الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن شعوب الشرق قرابين على مذابح المصالح الدولية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 3 / 11
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
منذ أيام قرأنا من بعض وكالات الأنباء بأن؛ "قطر تحفظت على قرار وزراء خارجية الدول العربية برفض العدوان التركي على عفرين".. تقديرنا وإمتناننا لموقف وزراء خارجية الدول العربية والخزي والعار لموقف مشيخة قطر بدعمها للعدوان التركي الإخواني على عفرين .. وحينها قلنا (بعيداً عن المشيخة القطرية، يبدو إنه قد بدأ التحرك الدولي الفعلي لوقف همج العصر وعدوانهم على شعبنا حيث هذا الإجماع العربي _بالناقص من قطر_ مع السماح الأمريكي لقوات قسد بالتحرك من مناطق محاربة داعش في يرالزور والرقة إلى محاربتهم في عفرين وكذلك الدعوة الفرنسية الإنكليزية لجلسة مغلقة في الأمم المتحدة وأخيراً تسريب بعض الأخبار بضغوط أمريكية على تركيا والسماح بدخول قوات بيشمركة تحت رعاية أمريكية إلى عفرين كحل وسط وإنقاذ للجميع بحيث تحفظ لتركيا بعض الكرامة _التي لا تملكها أصلاً_ فإن كلها بشائر خير بإنفراج للأزمة والكارثة الراهنة ويبدو بأن من سيخوزق بكل هذه العملية هي تلك الجماعات التي عرفت يوماً ب"المعارضة السورية" وميليشياتها المرتزقة.. نأمل أن يكون استنتاجنا غير خاضع لرغبة إنسانية فقط، بل كذلك لقراءة عقلانية)، لكن وللأسف تبين بأن ذاك لم تكن إلا لعبة دولية للتمويه على ما يرسم له؛ أي أن ذاك السطح الإعلامي المتحرك كان نوع من البروباغندا يشبه محب مسكن لمن يعاني من أمراض خبيثة وها هي ملامح مشروع تقسيم سوريا تتكشف لتكون عفرين وللأسف كبش فداء مثل أختها كركوك ضمن صفقات دولية وإقليمية قذرة.

وبهذا الخصوص فقد كتب أحد الأصدقاء معلقاً ما يلي؛ "ماموستا بير العزيز كما نعلم جميعآ موقف مشيخة قطر منذ اليوم الأول مؤيد للغزوة الأردوغانية.. لكن دعني أطرح عليك تساؤلآ بحكم إطلاعك و طرحته منذ قليل كذلك في صفحة صديق آخر.. كما نعلم جميعآ بأن الغزو التركي لا يروق لإيران بتاتآ و هو بالإضافة إلى أنه يجني على شعبنا فهو أيضآ جاء كمنافس للدور الإيراني في سوريا و كلما ازداد الدور التركي تناقص الدور الإيراني تباعآ.. و مشيخة قطر بعد تأزم علاقاتها مع دول الخليج التجأت للحضن الإيراني واستغاثت بها و إيران فتحت لها صدرها و طبعآ غاية إيران في فتح صدرها لقطر آنذاك معروفة و هي دفعها لانحسار دورها في تمويل الجماعات الراديكالية في سوريا بل و سحب يدها تمامآ منها... كان حسب تكتيكات المصالح برأيي ينبغي على هذه المشيخة أن تتماهى مع الموقف الإيراني المعارض للغزو الأردوغاني أو على الأقل أن تلتزم الصمت!!! و ربما لو غضبت إيران على المشيخة بسبب موقفها و رمتها و علاقاتها لا تزال متأزمة مع جاراتها الخليجيات فقد تصبح في موقف صعب.. لكن كما يبدو حتى الآن إيران ساكتة على الموقف القطري.. ما رأيك أنت؟؟؟؟؟؟".

أولاً؛ لا بد أن نشكر ذاك الصديق للمداخلة والسؤال وقد كانت إجابتي له كالتالي؛ برأي أن ما يهم إيران هي قضيتين، المسألة الكردية وقضية الطاقة وطرق إيصالها للسوق الخارجية حيث في القضية الأولى لا خلاف بين كل الدول الغاصبة وعلى الأخص إيران وتركيا بأن يتناسوا كل خلافاتهم لوأد الحلم الكردي ولذلك نجد بأن الدولتان الغاصبتان تتجاوزان كل خلافاتهما عندما يتعلق الأمر بالمسألة الكردية .. أما بخصوص الطاقة وطرق إيصالها للقارة العجوزة الباردة، فقد شهدت ما قبل ما يعرف بالربيع العربي تنافساً بين كل من المشروع الأمريكي الأوربي القطري من جهة والآخر من الروس والإيرانيين حيث تنافسا المشروعين على توقيع العقد مع النظام السوري في أعوام 2009 و2010 وعندما أستطاع الروس وبضغط إيراني من إفشال المشروع الآخر برفض النظام التوقيع مع أولئك الشركاء واستبداله بالشراكة مع المحور الروسي الإيراني كانت ما تعرف بالثورة السورية والدعم الخليجي السعودي القطري مالياً للمجاميع الميليشاوية المسلحة وأمريكياً وأوربياً كان التسويق الإعلامي والسياسي، لما تعرف بالجماعات السياسية المعارضة وقد استمر الحال لعدد من السنوات إلى أن نجحت المعارضة بعدد من الدول والوصول لسدة الحكم والكشف عن وجهها الإخواني الإسلامي وعلى الأخص في مصر ومحاولة تركيا الهيمنة على المنطقة من خلال هذه التيارات الإسلاموية.

وهنا شعر الأوربيين والأمريكيين بفضاحة الأمر وبأن الخطر القادم من هكذا حكومات عليها ستكون أشد وطأة من الحكومات العسكرية المستبدة وبالتالي تغيرت السياسات الأمريكية والأوربية بصدد هذه الثورات ورأينا كيف تم إفشال التجربة الإخوانية بيد السعوديين والخليجيين _ما عدا قطر التي بقيت وكراً لجماعات الإخوان_ وبدعم أوربي أمريكي للسعودية ومن هنا كان الشقاق والخلاف القطري مع الحاضنة الخليجية الأمريكية والهرولة إلى الحاضنة الروسية الإيرانية، أما تركيا فهي بالمحصلة تلعب دور السمسار في هذه الصفقات حيث بالأخير هي تريد عمولتها من مرور خط الطاقة ولذلك هي تلعب مع الفريقين وتستغل الصراع والخلاف بين الروس والأمريكان وتستثمر فيها فأي مشروع نجح سيكون لها عائداتها من السيولة والعمولة كخط مرور وأخيراً وبعد دخول القوات الأوربية الأمريكية لسوريا والعراق والمنطقة عموماً باتت التعقيدات تزداد أكثر حيث البحث عن حلفاء جدد ومناطق نفوذ واستثمار جديدة تعوضها تكاليف الحروب التي تفعلها وتشعلها بالمنطقة العربية والشرق اوسطية عموماً وقد نجحت فعلاً بالسيطرة على أهم حقلين في المنطقة ونقصد الحقول العراقية والسورية، ناهيكم عن حقول الخليج في كل من السعودية والكويت وبالتالي يمكن الاستغناء عن قطر كمخزون نفطي وهذه أشعرت الأخيرة بالخطر فركضت للحضن الروسي الإيراني لعلها تجد حبل النجاة وتصبح شريكاً لشركات النفط الروسية العملاقة كشركة غازبروم وغيرها وذلك بعد مرحلة المنافسة والصراع على النفوذ بطرق الامداد للطاقة إلى القارة الأوربية وكسر الاحتكار الروسي من خلال جغرافية بعض الدول التي تشهد صراعاً دموياً بسبب تلك المصالح الحيوية.

للأسف إننا ندفع ضريبة صراعاتهم ومصالحهم الاستراتيجية؛ مصالح شركات الطاقة والإنتاج الحربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م