الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصبية والإسلام

غازي صابر

2018 / 3 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ظهر الإسلام في مكة وفيه من سيرة النبي عيسى حول السلام والمحبة والدعوة للإسلام ومن خلال الحسنى والعمل الطيب لكن قريشاً واجهته بالرفض فما كان من النبي الا الهجرة الى المدينة وهناك تخلى عن عصاه وعبائته وتقلد سيفه ودرعه وتغيرت الأيات القرأنية من الدعوة بالسلام والموعظة بالحسنى الى الدعوة بالقوة والسيف والذبح و طغت العصبية القبلية فوق الإسلام وهذا الذي لم يسلكه عيسى في نبوته حتى أنه ضحى بحياته على الصليب .
في المدينة تحالف النبي مع الغفارين وهم قطاع طرق خارجين عن القيم البدوية والقبلية وحاول قطع طريق القوافل لقريش وإحداها كان يقودها أبو سفيان سيد قريش والتي بأخبار التعرض لها حشدت قريش لقتال النبي والذي كان بأنتظارهم في بدر وكقائد عسكري حدد موقع المعركة وبمساعدة مستشارين لهم باع في الغزوات والحرب وإختار ينبوع بدر كمكان لقنص قريش وهم يسعون لشرب الماء لهم ولخيولهم .
وحدثت الكارثة بين نبي مرسل من الخالق لنشر الإسلام دين الله وبين قومه وهو وهم مدججين بالسلاح وتم ذبح الأخوان والأباء والأحبة والأصدقاء من قريش ومن قبائل مكة حتى وقف النبي على رؤوس القتلى من أعمامه بعد نهاية المعركة في القليب وهو المكان الذي دفنت فيه الرؤوس جماعياً وهو يشمت بهم لأنهم عارضوا نبوته ولم يؤمنوا به .
وإنشغل المسلمون بتقاسم الغنائم والتي شملت حتى فدية الأسرى بالمال وأولهم العباس عم النبي وأبن عم النبي عقيل أبن أبي طالب وزوج بنت النبي العاص بن وائل .
وفي مكة كان النواح والحزن الأسود هو المهيمن على أهلها وقد حرموا النواح على قتلاهم حتى الأخذ بالثأر من النبي وجماعته وهذا عرف قبلي وتم الثأر في معركة إحد فيما بعد حيث أكلت هند زوجة أبو سفيان كبد الحمزة وهو ينبض إنتقاماً لأبوها وأخيها وعمها منه .
وكان الأسود بن المطلب يتقلى بالحزن واللوعة وهو فاقد لثلاث أبناء في معركة بدر وكانوا معه وهو من سادة قريش وهو يحاول إقناع النبي في مكة التراجع عن دعوته لأنه يريد الرئاسة على قريش كأمبراطور الروم والفرس لكنه فشل في مسعاه .
أنهكه الحزن على أولاده وأراد أن يبكي وينوح حتى سمع نواح قريباً منه فأرسل خادمه لمعرفة الخبر لكن خادمه خيب ضنه عندما أجابه أن إمرأة فقدت ناقتها وهي تنوح عليها .
وكانت هند تهيم في دروب مكة تتقلب حزناً والم وهي تحشد للإنتقام حتى واجهت الخنساء شاعرة العرب والفاقدة لأولادها الأربع في سوق عكاظ وهي تقول لها أنا أكثر منك حزنأ ومهابة لأنني فقدت أعظم الرجال وأنشدتها :
أبكي عميد الأبطحين كليهما وحاميهما من كل باغ يريدها
أبي عتبة الخيرات ويحك فأعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها
وهكذا كانت معركة بدر بوابة العصبية القبلية في الإسلام والتي تتابعت فصول وإنتقامها في معركة إحد وإمتدت لخلافة عثمان وهي أسباب قتله ولخلافة الإمام علي وقتله وهي الحاضرة بين الأمام الحسين ويزيد وحتى في إنتفاضة العباسيين على الأمويين وهي التي أنتجت جعفر الصادق ومذهبه وهي التي أنتجت الإقتتال بين الشيعة والوهابية والخلافية مع السنية وهي التي نعيش تداعياتها وفصول دمارها في هذا الزمن حتى دمرت وخربت كل شيئ وسفكت الدماء وأحرقت الأخضر واليابس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي