الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورات تعزيز مهارات التفكير التاريخي في منهاج مادة التاريخ

نور خضير بدر

2018 / 3 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


تحتل مهارات التفكير مكانه بارزه في تفكير المربين والمعلمين والتدريسيين والخبراء وواضعي المناهج لقناعتهم بأهميته ولا سيما وان الطلبة بصدد مواجهة مستقبل متزايد التعقيد يحتاجون فيه إلى تزويدهم بمهارات التفكير كي يكونوا قادرين على خوض مجالات التنافس بشكل فعال في هذا العصر، الذي يرتبط فيه النجاح والتفوق بمدى قدرتهم على التفكير الجيد.
ويعد التفكير التاريخي على وجه الخصوص احد الأهداف الرئيسة التي تسعى كتب ومناهج مادة التاريخ التدرب عليه، فدراسة التاريخ بدون فهم واع وعدم الإفادة من طبيعتها يعد مضيعة للوقت، فليس الهدف الأساس من دراسة التاريخ هو التعرف على أهداف الماضي فقط، بل الهدف الرئيس هو دراسة أحداث الماضي من اجل فهم الحاضر ومواجهة المتغيرات المستقبلية، لان الحاضر يحمل بين طياته جذور الماضي وسمات المستقبل ايضاً. لهذا فالتعريف العام للتفكير التاريخي أنه قدرة المتعلم على فهم واستيعاب الحقائق التاريخية الواردة في كتاب التاريخ باستخدام طريقة في التفكير تجعله قادراً على تحليل العلاقة القائمة بين الحقائق، وجمع البيانات والأدلة التاريخية من مصادرها الأصلية وتنظيمها وتصنيفها وتفصيلها في حين عرّفه اخرون أنه القدرة على القيام بعمليات تتناول المادة بشكل يثير التفكير كوصف الأحداث التاريخية، والقدرة على التناول الواسع العريض للمصادر والأدلة التاريخية، أو توضيح التعديلات الخاطئة أو المزيفة، وفهم الدليل التاريخي، والربط بين الأسباب والنتائج، وإصدار الأحكام.
وتأتي أهمية مهارات التفكير التاريخي من أهمية التفكير كأحد الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها جميع المناهج الدراسية وبخاصة مناهج الدراسات الاجتماعية ومنها التاريخ، بالإضافة إلى إن اكتساب الطلبة لهذه المهارات يساعدهم على فهم ذواتهم بصورة أفضل. فالتفكير التاريخي ليس بالعملية الطبيعية التي تحدث تلقائيا من خلال نمو الطلبة بل أنها تتطلب إتاحة الفرص وممارستها.
إن تدريس التاريخ يسعى إلى تمكين الطلبة من ممارسة مهارات التفكير التاريخي من خلال المشاركة الذكية أكثر مما يسعى إلى تزويدهم بالمعلومات والفهم الجامد لها. فالتفكير التاريخي يتضمن جمع البيانات التاريخية بحيث تكون متسلسلة، ومن ثم تحليلها وإجراء عملية استنتاج والتمييز بين الحقائق والآراء وتحديد صلة الدليل بالأحداث التاريخية والاستفادة منه في مواقف جديدة. فالعبرة من دراسة التاريخ ليست بمقدار ما يعيه الطلبة من وقائع وأسماء وأرقام وتواريخ، وإنما بمقدار الأثر الذي تتركه هذه المواد في أنفسهم، ومما تخلقه فيهم من اتجاهات قومية واجتماعية سليمة، ومدى نجاحها في إعداد مواطن صالح قادر على أن يلعب دوره في البيئة التي يعيش فيها، وعلى أن يعمل لخير نفسه ومجتمعه وأمته .
لذا، فإن وصول الطالب للحقائق التاريخية يعزز عملية التعليم لديه ويثير دافعيته ويتيح له فرص الاستمرار في معرفة المزيد من حقائق التاريخ .ولتحقيق ذلك يجب أن تكتب الموضوعات التاريخية بطريقة تمكن الطلبة من تحليلها ونقدها والحكم عليها حتى يكون لها دور في تنمية مهارات التفكير التاريخي وفهم التاريخ بطريقة أفضل وتزداد فيها معلومات الطلبة وحماسهم لتعلم التاريخ .
فالفهم الجيد للتاريخ يتطلب مشاركة الطلبة في التفكير التاريخي من خلال إثارة الأسئلة، وتقديم الأدلة على إجاباتهم، وتجاوز الحقائق التي تتضمنها كتبهم المقررة، وفحص السجلات التاريخية بأنفسهم من خلال التأمل والتخيل، أخذين بنظر الاعتبار السياق التاريخي الذي وجدت به السجلات ومقارنة وجهات النظر المتعددة في إطارها الزمني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها