الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر مش قرعة علشان تتباهى بشعر حد

أيمن غالى

2018 / 3 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


المثل المصرى بيقول: " القَرعَة تِتْباهى بشعر بنت أختها ", و يُقال على من يتباهى بما يفتقده و يفتقر إليه و يمتلكه آخر ذو قُربى له ..
و من غرائب الأمور و عجائب الدهور فى مصر المحروسة؛ إهتمام الحكومات المتعاقبة – و تحديدا بداية من 23 يوليو 1952 و نهاية العصر الملكى بمصر – بتدريس تاريخ العرب و الإهمال التام فى تدريس تاريخ مصر بفتراته المختلفة, و الإشارة على إستحياء لبعض النقاط التاريخية المقتضبة بمصر القديمة بمعلومات مبتورة و مشوهة بمالا لا يفيد الدارس و لا يُثمن و لا يُشبع من جوع, و الإسقاط التام لحوالى 9 قرون كاملة من أهم مفردات التاريخ المصرى؛ بداية من منتصف القرن الثالث ق.م و حتى الغزو العربى لمصر فى القرن السابع الميلادى, و المعروفة بالعصر القبطى ..

مصر هى الدولة و البلد الوحيد فى العالم الذى يوجد و يتسمى بإسمها عِلمان كاملان من أهم العلوم الإنسانية يُدرَّسان فى جميع أنحاء العالم, و لا تخلو جامعة مرموقة من أقسام و كليات متخصصة لتدريس هذين العِلمين " عِلم المصريات Egyptology, و عِلم القبطيات Coptology " فى حين تتجاهل هيئاتنا التعليمية و مسئولينا عن التعليم من إدراج عِلم المصريات و القبطيات بالمناهج الدرسية بالمراحل التعليمية فى التعليم الأساسى ( الإبتدائية و الإعدادية ) و من بعدها التعليم الثانوى, و قصرها فقط على الدراسات الجامعية ذراً للرماد فى أعين أمثالى من المستائين؛ مع ملاحظة دراسة بعض مفردات العصر القبطى وسط صفحات التاريخ اليونانى الرومانى بمصر و أحياناً التاريخ الإسلامى و كأنه عصر فاقد الأهلية يجب أن يكون تحت كنف و رعاية عصر تاريخى آخر ( يونانى, رومانى, أو إسلامى ) ..
و الشئ العجيب فى الغياب التام و لو لقسم وحيد بجامعات مصر يحمل لافتة ( الدراسات القبطية / التاريخ القبطى / العصر القبطى ) ..
و لعل مسئولينا على علم و دراية بوجود 128 كلية حول العالم متخصصة بدراسة علم القبطيات – منهم كليتان بإسرائيل – و الذى تخلو مصر؛ مهد علم القبطيات و الوطن الوحيد للقبطيات و لأقباطها عن قسم وحيد بأى كلية من كليات جامعات مصر .. ناهيك عن مئات الكليات و المعاهد حول العالم المتخصصة فى علم المصريات فى كثير من البلدان إلى جانب تدريس الكثير من مفرداته بمراحل التعليم الأولية و المختلفة لديهم ..

ماذا ينقصنا من عظمة و مجد و تاريخ و رقى حضارى حتى نتباهى بما ليس لنا من تواريخ مغلوطة و مكذوبة للعرب ؟!!
و حتى و إن كان تاريخهم تاريخاً صحيحاً و مشرفاً لهم؛ فما الدافع الوجيه لنقوم بدراسته على حساب حذف تاريخ أجدادنا و بلد نحيا فيه و يحيا فينا ؟!!
هل نحن فى حاجة لأن نتباهى بشعر بنت أختنا ؟!!
و هل ينطبق على العرب المثل فى كونهم " بنت أختنا " أو أن لهم ما يدعو إلى الفخر و التباهى حتى نتباهى به ؟!!!
مصر مش قرعة و مش محتاجة تتباهى بشعر حد؛ لا شعر بنت أختها و لا حتى شعر بنت الجيران ..
مع العلم إن مصر لا لها بنات إخوات و لا لها إخوات ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامر واضح
وسام يوسف ( 2018 / 3 / 30 - 14:50 )
حبيبي....السبب واضح
انه الاسلام..... الذي خرب عقول المصريين
يقبل مسلمو مصر ان يشتم القرآن الفراعنة الذين بنوا واحدة من اعظم الحضارات في تاريخ البشرية ويرددون في صلواتهم الشتائم لفرعون ، فليس لمسلمي مصر الحق اليوم ان يتباكوا على هذا الاهمال لحضارتهم القديمة ، فقد قبلتم بان تلعن حضارتكم يوم اعتنقتم دين البدو الهمج و تركتم اله صلعم يشتم اجدادكم
وليس بيد اقباط مصر شيئا سوى الشكوى ، ما دامت الغالبية بهذا الغباء

اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا