيشمركة روج شريكة درع الفرات في إدارة المناطق الكردية واستبعاد الأبوجية كوسيلة حل لتخفيف الأزمة بين أميركا وتركيا. وسيطلبون وقف الدعم العسكري عن قسد ،وأن المجلس بامكانه مشاركة ال ب ي د بحكمن المناطق الكردية في حالة قامت أميركا بالضغط عليهم للأنفصال عن حزب العمال الكردستاني ،وهذا ما تريده تركيا أيضا" وبالتأكيد سيعود وسيكرر إبراهيم برو تلك الرواية التضليلية الخادعة المتداولة مع قيادة المجلس الخارجية (أن أميركا ترفض انسحابهم من الائتلاف ) ، وهذا تضليل لأن هناك منصات سورية كثيرة تشارك في المفاوضات السورية ،فلماذا ليس هناك منصة كردية تمثل أكراد سوريا؟ الجواب لأن البرزاني وأردوغان ومصالحهما السياسية والاقتصادية يتطلب أن يبقى المجلس داخل الائتلاف لمنع تمثيل ال PYD في اية مفاوضات ، ومنعا من حصول أكراد سوريا على أية حقوق. مؤتمر يكيتي المزمع عقده سيحدد مصير حزب يكيتي الكردي وثباته على برنامجه السياسي ونضاله في سبيل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي ،كثوابت قومية غير قابلة للتنازل أو المساومة عليها، والتي وضعت الحزب وقيادته المناضلة في نفق مظلم وحرج سياسي وأخلاقي أمام المجتمع الكردي ،بعد استئثار سكرتير الحزب بمفاصل الحزب وتسخير كل شيء لنفسه وبالشراكة مع مجموعة قيادية داخل يكيتي مثل السيد فؤاد عليكو وغيرهم، وعدم ألتزامهم بنهج يكيتي السياسي المعروف. السؤال المثير للجدل هو لماذا لم يدعم الزعيم البرزاني شخصيات قيادية مناضلة وشريفة وبارزة داخل الساحة الكردية أمثال عبد الباقي يوسف – عمر شيخموس – حسن صالح – صالح مسلم – مصطفى جمعة ؟ ولماذا هذا الدعم لشخصيات لم تكن يوما تملك صفات القيادة والنضال وروح العطاء والتضحية أمثال برو وحكيم بشار وغيرهم ؟ الأمور واضحة هو الصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والبارتي من جهة ، وصراعات هولير وقنديل السياسية ومحاولاتهم السيطرة الكردستانية ، وتحالف البرزاني مع أردوغان ،كل هذا يضع أكراد سوريا في خانة الورقة التي يتصارع عليها الجميع.وهذا معروف في التاريخ الكردي بعلاقة أحزاب كردستانية مع أنظمة إيران وبغداد وأسطنبول ودمشق لضرب بعضهم البعض.
طبعا سيقوم هذا الفريق بتوجيه رفاقهم والمجتمع الكردي أن مقالتي هي تحريضية ومحاولة للنيل من سكرتير يكيتي إبراهيم برو ونضاله ومن البارتي، ولكن الحقيقة موجودة وواضحة مثل الشمس، وليست مقالة كيدية،بل في سبيل معالجة مشاكل كردستان سوريا، وعدم القبول بالقضاء على حزب قومي ونضالي مثل يكيتي وقادته الشرفاء .
لم أنتسب ككاتب وناشط لأي حزب كردي،لقد كنت قريبا من يكيتي كونه يناضل فعلا لأجل مصالح الشعب الكردي ولم يخشى سجون النظام، ولم يكن يوما راكضا وراء المال أو تبعية للأحزاب الكردستانية القوية، حتى علاقته مع الاتحاد الوطني الكردستاني كانت علاقة سياسية وفق احترام متبادل، وظهر هذا حين دعم الاتحاد يكيتي بالسلاح في بداية الثورة السورية وتشكيل كتائب لحماية المنطقة الكردية، وهذا ما أغضب البارتي وقنديل وتم تصفية مشروع يكيتي العسكري، ليستكمله السيد إبراهيم برو ليتحول الحزب إلى جهة وكتلة للبارتي بدعم من سلطة البرزاني وفرض ما يريده برو على يكيتي وعلى المجلس.
يشاطرني هذا الموقف والرأي مئات المثقفين والسياسيين الذين يحزنون لما آل له يكيتي وقيادته الشجاعة، لكن الجدل الحي هو لماذا زعيم وقيادي كردي مثل حسن صالح الرجل الحديدي أن يصمت على كل هذا، لماذا لم يخرج هذا الرجل الذي يحترمه الجميع، بما فيهم أنصار ال PYD عن صمته، ويعلن عن رفضه لما يفعله قيادات المجلس المدعومة من أربيل، وولائهم لتركيا ، مع التفريط بحقوق الشعب الكردي. لماذا لم يسحب حسن صالح ورفاقه الصقور برو وعليكو من أي تمثيل ومسؤولية في المفاوضات؟ لماذا لا ينسحب يكيتي من المجلس الكردي الذي يديره حكيم بشار والدربندي وفيدان هاكان ؟ لماذا لا يخرج يكيتي للشارع الكردي ويعلن التبرئة عن كافة أفعال وتصريحات وسياسات إبراهيم برو وعليكو وعلاقاتهم المشبوهة مع الاستخبارات التركية؟ هل هو حفاظا على وحدة حزبهم، أم خشية من مواجهة هولير؟ أم أنهم يدركون أن برو بات مسيطرا على الحزب ولم يعد باستطاعتهم فعل أي شيء، أم أن برو وعليكو يلوحان بشق يكيتي والانضمام للبارتي كما فعل سابقا عبد الباسط حمو في سبيل حظوة البرزاني وتلقي الدعم المالي والسياسي؟ ما يعرفه الجميع أن شخصيات مناضلة وصلبة أمثال حسن صالح وعبد الباقي يوسف وغيرهم من قيادات يكيتي البارزة معروفة بصلابتها ودفاعها عن الحق الكردي لن تبقى صامتة ولن تكون شريكة في الخطأ وهذه الجريمة بحق عفرين والشعب الكردي ،وحقوقه القومية ،أو تمنح الشرعية لما يفعله رفاقهم السائرين في طريق معاكس لمدرسة يكيتي النضالية. ويبدو أن الحزب يؤجل مشاكله كلها للمؤتمر.
ما زالت آمال الكرد معلقة على هذا الحزب الذي انفرد بخطاب سياسي كردي، وكسر حواجز الخوف في سوريا ، ونجح أن يكون حزبا جماهيريا نال شهرة كبيرة، ولعب دورا بارزا في قيادة الثورة الكردية في غرب كردستان، وفقد وجوده وهويته كحزب معروف منذ انضامه للمجلس الكردي الذي لا يمكن ليكيتي كمناضلين وخطاب قومي كردي أن يتعايش مع أحزاب وشخصيات داخل المجلس كانت حتى البارحة حليفة للنظام سرا وعلنا،ولم تكن تتكلم عن أي حقوق كردية .
حسب مراقبون بالشأن الكردي، ونقلا عن بعض الخبراء الأميركيين والأوروبيون في مؤتمر يخص الشرق الأوسط وسوريا عقد في الصيف الماضي في بروكسيل:( أنه لو تعاون حزب قوي مثل يكيتي مع ال PYD منذ البداية لكان هناك إقليم كردي سوري فيدرالي، ولكن بسبب التجاذبات والصراعات بين قنديل وأربيل والسليمانة ، وتدخلات المخابرات الإقليمية من طهران ودمشق وأنقرة ، وتحالف البرزاني مع أردوغان وطلب تركيا منه التحكم بأكراد سوريا ومنعم من أثارة حفيظة كرد تركيا فيما لو حصل أكراد سوريا على حكم ذاتي بدعم أميركي . ولهذا بقي أكراد سوريا مشتتين،رغم دعم أميركا لحزب الاتحاد الديمقراطي عسكريا، في الحرب ضد داعش،لكن استقرار المنطقة الكردية ومستقبلها مرتبط بالمصالح الأميركية بالدرجة الأولى، وليس مع تركيا أو كردستان العراق(، ولهذا من المتوقع أن تقوم أمريكا بعد القضاء على داعش بمحجاولة اجراء تقارب سياسي بين أقوى الأحزاب الكردية في سوريا " Yekiti – PYD" وهذا لأن علاقات أمريكا وتركيا تتجه نحو الفشل والانهيار ،والخطة الأميركية تضمنت تأسيس وضع كردي لأكراد سوريا مشابه لموقف أميركا في التسعينيات من كردستان العراق، ولهذا بتصوري على يكيتي والاتحاد الديمقراطي التقارب وكسر حواجز الخلافات، لأجل مستقبل كرد سوريا، وحسب توقعات الشارع الكردي فأن تيار إبراهيم برو يجد نفسه في موقع صعب ولهذا سيحاول تقسيم يكيتي والانضمام لصفوف البارتي حفاظا على المكتسبات التي حصل عليها برعاية برزانية تركية، وهذا ما يريده فؤاد عليكو للاستقرار في هولير والحصول على دعم مشابه.ولكن الحقيقة أن ثقة الشارع الكردي عظيمة بيكيتي المناضل لقيادته من قادة بارزين كحسن صالح وعبد الباقي يوسف اللذان لا يقبلان التراجع عن الحقوق الكردية ومعهما آلاف الشرفاء والمناضلين في غرب كردستان، وهذا ما يجب أن نساهم به جميعا كمثقفين ووطنيين كرد للحفاظ على هكذا أحزاب وشخصيات تضحي في سبيل غرب كردستان وحقوق الشعب الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟