الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :

فلورنس غزلان

2018 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


روايتان من الواقع الباريسي:

نتفاجأ بين الفينة والأخرى بضربة قوية تسقط على رؤوسنا كما الصاعقة، موجهة بالطبع من قبل " حثالة الأسلمة " وضحايا خطابها العنفي ، وقد استطاع ولا يزال أن يجيش أعداداً لاحصر لها من الناقصين عقلاً والفاشلين دراسياً وعملياً ، لأن فشلهم الاجتماعي هو البؤرة الصالحة لتجييشهم وشراء ذممهم وإدراجهم تحت صفة " مجاهدين ، مدافعين عن دين الإسلام"، وكأن الله أوكلهم مهمة حمايته وحماية دينه"!
..قبل أيام لم ننم من شدة الصدمة التي أودت بحياة أربعة فرنسيين ، بينهم ضابط بطل ــ حمى الرهائن من شراسة الإرهابي القاتل ــ وجرح 16 شخصاً آخرين...لكن الأمر لايتعدى الإرهابي المجند للقتل، بل الطرق الإسلاموية المغرقة في الظلامية والتمييز بين البشر، والتي تُدخل المجتمع الفرنسي وغيره من المجتمعات الغربية في حالة تأهب عدائية ــ من ضعاف النفوس ــ لكل سحنة عربية أو مسلمة...لتبث سمومها وتسعى لتغيير مفاهيم المجتمع المُضيف ، والذي استقبله ومنحه عملاً وبيتاً وحرية لايحلم بها في بلده الأم ، فتكون النتيجة أنه يريد قلب الموازين الاجتماعية لصالح أسلمته ، وتغيير النظام القائم في هذا البلد منذ قرون، وكي أوضح الفكرة بشكل عملي وفعلي حصل ويحصل كل يوم ، اسمحوا لي أن أروي لكم هاتين الواقعتين:ــ
1 ــ في عيادة طبيبتي الخاصة وفي غرفة الانتظار كانت هناك سيدتان " مغربيتان" الأولى صغيرة السن وتحمل طفلاً لايتجاوز عمره العامين ، تعلق في رقبتها صليباً ، وفي المقابل كانت الأخرى والتي تقارب الخمسين عاماً وتضع الحجاب الإسلامي ، تجلس قبالتها وتركز أنظارها على الصليب، ثم سألتها : ألست مغربية؟ فأجابت بنعم وكيف تعلقين هذا الصليب إذن؟ فقالت : لقد وجدت في المسيحية ديناً يناسبني واقتنعت به فانتميت لكنيسته، فشاط غضب الأخرى وراحت تكيل لها الشتائم و، تحذرها بأنها لو وطأت أرض المغرب فسوق تُقتل في الساحة وتُرجم حتى الموت، دافعت الأخرى عن قناعتها وردت على الشَتامة بأن تفعل ماتريد، فكانت النتيجة أن غرزت " المدافعة عن الإسلام " أظافرها في وجه المُتمسحة، وأسالت دمها ..وبدأ العراك والصغير يبكي رعباً ، إلى أن دخل زوج الطبيبة وطلب البوليس...!!! لكم أن تتصوروا كيف ينقل المسلم عداءه وحروبه المذهبية إلى البلد المضيف ، وكيف يبرر لنفسه كل الحقوق ويستنكرها على غيره...هذا بين أبناء البلد الواحد ، فمابالك موقفه من المختلف ؟؟ اترك لكم الحكم، لأن البوليس رأى أن يحيل المعتدية على طبيب نفسي نتيجة لعدوانيتها.!!
2 ــ في شمال باريس وفي أكثر من حي ومدرسة ( حيث تتواجد نسبة كبرى من المسلمين المغاربة والأفارقة)، لاحظ المعلمين أن الكثير من التلاميذ المسلمين لايتناولون غداءهم مع زملائهم في مطعم المدرسة، يأكلون بعض الخبز واللبن أو الفاكهة فقط ، فسألوهم : لماذا؟ وجاء الجواب: " لأن الطعام ليس حلالاً !!، بالطبع المدرسة تقدم للتلاميذ المسلمين بدلا من اللحم ، أسماك أو دجاج ، لكن حتى هذا لم يعد يعجبهم يريدون طهياً إسلامياً!!!
وحين فتحت المشكلة في الاجتماعات الدورية للأهالي مع طاقم المدرسة ، طالب الأهالي المسلمون بأن تقدم المدرسة لأولادهم طهياً ( حلالاً)!!! .
والمعضلة لازالت قائمة وتحير البلديات المسؤولة وإدارات المدارس، وليس في وسع البلديات تقديم مطعمين وطهاة لنوعين مختلفين من البشر وهذا سيكلفها أكثر...كما أنه يحدث شرخاً في النظام المدرسي ويميز بين طفل وآخر، ويتسبب بعزلة الطلبة المسلمين وتكتلهم ويعرقل عملية الاندماج المجتمعي والتربوي...
فعلى من تقع النتائج السلبية برمتها برأيكم؟ ألا يدفع العربي والمسلم، الذي يحترم قانون البلد المضيف ويشعر فيه بالامتنان والحرية والمساواة الثمن غالياً لمجرد أنه يشاركهم نفس المكان وله نفس السُحنة والمذهب؟ ألا تشجع هذه الأعمال النشاز والمغرقة في الظلام والتمييز على ارتفاع منسوب التطرف المضاد فينمو أمام هذه المظاهر اليمين المتطرف، الذي يريد النقاء لبلاده والنظافة من شوائب غريبة مثل هذه؟ ألا يتخذ اليمين المتطرف هذه القصص حججاً وسبباً لطرد كل وجه غريب ويحرم اللاجيء والمهاجر من حق الحماية؟
ــ باريس 02/04/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟


.. مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف




.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي