الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو العدويق؟

حيدر رعد

2018 / 3 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هل خطر في بالكم بأن "فلان هو صديقي, و لكني اشعر في بعض الاحيان بأنه لا يطيقني" ؟ هل شعرتم بإرهاق ذهني و عبء نفسي عند تفكيركم بشخص معين غير متأكدين من مشاعره نحوكم سواءا على ارض الواقع او في العالم الافتراضي؟؟ هنالك دراسة جديدة اجريت من قبل اخصائي علم النفس بيرت اوكينو تشير الى إن هذه العلاقات المبهمة (ambivalent relationships) هي ذات تأثير سلبي اكبر و تسبب توتر عصبي و اكتئاب اكثر بكثير من العلاقات السيئة الواضحة للطرفين.
لوصف هؤلاء الاشخاص هنالك مصطلح يستخدم في امريكا و هو ال“Frenemy” المشتق من دمج كلمتي “friend” و “enemy” . راق لي ان اترجم هذا المصطلح الى العربية و اطلقت عليه اسم "العدويق" (دمجا لكلمتي العدو و الصديق). وهذه بعض من صفات العدويق اللتي تصفحتها في احد كتب العلاج السلوكي الادراكي (Cognitive Behavioral Therapy):

1- يبتسم العدويق عند رؤيتك و لا يبدي اي عداء بل على العكس فقد يحاول مجاملتك, لكن الاثارة تحدث عند غيابك! حيث يتحين العدويق اي فرصة لانتقادك او انتقاد تصرف لك امام الغير و خصوصا امام الاصدقاء المشتركين, و عادة ما يعمل العدويق المستحيل لتصغير حجمك و رسم صورة مشوهة عنك امام الناس.
2- من النادر ان يثني العدويق على انجازاتك, كأن تكون ترقية في العمل او شهادة تقديرية او عبور مرحلة هامة في حياتك الشخصية او المهنية, و من النادر ايضا ان يقدم اطراءا بخصوص كرمك, طيبتك و مواقفك النبيلة.
3- يحاول العدويق تقليدك بمعظم ما تفعله: تقليد تصرف ما, مقولة, مظهر, اكتساب ثقافة, الخ. فطبيعة العدويق تنافسية و عقليته تتمحور حول سباقك و الفوز عليك بأي طريقة ممكنة. حيث يشعر العدويق بضيق شديد و كآبة حادة عند تحقيقك لهدف او انجاز ما, ببساطة يشعر بأنك سبقته بهدف, و ان الحياة غير منصفة.
4- يراقب العدويق سرا ما تنشره من صور و اخبار على صفحاتك في السوشل ميديا, ولكن غيرته و حسده يمنعانه من الضغط على زر اللايك او التعليق بمجاملة و لو كانت بسيطة. (هنالك البعض من الاصدقاء لا يتفاعلون لانشغالهم و لاسباب اخرى, من المهم ان نعذرهم و نتفهم اختيارهم هذا و ان لا ندرجهم تحت قائمة الاعدقاء!).
5- يتجنب العدويق دعوتك عند وجود اصدقاء جدد خوفا من انحراف الانتباه تجاهك, السبب واضح: عدم الثقة بالنفس.
6- غالبا ما يشعر العدويق بالغيرة منك, قد لا تكون من مظهرك او حالتك المادية, بل قد تكون من ثقافتك, طموحك, انجازاتك, شعبيتك, بيتك, عائلتك, علاقاتك مع الناس, استقبال الناس و احترامهم لك, الخ..

التفكير بتصرفات العدويق يجلب شحنة سالبة كبيرة حتما, فالهروب و قطع العلاقة السامة قد يبدو افضل الحلول و لكن للاسف فأن هذا الحل قد لا يكون عمليا في بعض الاحيان, ففي سيناريوهات عديدة يكون العدويق صديق مشترك بينك و بين اصدقاء مقربين لك و في المجتمعات الصغيرة قد يسبب حذفه من حياتك ضررا و قد يخلق بيئة غير صحية في منظومة الصداقة. ولكن ما عليك فعله هو التفكير بالاصدقاء الحقيقيين الاوفياء الذين يحبونك و يدعمونك و يساندونك بدون قيد او شرط, و الذين سيقفون بجانبك في احلك الظروف. املأ مساحة تفكيرك بهؤلاء الاصدقاء ومواقفهم النبيلة تجاهك (حتى و لو كان صديقا حقيقيا واحدا) فهذه التهيئة النفسية الايجابية ستطرد الشحنة السوداء القادمة من العدويق! كن على ثقة ان هناك امور كثيرة في الحياة و اشياء ممتعة تستحق التأمل و الانشغال بها فلا تسمح للعدويق ان يحجز حيزا في فيض تفكيرك.

السؤال هو: كم عدويقا لديكم؟! و هل يوجد صفات اخرى تخص العدويق برأيكم؟ و ما هي طريقة تعاملكم معه؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران