الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عادل عبد المهدي وعودة الروح

نبيل الجسن

2006 / 3 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عرفته اواسط سبعينات القرن الماضي في بيروت الجريحة والحرب الاهلية مستعرة والتفجيرات تتوالى كبغداد اليوم , كان هناك في اقصى اليسار ماركسي شيوعي في مجموعة الكفاح المسلح , وسمعت انه من بعثيي الستينات , ولا داعي للاستغراب فتلك تحولات خاضها بعض مثقفي دنيا العرب والعراقيين خصوصا.
بعد هزيمة حزيران 1967 وسقوط حلم الامة العربية وصنمها عبد الناصر , والنكسة العنيفة التي اصابت جيل كامل من المثقفين العرب اللاهثين وراء مثاليات الفكر القومي وتحرير فلسطين تاركين شعوبهم نهبا للانظمة الدكتاتورية القابضة على زناد التحرير والوحدة .
بيروت هي الملتقى والمصدر والثقافة ومنها بدات المؤلفات الجديدة توزع للمراجعة الفكرية والنقدية التي جعلت الشباب من امثال السيد عبد المهدي يتجهون يسارا ليتفهموا اطروحات الاشتراكية العلمية ومعنى البعد الاجتماعي والاقتصادي للسياسة وممارستها وبدأت الافكار الماركسية وخاصة في السبعينات وكأنها خشبة الخلاص لفشل الفكر القومي العربي المثالي وهو يرى نفسه في المراة .
هل انتهى الامر عند هذا الحد ؟ كلا , فقد حملت الثمانينات تصورا اخر خاصة بعد وفاة ماو تسي تونغ وتحول الصين الى حوت اقتصادي ونخر جرذان البيروقراطية السوفيتية مثل غورباتشوف ويلتسين للبنى التحتية للعالم الاشتراكي الذي تحول هو الاخر الى هيكل فارغ ينتظر هبوب الرباح . وسقط صنم جديد وتراجع ثانية المثقفين العرب امثال السيد عبد المهدي اللذين يمنحون ولائهم للهيكل عندما يرتفع ويتركونه وقت السقوط وينسون ان الفكر هو الدائم المستمر والذي يتبقى هو الاساس المادي العلمي مهما غطته اثقال البنى الفوقية .
ذهب السيد عبد المهدي الى الدين يبحث فيه عن الخلاص ! خلاص من ؟ نفسه ام شعبه ام وطنه ؟
تلفت يمينا ويسارا لا يمكن خداع النفس , العروبية والماركسية تجارة بائرة مستهلكة ونحن على اعتاب التسعينات ونحظر للدخول في القرن الحادي والعشرين .
التربة والسجادة والرجوع الى الله والجماهير المؤمنه والمؤسسات الدينية المستمرة للدعاءمعها بسلامة هذا الوطن وخلاص الشعب من الحروب والفتن والظلم ويالثارات الحسين؟
في لبنان كان المسار نفسه وغذى اليسار ومثقفيه وجماهيره وصنع المقاومة اللبنانية ودعم حزب الله للخلاص من الاحتلال والجبروت الاسرائيلي وتلقفت القوى الدينية النافذة الهدية هبة من السماء واتحد الجميع وانتصر الوطن وتراجعت القوه الغاشمة وحل السلام, ثم ماذا؟ السلم غير الحرب والدولة غير المقاومة , والبندقية بلا فكر او هدف ارهاب للاخرين والشعب في النهاية هو المنتصر والمضحي وجلس الجميع لجرد الحساب والعودة الى لبنان . سنة 2003 واحتراق صدام ودخول القوات الامريكية كالسكين في قالب الزبدة ويحل السيد عبد المهدي في الوطن قيادي كبير في تنظيم اسلامي كبير يحاول ان يشكل خشبة الخلاص ويجلس في الوسط بين الدين والوطن ! اثارت انتباهي الدائرة السوداء فوق العينين وعند المنتصف وفهمت انها من اثر السجود !! لابأس
حزب الدعوة الشيعية ثم الاسلامية يحارب الحكام بأسم الدين والطائفة وكنا معه لانهم ظالمين وتستمر المواجهة ويتداخل الدين مع الوطن وينسينا قهر البعث معنى الوطنية وتبدأ الحرب مع ايران وندخل في التيه ولانكون مع صدام وهو يرفع راية العراق ليطعن بها شعبه حتى نكاد ننسى اننا عراقبون وان هناك حدود للدول وايران تقضم وتقضم منذ عشرات السنبن ماتيسر من الارض والمياه لتصل خط الثالوك ؟ ولم اسمع لحزب الدعوة وقياداته وشهدائه وهم يحاربون الظلم كلمة وطن !! اي وطن ؟؟ لمن ننتمي ؟؟ وهل نبحث عن الجنة مع الحسين او نحافظ على وجود العراق؟؟
حسمها حزب الدعوة ربما قانعا , ولكن من يقنع عبد المهدي ؟؟
بعد ان مر بالعروبة والماركسية والدين بأسم الوطن .
ذلك مادعاه للتصويت كمسؤول عراقي في الدولة العراقية لدعوة البرلمان العراقي المنتخب للانعقاد ,ليجري الحسم داخله خاصة في مسألة تعيين رئيس للوزراء متخطيا دهاليز الطائفة , وارتباطات الخارج والخوف.
عندما يتلبسنا الوطن تضيع التفاصيل ويخرج قلم عادل عبد المهدي عن صمته
وما هي الا ايام ونصوت جميعا للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ


.. كنيسة السيدة الا?فريقية بالجزاي?ر تحتضن فعاليات اليوم المسيح




.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا