الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الكراهية وثقافة الحوار

منذر الفضل

2006 / 3 / 13
القضية الكردية


بين فترة وأخرى , تظهر علينا مقالات أو سطور تؤمن بالحقد وتنشر ثقافة الكراهية وتمجد عنصر او تقلل من آخر , منتهكة بذلك أبسط قواعد حقوق الانسان ومناقضة لما ورد في الاعلان العالمي لحقوق الانسان بل وتشكل جريمة طبقا لقوانين السماء والارض ومنها القانون العراقي .
فللبشر قيمة واحدة متساوية ولا يجوز مطلقا التمييز بين الناس على اساس الجنس أو اللغة أو العرق أو اللون أو الدين أو المذهب كما لا يجوز شرعا وقانونا واخلاقا الحط من قيمة أية قومية أو شعب أو دين أو فكر عدا الفكر التكفيري والارهابي والعنصري كالفكر النازي وشبيهه فكر البعث الذي يمثل نموذجا للفكر النازي العربي المؤمن بعلوية العنصر والغاء الاخر وبالعنف السياسي , وكذلك هو الفكر الطوراني المعروف للجميع , ويبدو ان هناك من اتباعه بعض الايتام مثلما هناك ايتام للقائد الضرورة في العراق .
أما هذا الشخص الذي يلقب نفسه بالدكتور والذي تهجم على شعب بأكمله في مقالته المنشورة تحت عنوان ( الاكراد لا ولاء الا لهوس كاذب ) فهو ليس سوى أحد المصابين بداء العنصرية المتفشي عند الكثيرين من العرب العنصريين من اتباع البعث وعند الطورانيين ومن المتشبعين بثقافة الكراهية التي سبق وان أشرت اليها في العديد من مقالاتي , وهي ثقافة يجب أن لا يكون لها مكان في عالم اليوم ولابد ان تزول لانها جزء من ثقافة العنف .
وهناك بعض المتعلمين أو انصاف المتعلمين أو الكتبة الذين يسيؤون فعلا الى حرية التعبير وحرية النشر ويتوهمون ان الحرية هي في سب الاخر وفي تشويه الحقائق بينما يقتضي الاسلوب الحضاري ان يتم الحوار أو النقد او معارضة الاخر بالادلة والحجج لا بالسباب والشتيمة أو الدس الرخيص . وقد تعرضت شخصيا الى الكثير من مثل هذه الاقلام المسمومة والمعروفة للجميع بسبب موقفي الواضح والصريح من قضية الشعب الكوردي والديمقراطية وحقوق الانسان والتي تدل على جهل حامليها وضيق افقهم وترفعت عن الرد على أي واحد منهم , غير ان هذه المرة أجد لزاما علي توضيح بعض الحقائق لهذا الدكتور واشباهه الذي تطاول على شعب أنحني له أجلالا وتقديرا لتضحياته التي قدمها من أجل الحرية :
1. أن الشعب الكردي جزء من أمة عظيمة مجزأه ومغبونة تاريخيا وسياسيا .وهو شعب تواق للحرية والحياة الحرة القائمةعلى اساس حقوقه الثابتة في الديانات والمواثيق الدولية وحقوق المواطنه والتطلع نحو المستقبل المشرق في تحقيق امانيه القومية الثابتة والمشروعة وفي رفض الصهر القومي والتعريب وهو شعب عاشق للجبال لانها ملاذه الامن من سلاح العنصرية ومن اضطهاد الفكر الشوفيني الضيق ومن ممارسة الانظمة الخارجة عن القانون التي تعاقبت على ارض الشرائع في العراق .
2. أن تاريخ الكورد يعود الى أكثر من 5 الاف عام وجدوا على أرضهم التي تسمى ب ( أرض الكورد أو كوردستان ) التي هي وطن الكورد .وقد ورد اسم الكورد القديم ( الميديون ) في الكتب القديمة ومنها التوراه او الوصايا القديمة Old testament ( العهد القديم ) , ولهذا فان وجود الكورد على ارضهم في غرب ايران وجنوب تركيا حتى سنجار وجبال حمرين هو ثابت تاريخيا مما يعد وجود الكورد في أرض الجبال او اقليم الجبال ( ميديا ) هو اسبق من الشعوب الاخرى , وقد انقسمت هذه المنطقة فيما بعد و لاسيما بعد الحرب العالمية الاولى وتجزأت الامة الكوردية الى شعوب تسكن في كوردستان العراق , ( كوردستان الجنوبية ) وفي غرب ايران وفي كوردستان الشمالية في تركيا وكذلك في سوريا , هذا بالاضافة الى وجود اعداد غفيره هاجرت بحثا عن الامان الى الاردن ولبنان وأزبكستان وغيرها .

3. الشعب الكوردي في العراق شعب حي وله حركة تحررية عمرها اطول من عمر الدولة العراقية وتنسب الثورة الكوردية الى الزعيم الخالد مصطفى البارزاني قائد الحركة الثورة الكوردية في العصر الحديث .
4. ان كل حملات الابادة وكل صنوف الجرائم للنازية العربية بقيادة الطاغية صدام وزمرته لم تتمكن من هزيمة الشعب الكوردي وهذا دليل على حيوية هذا الشعب وقدرته على البقاء لانه صاحب قضية قدم من اجلها مئات ألآلاف من الضحايا على مذبح الحرية .
5. ان الكورد لعبوا دورا فاعلا ومؤثرا في مقاومة الدكتاتورية ويحاولون جاهدين بناء الديمقراطية وإقامة دولة المؤسسات الدستورية في العراق الجديد ولكن هناك معوقات تعترض سبيلهم أخطرها وجود عقليات عنصرية منغلقة تعيق عجلة التقدم مثل عقلية هذا الدكتور الذي لا يستحق حمل هذا اللقب العلمي .
6. أقول بكل قناعة لمن لا يعرف حقيقة الامور انه لولا دور الكورد في هذه المرحلة وما قدمه كل من الرئيس الطالباني والرئيس مسعود البارزاني في عراق ما بعد التحرير ما شهد العراق أي ظهور للعملية السياسية وما شهد العراق الانتخابات الاولى والثانية وما شهد العراق كتابة الدستور ابدا , فقد لعبت القيادة الكوردية – وماتزال - دورا تاريخيا لن ينسى في هذا الميدان , وأقول لمن لا يعرف الحقيقة انه لولا الكورد لكان العراق يسبح في بحر الحرب الاهلية .
إن الذي يجمع الارهابيين والتكفيريين وبقايا البعث وانصارهم من الطورانيين هي الكراهية للاخر لا الاختلاف معه , وهم ينبذون التعايش ولا يؤمنون بالحوار ولا باحترام حقوق الانسان , وإن اكثرهم للحق كارهون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين