الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرد .. جنود تحت الطلب أم حليف إقليمي؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 3 / 8
القضية الكردية


منذ أيام كانت لي مداخلة على قناة رووداو في نشرة الأخبار ومما قلت فيه كان ما يلي؛ بأن نحن الكرد ندفع ضريبة بازارات السياسة بين الكبار الذين يتصارعون في سوريا وليس بسبب بعض أخطاء الإدارة الذاتية، رغم إنني لا أنكر بأن لهذه الإدارة أخطائها السياسية، لكن بالتأكيد ليست الأخطاء التي تجعل الكرد يكونوا ضحايا تجار الحرب، بل هي مصالح ومشاريع تلك الدول وإلا هل نقول؛ بأن الكرد خسروا كركوك نتيجة الأخطاء السياسية لحكومة إقليم كردستان والرئيس بارزاني والذهاب للاستفتاء أم بسبب المصالح الأمريكية في العراق وهكذا فإن المصالح الروسية أعطت الضوء الأخضر لتركيا لإضعاف الكرد .. وبخصوص تسليم المنطقة للنظام وضحت وقلت؛ بأن لا أحد يسلم مناطق نفوذه للآخر وإن ما طلبه الروس من الإدارة الذاتية كان عودة النظام بكل مؤسساته الأمنية والإدارية، بينما شرط الإدارة الذاتية بأن مشروعهم مشروع الدولة الفيدرالية ومن صلاحيات الدولة الاتحادية والمركز حماية الحدود وليس السيطرة على كل مفاصل الحياة في المنطقة، لكن الروس أرادوا إضعاف الكرد إخضاعهم وفرض سياساتهم على المنطقة من خلال تركيا وعدوانها الغاشم.

وأخيراً _بالأحرى أولاً_ تطرقت لقضية البروباغندا الإعلامية التركية وإجتياح المنطقة ورغم عدم إنكارنا لتقدمهم في بعض المحاور، لكن لو قارنا تركيا كدولة أولى في الشرق الأوسط مع عفرين من حيث الحجم والقدرات العسكرية واللوجستية لعرفنا حجم المقاومة والملحمة البطولية لشعبنا وللقوات الكردية وخاصةً عندما نعرف جغرافية المنطقة حيث تلك النواحي التي تدعي تركيا بأنها سيطرت عليها لا تبعد عن الحدود إلا بضع مئات الأمتار وليس الكيلومترات مع العلم أن جنديرس مثلاً ما زلت بيد قوات الحماية والمرأة الكردية .. أما بخصوص المظاهرات والفعاليات الكردستانية ولما لا ترتقي لمستوى الملحمة البطولية لشعبنا في عفرين وهل هي بسبب الخلافات الحزبية الكردية، فإنني أكدت بأن ليس عفرين فقط، بل وقبلها كركوك وكل كردستان كانت وما زالت ضحية خلافاتنا الحزبية (القبلية) وللأسف.

وكتعليق على البوست أو المداخلة جاءني التعليق التالي ضمن عدد من المداخلات حيث كتب الأخ "سربست سيزار" قائلاً؛ "السياسه والميدان هما وجهان لعمله واحده، وبالتالي السياسيه هي ناتج صرف الأرباح في حال إذا كانت السياسات الميدانية صحيحة، ويسحب ذلك على الخسارة، أيضآ لجهة إذا كانت السياسيات الميدانيه خاطئة، فضرب الرأس بالحائط وإدمامه والارتداد لا يجلب الا الكوارس .. في السياسيه لامكان الإ للعقول البارده ووظيفتها هي حساب الارباح والخسائر المقرونة بالحركة الخاصة، وحركة القوى المتخاصمه والمعادية والمتصادقة، وحركة القوى الاقليمية والدولية بالتوازي، ناهيك عن المتغيرات والمستجدات في كل مرحلة من المراحل. هذه المقدمة المتواضعة الهدف منها هو للاستنتاج والقول بأن تبرئة ساحة الإداره من عائدات الخسائر وإرتدادتها في المفصل العفريني لا محل لها من الصرف، وعليه ما المعنى من تحميل الخسائر والاخفاقات على كاهل الدول العظمى المتصارعة، ويسحب الكلام هذا على مفصل كركوك إيضآ، فسياسات الادارات الامريكية المتلاحقه واضحة منذ غزو العراق لجهة عدم رغبتها في قضية إنفصال إقليم كردستان، وعليه كان على البرزاني أن يقرأ جيداً بأن واشنطن لن تعارض سياسات البرزاني لجهة الاستقلال، وبأن عدم المعارضه هذه لا يأتي الا في سياق الإستثمار والضغط والابتزاز على الداخل العراقي، وعليه كان على البرزاني أن يقرأ جيداً بأن واشنطن لن تقف الى جانبه في حال ذهابه الى تنفيذ مشروع الانفصال وسيترك وحيداً، كحال عفرين اليوم المتروكه لوحدها تواجه قدراها، وعليه السؤال الذي يوجه البرزاني كممر إلزامي لجهة الاستفتاء على الإستقلال وللإداره كممر إلزامي لجهة معركة عفرين، إن كنتم لا تجيدون قراءة الامريكي والقوى الدوليه فهذه مصيبه !!!" وإن كنتم تجيدون القراءة فلماذا المكابرة على الاستنتاج البين والواضح بأن مشاريعكم السياسيه وقفآ على قواتكم الذاتيه فقط ، وعليه إذا كانت قوتكم الذاتيه غير مؤهله لخوض المعارك في الميدان لجلب الانتصارات وبالتالي صرفها في السياسيه، فلماذا تذهبون الى الانتحار بلبوس المقاومة". أنتهت المداخلة أو التعليق.

والآن ردنا لذاك الأخ المداخل؛ أولاً لا تبرير للأخطاء وقد ذكرت في مداخلتي أو مشاركتي على القناة، لكن وللأسف فإن العامل الخارجي ومصالح الدول الإقليمية والمركزية هي التي تجعل من الكرد "كبش المحرقة" ضمن توازنات السياسات الدولية والإقليمية .. أما قضية أن تقف الشعوب مكتوفة الأيدي بحكم "ضعف القوى الذاتية" مقارنةً مع الدول المحورية المركزية فذاك نوع من الخنوع والإنهزامية، بل هي بذاتها وإلا ما معنى حركات التحرير ونضالاتها حيث لن يتصدق عليك أحد بالحقوق، بل عليك العمل والمطالبة وأعتقد بأن الكرد ورغم الأخطاء السياسية هنا وهناك يحاولون قدر الامكان أن يكونوا شركاء في الوطن، لكن وللأسف الآخرين يريدوننا أن نبقى عبيداً في مملكاتهم ومزارعهم الخاصة حيث الإدارة الذاتية لم تقل يوماً بأنها تريد الانفصال، لكن الروس والنظام أرادوا عودة الأمور لما قبل عام 2011 وهذا ما لن يقبل به أحد وأخيراً وبخصوص العلاقة مع الأمريكان فإن الإدارة الذاتية لم تختار تلك العلاقة، بل فرضت عليها وقد حاولت الادارة فتح قنوات مع الجميع وضمناً الروس وكانت في مرحلة ما فتح مكتب للعلاقات بالعصمة الروسية، لكن وللأسف بازارات السياسة البوتينية مع أردوغان كانت أكثر ربحاً فأنقلب على كل العلاقات السابقة، بل تغاض الطرف عن عدد من القضايا التي أهينت فيها القوات العسكرية الروسية وتأتي لتقول؛ بأن علينا أن لا نبرر للأخطاء وكأن الكرد وإداراتهم وبرامجهم وحدها المسؤولة عن هذه السياسات الدولية الحقيرة بحق الشعوب وقضاياهم الوطنية.

وبالمناسبة لم أقف على مسألة عدم الدقة لدى الأخ المداخل وذلك بخصوص الموقف الأمريكي وقضية الاستفتاء وعدم قدرة الكرد أو الرئيس بارزاني في قراءة الموقف الأمريكي منها بحيث أدخل شعبنا في تلك "المغالطة السياسية لعدم القدرة على قراءة الموقف الأمريكي الدقيق" _بحسب توصيفه_ وبأن "واشنطن لن تقف الى جانبه في حال ذهابه الى تنفيذ مشروع الانفصال وسيترك وحيداً" حيث جانب الدقة في نقل الموقف الموقف الأمريكي، كون كان الأمريكيين والأوربيين واضحين في موقفهم وقد طلبوا من القيادة الكردية تأجبل الموضوع لسنتين على الأقل، لكن القيادة الكردية رفضت وراهنت على تغيير الموقف في النقطة الحرجة .. أما بصدد تخلي الأمريكان عن الكرد فأعتقد بأنها حالة رغبوية لدى صديقنا وليس قراءة سياسية، كون من مصلحة الأمريكان أن لا يخسروا الكرد كحليف إقليمي جديد في المنطقة وهنا أود أن أستعين بمداخلة للصديق والمثقف العراقي "حسين المندلاوي" حيث يقول في تعليق له بصدد الموضوع الكردي والشراكة مع الأمريكان ما يلي:

"تحياتي قراءة جيدة لما يجري على أخطر ساحة سياسية في العالم الأمريكان ينظرون للكرد كقوة إقليمية وليس كاقلية قومية والأمريكان يفحصون القدرات القتالية للكرد على الأرض ويجربون طرق التنسيق مع الكرد والأمريكان وحلف الناتو يشرفون على بيشمركة الإقليم ويعملون على إخراج البيشمركة من سيطرة الأحزاب الفاشلة ويرتبون وضع البيشمركة كمؤسسة عسكرية مستقلة عن الأحزاب والأمريكان يحاربون الفساد والفاسدين في الإقليم كما ان الامريكان في فترة الصراع بين بغداد واربيل حافظوا على خطوط التماس بين الاقليم وشرق الفرات الذي يفعله الغرب والأمريكان يجري بنفس طويل وتؤدة وهذا ما يثير قلق تركيا التي تنجرف باتجاه عدوين تقليديين لأمريكا الروس والايرانيين لا خيار للترك إلا القبول بما ترسمه امريكا للمنطقة" .. ولا يسعنا بالأخير إلا أن نقول؛ تقديرنا للصديقين ولكل المداخلات الأخرى وعلى أمل أن نجد إنفراجاً سياسياً لمختلف ملفات المنطقة وضمناً الملف الكردي طبعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م