الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما يلعب السياسي كرة القدم

واثق الجابري

2018 / 3 / 2
المجتمع المدني


لا أريد أن أقول لأحد إنتخب هذا ولا تنتخب ذاك، والخرائط واضحة وربما معظم خيارات الناخب محسومة بشكل صحيح أو خاطيء، ولا تحتاج السياسة لشرح وقد أستوعب الصغار كما الكبار درسها، وكل فرد عراقي يعرف ما نتيجة إنتخابه لشخص هل شخصية أو وطنية، وفرق بين المبصر والأعمى والأعور، وبدأ المشهد الإنتخابي يتحرك وتنعكس في مواضع كثيرة سلبية الرؤية للساحة الوطنية، وربما تقسم العراق كل 1% بتفكير لايشبه غيره.
سرني يوم أمس مشاهدة مباراة العراق والسعودية، ولا أكون مبالغاُ أن قلت لا يوجد بيت عراقي لم يشاهد المباراة، ونقلتها معظم القنوات العراقية بمختلف توجهاتها، وحضرها جمهور كبير بأخلاق رياضية وطنية عالية، وأسعدني أكثر كرم البصريين ونشر هواتفهم لضيوف المدينة لأسكانهم وأطعامهم، ومؤكد أن التنظيم العالي، سبقه إستعداد وعمل دؤوب لسنوات، تُرجم من خلال الدموع حينما يعزف السلام الجمهوري، ويُعرف العراق كشعب تضحية وسلام.
العراقيون الذين شاهدوا المباراة او حضروها، إختلفوا بأعمارهم وأجناسهم وقومياتهم ودياناتهم وإنتمائهم الحزبي، وتوقعت أن تكون قاعدة إنطلاق آخرى توحدنا كما في المعركة ضد الإرهاب، وبذلك تتفاعل مواقع التواصل الإجتماعي والصحافة لترسيخ مفهوم المواطنة والسلام، ودعوة مشتركة لرفع الحظر عن الملاعب، لما له من مردودات سياسية وإقتصادية وأمنية، إلاّ أن الخلاف على هذه القضية يدعونا لمراجعة النفس، والبحث عن نقاط الإلتقاء الوطني، والكارثة الإختلاف على مفهوم مصلحة الوطن.
تبرع يوم أمس وللأسف شخصيات يدعون الثقافة او الإنتماء لمؤسسات إعلامية ومنها حكومية، لتفسير نتائج المباراة وربطها كما يرون بأنفسهم أنها إنتخابية للوزير، وتشعبت الإتهامات، وتوالى نشر مقطع إنتقد به (مهوال) للسياسين أمام السيد عمار الحكيم في تجمع عشائري في النجف، وبدأت عملية الشرح والفلسفة، وبعضهم لم يكتب منشور يشير به للمباراة ومردوها.
هؤلاء للأسف ومهما كانت مكانتهم لم يستوعبوا الديموقراطية، وتقبل الرأي الآخر، وأن العراق تعددي، ولا يعرفوا أو يجهلوا أن الحكيم لا يحمل شخصية إنتقامية، ولا يفترض نظرية الحزب الواحد والقوة، ولو سألت أيَّ منهم: لو كان هذا التصرف مع ضيف عنده ماذا يكون رد فعله؟ بل لو كان أمام أي سياسي آخر فما هو مصير الشخص؟ بل كلهم يشهدون بتجاوزات حمايات شخصيات منها الهامشي على العمل السياسي، وتجاوز على الإعلام وأمام الكامرات دون حياء.
كنت أتمنى إستثمار المباراة وطنياً أكثر، في وقت نبحث فيه عن حديث بصوت واحد أمام العالم، وهذا مافعلته المباراة وعبطان، وتمنيت حضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، ورئيس البرلمان والوزراء وكبار المسؤولين، ويجتمعون رغم خلافاتهم، ويرون أن للعراق صوت موحد نقي صدر من أرض الملعب، ولا ينشغلوا بالإشاعات والتسقيط والمنجز لا يمكن حجبه بغربال النوايا الضيقة، ومن يقول أنه إنتخابي، فليكن الإنجاز دعاية، ولا يُحارب الإنجاز بالسياسية الخاطئة، وأن كان الجمهور عبطانياً، فقد تجاوز العتبة الإنتخابية وجمع أكثر من 65 ألف في ملعب البصرة، وخلفهم ملايين تفاعلوا وتوحدوا وعرفوا أن صوت الوطن لا يعلو إلا بإيقاع واحد، وأن كان الحكيم يقف خلف عبطان، فنعم الإنموذج للسياسي والتنفيذي الناجح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية