الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:10938 نحنُ محكومون، بأمرين إثنين وذلك تبعاً للتطور التاريخي للإنسان

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2018 / 3 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عشتار الفصول:10938
نحنُ محكومون، بأمرين إثنين وذلك تبعاً للتطور التاريخي للإنسان.
،فأول الإثنين: هو أن الإنسان بطبعه التعبد والتدين والطقوس المرافقة للإيمان ـ الإيمان بإله لم نراه .ـ ولكن ليس هنا الإشكال ، الإشكال يُكمن لماذا نتعبده ؟!! لماذا نتعبده بهذا الشكل من الإفراط في قتل الإنسان من أجل الله؟ ؟ هل هو بحاجة إليّ ؟ أم أن هناك مناطق قاحلة لا توصلنا إلى واحات الفكر الحر.ونحن هنا لانعترض على مناهج البشر في تفكيرهم حول التعبد إلا ذاك التعبد الذي ينتج عنه الإرهاب .ولا يمكن هنا إلا أن أورد ما رأه صديقي سغموند فرويد مؤسس علم النفس حيث أقرّ بأن الصلاة والتعبد طقوس تؤدي دورها الروحي كحالة علاجية عند الإنسان .على الرغم من أنها لاتغير من الوقائع والأحداث لكن لها ذاك التأثير الروحي والنفسي الذي يبعث على السعادة أثناء الأزمات ..
وعليّ أن أشير إلى اختلاف ممارسة الشعائر الدينية، والتطبيقات الفعلية لكل فريق ديني، ماقصده سيغموند فرويد هو أنه قاس على سماحة تعاليم السيد المسيح،وتعاليم بوذا ، ولم يقس الأمر على
تعاليم تدعو لقطع الرؤس ـ منذ البدء وحتى اليوم لكن لها تجليات تختلف في الزمان والمكان ـ
الصلوات مفيدة ولكن العبادة الصحيحة ليست موجودة في ما مساحته من الفكر الديني ب 68% والبقية لاتستطيع التعبير عن رأيها لسطوة الغالبية .ومن هنا فالعبادة يتم تشويهها عبر إدخال آراء تُناقض جوهر هذا الدين أو ذاك..والمشكلة جميعنا يخضع لرأي الغالبية الخاطئة .ونقلد بفعل عمل الآلية مع تعمدنا عن قصد وإصرار أو سبق إصرار أن نُلغي دور العقل لما نعيشه وهذا هو السبب الحقيقي لأن ينتهي دور الدين قريبا أمام التطور الصناعي والتقني ، التكنولوجي.صلِ طوال الليل والنهار واستدعيني حتى تراني فلن يكون لكن عندما يتوفر لك واتس آب يمكن فعل هذا بسهولة، العلم ثم العلم وثالث الإيمان بتائجه الخارقة ـ
الأمر الثاني:
نحنُ محكومون بالعلم ،العلم الذي لايقوم على العواطف، ولا بالإيمان الغيبي ،وربما كان هو المحرك الثاني والواقعي ،الذي يحتويه العقل نفسه كرد فعل على الخوف الذي هو أساس التعبد. نحنُ نؤكد على أنّ العقل البشري، منذ نشأته الأولى كان يعيش حالة معرفة ،وكان يستهلك العالم معرفيا عن طريق حواسه لتجد واحاتها الخصبة في القشرة الدماغية ، ومع مراحل التطور نجد تزداد عوالم المعرفة ،وتتوزع التخصصات الفكرية ،وكان قبلها بلآلاف السنين قد تم فرز مابين المجهود العضلي والمجهود الفكري ،والاختلاف بينهما ، ولكن كلاهما ضرورة للوجود البشري ،إنما التقسيم تم بشكل نظري وليس عمليا، لأن الإنسان العامل يزداد خبرة عبر عملية العمل ، ومن هنا نقصد بالتطور الخبراتي وتكديسها حتى غدت قصص حياتية يعيشها الإنسان ما قبل الطوفان الذي حدث فعلا كظاهرة طبيعية .ونجد تلك القصص مع تقادمها تُسمى بالأساطير التي تُشكل بوابة الأسئلة الكبرى والصغرى على غاية الوجود ،والكون، ووجود الإنسان في حركة هذا الكون، وإذا كنا نظن بأننا مع تقدم المعرفة، والتطور التقني،يؤهلنا لكي ننفي عن الإنسان القديم في حضارة شرقنا قبل سبعة آلاف عام كان قد توصل لعلوم ومعارف ،عن الكواكب البعيدة جدا ،والتي وضع أبعادها بدقة متناهية بحيث الخطأ بين الأرقام التي وضعها والمناظير الألكترونية الحديثة لايوجد سوى أقل من سنتم واحد أحيانا أو متر على أبعد تقدير.ومن الأمور الأرضية بناء إهرامات مصر والحجارة الكبيرة والعديدة التي بُني منها الهرم من الأمور المرعبة أمام الرافعات العملاقة التي توجد اليوم.
إنّ العلم يكشف عن قدرة الإنسان، على الإبداع والمعرفة، في تطوير أدواته وهو ليس حيوانا يُعيد سلوكية في رتابتها بل هو خَلاق ،وبالعلم نصل إلى حقائق لايمكن أن تتحقق بالدعاء والصوم والصلاة على الرغم من تأكيدنا بالمطلق إن مايتم بعد صلاتنا وصومنا حول قضية ما هو مجرد بعضا من الوهم ليس إلا.
ونخلص إلى أمر هام هو أن الحياة تقوم على أمرين
الوجود بالولاد ونحن لم نتحكم بها.
والوجود والكون، علم ، والعلم نور ، والنور نقيض الظلمة ، ولايمكن أن تُبنى المجتمعات وعقولنا فقط نُسخرها للصلاة والصوم، والتعبد ونحن نكذب على أنفسنا ، ندخل دور العبادة بلباسنا النظيف ولكننا لانملك طهارة في القلب والفكر.نًصلي ونحن نحسد ذاك فهو يملك هامة عالية، أو أنه غني أو أنه أجمل مني أو أنه وصل من العلم والمعرفة ما لم أعد بإمكاني الوصول إليه ، امرأة ذهبت لتصلي وهي تنظر يمنة وشمالا ،عجب ماذا لبست تلك، لباسها أفضل، شخصيتها أفضل لماذا ياربي خلقتني قميئة وهي جميلة لماذا؟ كل هذا وأكثر وندعي بأننا نتعبد الله ،أعتقد أنّ هناك حاجة أثمن لوجودنا لأن الله الخالق والمكتفي بذاته ليس بحاجة إلينا ، بل تغدو العبادة مصلحة كأي مصلحة لو نحن عبدناه خوما من العقاب...وأما من رسخوا هذه الأفكار في أذهاننا فهؤلاء أصلا، يُهينون قدرة الخالق. ومن هنا إذا أردت بناء مجتمعات بشرية ،قادرة على أن تتجاوز ذاتها القديمة عليك أن تهدم ما بُني على أفكار تُخالف العلم.
اسحق قومي
8/3/2018م

شاعر وأديب وباحث سوري مستقل يعيش في ألمانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل