الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست أنا , هو ذاك الذي كان البارحة ؟

احمد مصارع

2006 / 3 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كل شيء يملص , وحتى اللحظة التي تراني فيها , فيها الآن أضحية على مذبحها , أنا مسئول حقا , ولكن لا تحملني ماهو أفوق من طاقتي على الوجود والاحتمال , هذا إن كان يهمك الأمر أصلا , فقد لا يهمني تسجيل الأهداف أو تعدادها , وقد لا يهمك سوى تعداد الإصابات المؤلمة على دريئتي , فان أصبت أو أخطأت , فنبلي لم ينطلق من قوس اوديسيوس العائد بعناية ألاهية ؟ لقد كان تحدى ذات نفسه , وقبل الألم والمعاناة ثمنا للحظة انتصار , بل لحظة وجود , وكأن الحياة مجرد شخصية وموقف , وهو القدر ...
الله الذي هو أرحم القساة , لن يعجبه أو يعجز مقدرته , نسف الطغاة , طغاة الإمساك بتلابيب الزمن , بخيط دجل ووهن , وادعاء كاذب بلا حدود , لمن يستمر في غيه ويدعي اتصال البارحة مع اليوم , بل ويشعر من صلف اللحظة المعاشة , أن الغد هو مجرد بطاقة رابحة يخرجها من جيبه الغامض ؟
لقد تم بورصة الحياة , بنجاح , وبنجاح هزيل أعطي للضيف البشري علبها , قيمة ثابتة , ولم يعد السيد إنسان كائنا بشريا متغيرا , عويصا أو مستعصيا على الفهم والإدراك , وبذلك تمت أتمته وبرمجته , مدخل ومخرج , ولم يعد بمقدورنا أن نفرق بين حكاية وخرافة وأسطورة , لقد تم اصطياد الزمن الهارب منا , جميعا في شباك عالم مبتدئ تافه , شب الآن من طوق الحياة ؟!.
ينبغي أن تتدخل السماء , وتعيدنا الى عصر الآلهة , لتعيدنا الى ذلك الطفل الدامع العينين من أجل لحظة يرضع فيها حليب البقاء , نحو الحياة والوجود , ولو كان ذلك صدفة في برزخ الموت الحقيقة المطلقة والأكيدة ؟!.
ارحمني سيدي من النفس اللوامة , المعاتبة الأبدية , لمجرد سخونة الدماء والروح , وربما النفس الحية , الموهومة بالبقاء الأبدي , والتاركة خلفها شلالا من الدماء والعظام , والأعصاب المحترقة ؟!....
أودعك اللحظة وقد لا أعود , فلن تراني ولا أراك ؟!!!..
تحدثني عن البارحة ؟ أليس من حقي أن أضحك وأضحك , مستغربا عمن تسال وتلوم , وتتحدث ؟!..
تدعي معرفتي , وحبا مجهولا من الصعب البرهنة عليه , فليس في الأمر بداهة , والغموض الشديد يلف حد السفاهة ؟ ولم ينقض ليلنا دون موت وحلم , وتوهم جائزة , وتوقع مالا يحدث أبدا ؟!.
قال لكم : إذا كنت أنا أنت أو أنتم , فمن أنا ؟
ضحكتم , قليلا , مع الأسف أكثرتم البكاء , فصيرتموه أغنية هزلية غير ضاحكة , وذلك هروبا من الحالة البكائية , وهي ليست كذلك , فهي متغيرة وحساسة للغاية , بمقدار التشوف والعمق في كرامة الإنسان , في شفافيته ورمزيته , في تمثيليته التربوية الساخر ه , من نوع تطهير أو فرح مباغت , أو تراجيديا , وكوميديا , وحيث لا صدق ممكن أبدا مع الحقيقة المتوارية والهازئة بنا جميعا , بل والمحاطة بغضب الله , لأن لاشيء يجري في بلادنا عنوانه الأصيل , لنعمل جميعا ومعا في سبيل الله ؟!!...
ما لبارحة حيث كنت فعلت أو عربدت سوى الظلال الشاحبة لحياة كانت بالأمس , واليوم أنا المحمول سحقا لي على ظهوركم المجاهدة , وغدا نلتقي , عفوا فاللحظة نلتقي , ولم يغادر أي احد منا مكانه ولو للحظة , والله باق , ولن ينتصر سخفا عليه أي مغرور وعاق , فأين الأصل والصورة الممسوخة ؟
أعود للاعتذار لكم جميعا , فأنا مخدوع الى أبعد الحدود بنشوة اللحظة الراهنة , وكل إمكانياتي في التعبير أن أقول : أنا ابن اللحظة الراهنة , ماكان بالأمس مجرد وهم وجود ليس لي وحدي , بل لنا جميعا ؟!!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة