الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنوز العقل --- 6

حسين عجمية

2006 / 3 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



لم تزل الطاقة العقلية المتحررة من السكون ملتزمة بحاجات الحياة و التغيرات الجارية على بنيتها و تزاحم الوعي المنبثق عن معارف علمية و تكنولوجية تطبيقية تساعد العقل البشري على تخطي محيطه و الجوانب الغامضة في وجوده و كشف القوانين المرتبطة بالظواهر و خصائص المادة الحية و غير الحية إنها معرفة قادرة على كشف الأشياء في ذاتها , فالقوانين و المنجزات العميقةُ المدلول في مجال العلم و التقنيات المرتبطة به تساعد الإنسان في بناء وجود أكثر تحكماً و سيطرة على الطبيعة من حوله و معرفة تتحرر أكثر فأكثر من القيود الشكلية المرتبطة بواقع مرتهن لمعارف نمطية لعبت دوراً في تقليص قدرته على الانفتاح و أعاقت خروجه من التبعية المقيدة بسلاسل الوهم بما حدده السلف من أساليب ربط العقل بوجودها .
لقد فهم العقل حقيقة جوهرية بأن انتصار معرفة ناتجة عن العقل في مجال ما أو نمط لوعي معين بأنه خسارة للعقل إذا لم يستطع العقل أن يتخطاه , لأن المعرفة المستقرة تقيد العقل بمحتواها و يستطيع القائمون على حمايتها تجديد كل شيء ما عدا الوعي أما المفكرون فلا يمتلكون غير تجديد الوعي و عندما لا يستطيع العقل تغيير بناءه المعرفي يصاب بالجمود .
فالتطور أساس بناء العقل يعمق محتواه و يعطيه فاعلية النماء و بقدرة ما نضع أمام العقل من مهام يتوسع في إدراكها و يلتزم بإنجازها لأن طبيعته قادرة على ذلك .
إن قدرة العقل قادرة على تعميق بنية ترافق تغيرات جارية في طبيعة البشر و المهام المطروحة أمامهم لتخطي الواقع و تأسيس وجود نوعي يعاكس التقييد الحاصل من خلال تزايد الضغوط , و عندما تعجز بعض العقول عن إدراك و فهم المتغيرات الجارية في طبيعة الوجود يلفظها الوجود ذاتياً ليتابع الوعي تجديد ذاته و عندما يُفرط العقل في تجديد مفاهيمه ووعيه أكثر من طاقة الوجود على الاستيعاب ينهار العقل و ينفصل عن محيطه و قد يستقر في الجنون .
فالعقل يحمل في داخله نظام بناءه و طبيعة تشكله و صيرورته و يكتنز الوجود في ذاته , فالطاقات الخارقة للعقل في أنشطة مختلفة و متغيرة شكلت مجالاً محيراً للعقل في فهم ذاته , و التاريخ الفعلي للبشر يحمل في صفحاته نماذج مختلفة عن طاقات خارقة لعقول بشرية متغيرة في الزمن و ضمن عصور مختلفة مثل قراءة الأفكار عن بعد و الاستبصار عن بعد و إدراك أجسام لا يمكن إدراكها بالحواس و المعرفة المسبقة ( و فانكا البلغارية ) نموذجاً لذلك , فالعقل البشري بكل أجناسه يحتوي الكثير من القصص و الأمثال عن خوارق العقل عند البشر .
و إذا ما اتخذنا من وعينا لطبيعة العقل قدرة على التحليل لذهب وعينا بعيداً في نظام الاستقراء لمعرفة نظام الوجود بما يؤكد بأن العقل يعمل بطاقات أقل من نظام احتواءه بل يعمل بالطاقات الملائمة لوجودنا في نظام الحياة .
فالتجارب العقلية الخارقة و المتميزة المدرجة أمام مهام العلم لكشف القوانين و الخصائص المميزة لطبيعتها لم تكتمل بعد و قد تجاهلها العلم فترة طويلة من الزمن لكونها تقع في أماكن متفرقة و غير منتظمة من العالم و لكونها حالات نادرة وفريدة لايمكن اعتبارها مقياس أو قانون و أمام العلم مهام أهم لتأمين تقدمه .
غير أن العلم لابدَّ أن ينخرط في تحليل الظواهر الخارقة للعقل كلما دعت الحاجة إلى ذلك و قبل أن يقول العلم رأيه في الظواهر الخارقة للعقل يمكن أن نترك لوعينا حرية البت بما ينتابنا من أحاسيس و أفكار حول قدرة العقل في إدراك مبتغاه في عالم البشر .
فالعقل هو طاقة معرفة و طاقة خلق يرتفع في الوجود إلى مستوى وعي الوجود بكل أبعاده و غنى طاقته الكاملة و الكلية لم تظهر بعد على لائحة العقل, و لكونه عطاء طبيعي مرن و حيوي يمكن أن يخترق الحواجز و يسجل في ميادين التجربة الإنسانية ومضة مشرقة تبشر بقلب و تغيير جميع الأطماع الشريرة في هذا الوجود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات