الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين التطور والانقراض

عبد الوهاب عبد الستار الجبوري

2018 / 3 / 3
المجتمع المدني


تعد الحرف اليدوية مظهراً من مظاهر الحضارة ووسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافتها وأصالة المجتمع.

ولها قيمتها المعنوية الكبيرة التي تطغى على قيمتها المادية فهي أرث حضاري مهم , وتعتبر كذلك توثيق لتاريخ البلد.

لكن للأسف الشديد انقرضت هذه المهن وانقراضها يعني ضياع الدقة والإتقان في العمل أيضاً , فأكثر الأعمال أتقاناً هي الأعمال التي تأخذ الصبغة اليدوية التي يصنعها الأنسان بيده , فهي دوماً أفضل من الأعمال التي يتم صناعتها عن طريق المكائن , ومنها المهن التي دخلت دوامة التطور وأصبحت شبه منقرضة كمهنة مبيض النحاس ، الإسكافي ، النداف ، المكوجي , ومساح الجزم .....الخ

وقال أحد العاملين بمهنة التطريز سابقاً :

أن هذه المهن لم تعد كالسابق بسبب توفر المعامل الخاصة بالحياكة ووجود الالات التي تصمم الكثير من الأشياء في وقت قصير.

وأضاف أيضاً الى أن التطريز والحياكة اليدوية كانت تطلب في المدارس كعمل نشاطي يدوي للطلاب , ولكن هذا الشيء لم يعد موجود الأن في مدارسنا , كما أضاف أن أسعار البضائع الجاهزة , رخيصة الثمن , ولن تأخذ مجهود كبير في صنعها ادى الى انقراض هذه المهن نهائياً , وهذا يعد مؤشر خطير يهدد ثقافة وتاريخ المجتمع.

وقال أحد العاملين في مهنة الإسكافي :

أن أسعار البضائع الجاهزة رخيصة الثمن ولا تتعدى تكلفة اصلاحها سوى القليل من المال , لذلك اصبحوا الأشخاص يفضلون شراء الجاهز بدلاً من أصلاحه.

وأضاف أخر أن هذه المهن اكثر تداولا في المناطق الشعبية , كون الناس من الفئة البسيطة , وميسورين الحال , على عكس بعض المناطق التي أنتشرت بها البضائع الجاهزة من أبخس الأسعار الى أغلاها.

وعلى الرغم من ضياع شعبية المهن اليدوية الا انه مازال أصحابها متمسكين بها , فقد أضاف الإسكافي أنه لن يترك مهنته بسبب حبه لها ويجد المتعة في عمله , ونفس الحال ينطبق على مهنة الندافة أيضاً.

وكان للناس رأي حول هذا الموضوع

أن العالم في تطور مستمر وهذه المهن أصبحت قديمة وتعتبر مهن الفقراء اصحاب الدخل قليل , وبما أنها لاتدر مبالغ كافية للعيش في ظل غلاء المعيشة تم أعتزالها وتركها , وفسر أخرون أن السبب وراء أختفاء هذه المهن وضياع شعبيتها هي كثرة المصانع والماركات المختلفة وسهولة الصناعة لاعداد كبيرة ، فعلى سبيل المثال مهنة الإسكافي تعد شبه منقرضة في زماننا اليوم , فرغم رخص وجمال الاحذية الجديدة لكن صناعة الأحذية التقليدية أفضل لأنها تهتم بالتفاصيل الحرفية , كون الأحذية السابقة تصنع من الجلد الطبيعي والمواد النباتية والخشب عكس وقتنا الحالي.

رغم مميزات عصر السرعة وكثرة الالات وتمكننا من صناعة مئات القطع بالدقيقة الواحدة ألا أننا بحاجة فعلية لأسترجاع هذه المهن التي كانت تمثل الاصالة في وقت معين حتى قضينا عليها بالمعدات الحديثة التي لايمكن لها أن تصل لدرجة الأتقان الذي يقوم به الأنسان في الصنع اليدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج


.. الأمين العام للأمم المتحدة: نحث الأطراف بقوة على التوصل لاتف




.. اعتقال مرشحة للرئاسة الأمريكية في احتجاجات داعمة لغزة