الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صائد العملاء ووهم الحرب علي الاسلام

عمرو اسماعيل

2006 / 3 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هي مهنة جديدة تجد لها رواجا في عالمنا بين بعض متطرفي الأصولية .. تجدهم في المنتديات الثقافية و علي صفحات بعض الصحف أو مواقع الانترنت
يتسابقون ليثبت كل منهم أحقيته وألمعيته في هذه المهنة ..
يتسابقون لكيل الاتهامات الي كل من يختلف معهم في تفسيرهم الاصولي المتحجر للدين والسياسة والوطنية والثقافة والعلاقة بين الشعوب والحضارات .. اتهامات العمالة للغرب والصهيونية .. وأن مخالفيهم ماهم إلا غلمان للأفكار الليبرالية التي تشجع علي زواج المثليين ونشر الانحلال في أمتنا العربية التقية الملائكية التي لا يوجد بها علاقات مثلية ولا انحلال جنسي !!! .. ولا أدري ما هي علاقة الليبرالية بزواج المثليين والجنس .. الليبراليه هي موقف فكري وثقافي وسياسي يتقبل الآخر والمختلف وتدعو الي التعايش والحوار بين الثقافات والاديان .. وفي الاقتصاد قد تعني التنافس الحر مع عدم الاحتكار والاستغلال في نفس الوقت .. الليبرالية سواء كانت سياسية أو ثقافية أو حضارية لا تلغي الآخر ... بل تدعو الي التعايش معه وحواره للوصول الي القاسم المشترك الذي يحفظ حقوق الجميع .. وهو المساواة في الحقوق والواجبات ..
الليبرالية هي حل وسط للخلاص من إرث قرون طويلة من التنابذ والتقاتل والصراع الثقافي والسياسي والحضاري بسبب الدين واللون والعرق ..
ويخاطبنا دائما ممتهن هذه المهنة الجديدة صارخا بصوته الجهوري لا عنا الغرب وكأننا أتباعه أو أن الغرب فقط هو مايراه بعينه المريضة أو كأن العالم كله في حالة حرب علي الاسلام :
لن تأتينا الدروس من الشواذ واللواطين والقتلة والسفاحين0
لن نتعلمها من الخنازير رامسفيلد وباول وشارون وبوش وبلير 0
لن نتعلم الحرية من لاعبة التنس الأمريكية مارتينا نفراتيلوفا التي عشقت ملكة جمال أمريكا وتزوجت بعقد اتفاق
0
لن نتعلم الحرية ممن أجازوا زواج المثليين و الشواذ و أعلنوا إمكانية ذلك بعقد كنسي لن نتعلم الحرية من المجندة الأمريكية الشاذة في سجن أبو غريب المخطوبة و هي حاملا في شهرها السادس 00 لن نتعلم الحرية ممن يمارسن الجنس من الكلاب المدربة و لذلك ارتفعت أسعار الكلاب في الغرب بصورة ملحوظة 0
ثم يختم كلامه الحنجوري قائلا منتفخ الأوداج وكأنه حقق انتصارا في معركة حربية :
ولكن غلمان الشيطان لا يفقهون !




ما علاقة الدعوة لليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة من تساوي الواجبات والحقوق بصرف النظر عن الدين والجنس واللون .. بالشواذ واللواط والجنس والكلاب المدربة بل وما علاقتها حتي ببوش وشارون ..
إنها نفس اللغة التي استخدمها ويستخدمها المتطرفون في كل زمان ومكان .. لغة استخدمها كل الفاشيين والنازيين من أي ملة كانت .. لغة إقصائية تقلب الحقائق وتحاول إخافة المسلمين البسطاء من الليبرالية والديمقراطية وكأنها مرادفة للشذوذ الجنسي و اللواط والانحلال ..
لا تستطيع عيناه ولا عقله أن يري تأثير الديمقراطية في الغرب من سيادة القانون واحترامه .. ولا حرية الفكر والتعبير ,, ولا التداول السلمي للسلطة دون انتظار عزرائيل ليقوم بهذه المهمة .. ولا يستطيع أن يري التقدم العلمي والتكنولوجي في كل المجالات الذي لم يحدث الا بإعطاء العقل الفرصة لكي يحلق ويبدع ..
لا يستطيع أن يعطي لعقله الفرصة لكي يسأل نفسه .. أليس من دعاهم الشواذ واللواطيين والقتلة والسفاحين هم من يصنعون لنا الدواء الذي نتداوي به ووسائل النقل من سيارات وقطارات وطائرات التي تنقلنا من مكان لآخر .. وهذا الغرب الكافر هو الذي صنع لنا تكنولوجيا البث الفضائي التي يستخدمها بن لادن والظواهري لينقلوا عبر شرئطهم تهديداتهم الجوفاء للجميع .. وكأننا في حرب مع باقي البشر ..
هل هناك حرب علي الاسلام فعلا كما يروج هؤلاء المتطرفون .. إن هذه الحرب لا توجد إلا في عقولهم المريضة .. فالاسلام لم يحظي بفرصة للأنتشار و الدعوة مثلما حظي بها في نصف القرن الماضي .. فالمسلمون يستطيعون إقامة شعائرهم بحرية في كل بقاع الارض .. ويستطيعون إقامة مراكز الدعوة في كل بلاد العالم وتفتح لهم وسائل الاعلام أبوابها لنشر وجهة نظر الاسلام في أي مشكلة عالمية .. فهل حتي نعامل من نتهمهم كل يوم بالكفرة والمشركين بالمثل .. هل نسمح لأتباع الأديان الأخري بإقامة دو العبادة والدعوة في بلادنا ..
وبدلا من أن ننتهز الفرصة لنشر صورة حضارية للإسلام .. نجح هؤلاء المتطرفون عبر سيطرة المتشددين علي دور العبادة ومراكز الدعوة في الدول الأخري شرقا وغربا في نشر صورة للإسلام وكأنه دين تعصب في حالة حرب مع الآخر المختلف .. وأكد علي هذه الصورة الارهاب الاعمي الذي تمارسه القاعدة وكل فروعها في العالم بالتفجير والقتل والنحر والخطف تحت راية الله أكبر و لا إله إلا الله ..
لا توجد حرب علي الاسلام كدين ولكن توجد حرب علي الارهاب والتعصب والعنصرية .. والمسلمين أنفسهم يجب أن يكونوا في الصفوف الأولي لهذه الحرب .. فهم والاسلام معهم أكثر المتضررين من هذا الارهاب وهذا التعصب .. كما لا توجد حروب دينية من أي نوع ولكن يوجد صراع سياسي واقتصادي للسيطرة ليس له علاقة بأي دين ويجب أن نكون مستعدين لهذا الصراع ونتملك أدواته من تقدم اقتصادي وصناعي وتكنولوجي ..
إن هؤلاء المتطرفين الذين يتهمون كل مخالف لهم بالعمالة أبطال فتاوي التكفير والاخراج من الملة هم الحزب السياسي الذي يجند الضحايا من الانتحاريين الذين تستخدمهم القاعدة في كل مكان للقتل والتخريب والارهاب ..
إنه الحزب السياسي للأرهاب وهو أشد خطرا علي مجتمعاتنا وعلي الانسانية جميعها وعلي الاسلام نفسه من الجناح العسكري الذي تمثله القاعدة وزعمائها الدمويين من بن لادن الي الزرقاوي الي الظواهري الذي ترك مهنة انقاذ الارواح الي مهنة إزهاقها ..
الجناح العسكري يمكن مقاومته أمنيا .. أما هذا الجناح السياسي فهو يعيث فسادا في عقول شبابنا ويقف حجر عثرة أمام التطور الحضاري والاقتصادي والثقافي والسياسي في العالم العربي والاسلامي .. يقف حجر عثرة أمام تحول مجتمعاتنا نحو التطور الطبيعي الي الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ..
ولكل من يهمه القضاء علي الارهاب أقول .. أنه لن يمكن كسب هذه المعركة طالما الجناح السياسي لكل جماعات العنف والارهاب حر الحركة ينشر سمومه في مجتمعاتنا ويعوق كل محاولات الاصلاح الحقيقي ..
لنا الله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسن المستكاوى: وقت الإخوان قالوا لى ملكش دعوة بالسياسة وخليك


.. كواليس جديدة عن ثورة المصريين وتمردهم ضد حكم تنظيم الإخوان ف




.. حسن المستكاوى: مش قادر أنسى الذكريات المؤلمة وقت حكم الإخوان


.. 153-An-Nisa




.. كيف استغل تنظيم الإخوان الدين لخدمة أغراضهم وتشويه ثورة المص