الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخي المُؤمنْ : لا تَتَفَلْسَفْ ..!

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2018 / 3 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قديماً ، كنتُ ممّن إذا حدثه أحدٌ ما ، بأنّ العرب والمسلمين كرهوا الفلسفة ونبذوا العلم ، انبريتُ بحماسة المُشتعل وغَيرَة المُقتبل ، للقول بالنفي القاطع والرد الساطع والمُستنكر لتلك الفِرْية جُملةً وتفصيلاً ..
مُستشهداً بما علمت وقرأت في بعض الكتب التعليمية الصفراء ، والتي أفادتني في حينها ، بأنه قد كان لدينا قديماً فلان و فلان من كبار العلماء و أعاظم الفلاسفة ، وأن بعضهم كان بارعاً ومجتهداً في مجال الفكر ، وأن هؤلاء هم من يُشهد له باليد الطولى في مجال نشر العلم والفلسفة ، أو الابداع في بعض إنجازاتهما على أقل تقدير . كالفارسي أبو علي ابن سينا والعربي أبو يوسف الكندي والتركي ابن طرخان الفارابي و .. الخ .
لكن – وللأمانة - كنتُ غافلاً وجاهلاً (بغير قصد بالطبع ) عن أن وجود هكذا أشخاص علماء او أذكياء أو مُفكرين ، هو أمر عادي جداً ، و هو موجود بالضرورة ، لدى كل شعوب الأرض قاطبة ، على اختلاف مللها وأعراقها أو مذاهب دياناتها ..
بل وربما من السذاجة والحيف ، أنْ ننكرَ على أيّ قوم من الأقوام وجودَ أناس بينهم - ولو أفراد - كانوا مفكرين وأذكياء فاعلين أو مُشتغلين نشطين في حقلي العلم والمعرفة ..بل و حتى مشاركين في بناء المعرفة الإنسانية ككل .
لكن يبقى الفرق بيننا وبين الأقوام الأخرى في أحوال هؤلاء العلماء والمفكرين ، فيمن كان عزيزاً بعلمه ، مطمئناً بأفكاره بين بني دينه وملته ، أو فيمن بقي مكرماً بين أهله و بني قومه ، وعاش بينهم دون أن يؤذوه أو يحرقوا له كتبه أو يكفروه أو يقتلوه أو يقطعوه .
و الأهم من كل هذا ، يكمن الفارق فيمن ترك من هؤلاء الفلاسفة أو العلماء تيارا علمياً من فكره ، ثابر على هداه باقي المفكرين والعلماء من أبناء جلدته أو من عقول الإنسانية من بعده ..
وهل تراه أسس بالفعل لنهضة فكرية حقيقة في بني قومه أو معتقده ..أم تراه كان مجرد صرخة في واد غير ذي زرع ..؟!
وهل قومه أو أبناء ملّته استفادوا منه في تقدّمهم ، أم أنهم نكصوا إلى ما دون فكره بعد مئات السنين ، ونكروا عليه كل ما جاء به من فكر وعلم ومعرفة واكتفوا فقط بالذكر الحكيم .. ؟!
وهل مازالوا يذكرون فضائل معرفته إذا جدَّ جِدُهم .. ! أم أنهم يرون فيه رغم ظلام واقعهم عقلاً ضالاً مضللاً .. أو يرون في فكره بدعةً ذات شبهة ، وفي أسئلته مثار زيغ وضلالة .. ويؤيدون وهم في الحضيض داحضيه وناقدي فكره وعلومه ..؟!
وما هي حقيقة كراهية الفلسفة والعلوم والرياضيات لدى كبار الفقهاء المسلمين وعلماء الدين .!؟ ولما تراهم يتفقون على أن كل ما تمنطق فقد تزندق وكل من تزندق فقد كفر .. ؟!
ما السر في خوف العامة من المسلمين عندنا من الفلسفة والتفكير العقلي .؟!
ولماذا كلما أراد أحد ما أن يتساءل أو ينتقد أو يشرح بمنطق عقلي يقولون له : لا تتفلسف .. بل كيف أصبحت أم العلوم الفلسفة مثار خوف ورهبة على ايمان الانسان عند المسلمين ..؟!
وهل لهذا الخوف اصل في الفكر الديني .؟!
وهل حقاً حارب كبار علماء الدين عندنا الفلسفة والعلوم المتفرعة عنها .؟!
أسئلة كثيرة ومواضيع شتى كبيرة تراود فكري سأحاول ان أجيب على أهمها لاحقاً ..
للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها