الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة مبكرة وسريعة بين الإدارة الذاتية والإدارة الأردوغانية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 3 / 21
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
لقد وعدتكم أيها الأصدقاء والصديقات بأنني سوف أبتعد عن لغة التخوين بقدر الامكان ونترك هذه القضية للمستقبل والأجيال القادمة حيث حينها ستكون لديهم قرائن كثيرة للحكم، لكن من حقنا أن نقوم بقراءة الواقع وبدون تحيز لطرف سياسي على حساب الآخر حيث ما يهمنا بالأخير هو تحقيق حقوق شعبنا ولو عن طريق الشيطان أو أردوغان لا خلاف، كون لا عداوات دائمة في السياسة، بل مصالح استراتيجية وبالتالي سنكون مشكورين لكل من يقدم ما هو الأفضل لشعبنا وقضايانا ومن هذا المنطلق كنت -وما زلت- مؤيداً لكلٍ من المشروع القومي "البارزاني" في إقليم كردستان والمشروع الديمقراطي "الأوجلاني" في روج آفاي كردستان ولا يهمني تراهات البعض من الفريقين حيث كلما كتبت مدافعاً أو منتقداً لطرف يأتيني بعض النعوت الباهتة من الجهة (المتضررة) من كتاباتي تلك وبالمناسبة هذه شهادة منهم وبطريقة غير مدركة لتأثير كتاباتي في الشارع الكردي وهي شهادة ممن لا أطلب منهم الشهادة بحق كتاباتي حيث هي الأخرى سأتركها للتاريخ والأجيال القادمة لتعطي حكمها فيما كتبت وقدمت لقضيتنا وشعبنا.

والآن دعونا نقوم بتلك المقارنة السريعة بين كل من الإدارة الذاتية تحت حكم الآبوجية بحسب إدعاءات تركيا ومن يواليها وضمناً المجلس الوطني الكردي وبين ما يتم الترويج له من الإدارة الجديدة والتي هي تحت الاحتلال التركي بحيث الواقع يقول؛ بأنها ستكون إدارة أردوغانية أو لنقل تحت حكم تركيا وحكومتها لحزب العدالة والتنمية، طبعاً المقارنة ستكون من حيث "الكردوارية" كما يتبجح بها البعض وكانوا يتهمون الإدارة السابقة بأنها كانت بعيدة عنها ولا تخدم ذاك الجانب؛ أي خدمة القضية الكردية ولنبدأ المقارنة:

أولاً- كانت الإدارة السابقة تُتهم بأنها إدارة "الأمر الواقع"؛ أي إنها لم تأتي عن طريق إنتخابات شرعية شاركت بها كل الأطراف الكردية وأعتقد إن الإدارة الحالية هي الأخرى لم يشارك بها أحد حيث لن نشاهد صناديق الانتخابات هي التي تقدم لنا هذه الأسماء لتشكل الإدارة الجديدة وبالتالي فهي الأخرى "إدارة الأمر الواقع".

ثانياً- أتهمت الإدارة الذاتية بأنها جاءت بموافقة أمنية سورية رغم أن أولئك كانوا ينكرون ذلك وبأنهم قاموا بتحرير المنطقة من الأمن السوري ولن أبدي رأياً بالإيجاب أو النفي حيث سأكتفي بنقل الواقع، لكن بنفس الوقت ألم تأتي الإدارة الحالية على ظهر الدبابة التركية ولن نقول بموافقة المخابرات التركية رغم أن لا تحريك للدبابة دون الموافقة الأمنية المخابراتية وبالتالي: فإن كانت الإدارة الذاتية جاءت بموافقة أمنية سورية سرية بعض الشيء، فإن الإدارة الجديدة جاءت بموافقة أمنية تركية علنية كل الشيء وأعتقد لا فرق بين الاحتلالين التركي والسوري، بل ربما الأخير أفضل بحكم إننا أصبحنا ومنذ سبعون عاماً نعيش مع العرب بحيث تكونت ما يمكن من العلاقات الاجتماعية التي قد تصبح مهداً لوطنية حقيقية سورية.

ثالثاً- قدمت الإدارة السابقة منهاجاً دراسياً باللغة الكردية أتهم بأنه منهاج آبوجي أيديولوجي .. طيب راح نتأمل من الإدارة الجديدة أن يقدم منهاجاً دراسياً علمانياً ديمقراطياً غير مؤدلج، بل راح نقبل منهاجاً دراسياً كردياً مؤدلجاً بارزانياً وحتى أردوغانياً، لكن بشرط أن يكون كردياً وباللغة الكردية.

رابعاً- قدمت الإدارة السابقة عشرات المراكز الثقافية ومراكز الدراسات والمكتبات ودور النشر والمجلات والجرائد والمطابع ونشر الثقافة والفلكلور الكردي وإننا سوف نرضى أن تقدم الإدارة الجديدة نصف ما قدمتها الإدارة الذاتية خلال المرحلة السابقة وبزمن أطول من مرحلة حكم تلك الإدارة، بل نأمل أن لا تُغيّر الأسماء الكردية التي وضعتها الإدارة السابقة على مداخل مدننا وقرانا إلى اللغة التركية.

خامساً- رفعت الإدارة السابقة علماً فيها الألوان الكردية الثلاث سميت من قبل البعض بأنه علم موزامبيقي، لكن ها هي الإدارة الجديدة ستأتي تحت العلم التركي ونأمل ان يغيروا ذاك العلم ويستبدلوه بالعلم الكردستاني كما يقولون حتى وإن كانت بهلال تركي وليس بشمس ميدي فلربما السيد أردوغان يتحسس من رموز أسطورية، كما تحسس جنوده وجنجويده من تمثال كاوا الحداد لأنه رمز أسطوري أيضاً بحسب المزاعم الميليشاوية الإسلامية.

سادساً- شكلت الإدارة الذاتية السابقة قوات أمنية وآسايش كانت وما زالت في عرف الدول الغاصبة والعالم أجمع بأنها قوات كردية وها نحن نتأمل من (إدارتهم) تشكيل مثل تلك القوات ولو بالأسم كردية وفعلياً تكون تابعة وخاضعة للأردوغانية بحيث لا تكون جندرمة تركية وقوات خاصة بالجيش التركي.

سابعاً وأخيراً- أتهمت الإدارة الذاتية السابقة بأنها إدارة حزب واحد وإنها استبدادية ديكتاتورية لا تقبل الرأي الآخر وهجرت الكثير من أبناء شعبنا وأعتقلت الكثيرين من المعارضين لها ونحن بدورنا لن نقول بأنهم كذبوا بكل تلك الإدعاءات، بل سنقول حاولوا أن تعيدوا من هجر وشرد وطرد من مناطقنا على يد حلفائكم من أبناء و"أشاوس" (الجيش الوطني - الحر سابقاً) وبارك الله بكم، كما إننا لن نطلب منكم أن لا تعتقلوا من يخالفكم الرأي والقناعة، بل أن لا تقتلوهم وتقتلوا عوائلهم وما تم حرقه وإبادته وسلبه كغنائم حرب حلال لكم ولحلفائكم وبالأخير فإننا لن نطالبكم بإدارة ذاتية ديمقراطية مدنية تشاركية، بل إدارة تكون كردية ولو مستبدة ديكتاتورية .. والآن سنترككم مع القارئ الكريم ليحكم هو وليس نحن؛ من كان هو الكردي ومن سيكون الخائن العميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م