الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغول والعنقاء والإسلام المعتدل

إيهاب فتحي

2018 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما يزال بعض المثقفين (الطيبين) يعتقدون بإمكانية وجود إسلام معتدل يقبل ان يتعايش مع الآخر ويتقبل الاختلاف في الفكر والمعتقد، وتتكرر مثل هذه الكلمات التبريرية عقب كل عمل إرهابي، حيث يحاول البعض ان يقوم بالدفاع عن الدين الأكثر دموية وشراسة على الإطلاق. لكن سذاجة هذا الدفاع تصطدم بواقعنا المرير الذي جعل وجهنا مغبرا، لا تنفع معه اي عمليات تجميل، وكيف يصلح العطار ما افسد الدهر، ونحن دهرنا وتاريخنا حالكا السواد وواقعنا اشد سوادا.
هناك استحالة في ان يتعايش الاسلام (الصحيح الخالي من الشوائب) مع الآخر، فهدف الإسلام الأسمى هو ان يقضي على هذا الآخر، او يأخذ منه الجزية، أو في أحسن الأحوال، يرغمه على دخول الاسلام طوعا أو كرها، فالنبي بعث بين يدي الساعة بالسيف، وعليه ان يقود الناس الى الجنة، وان كانوا مقيدين بالسلاسل.
فالإسلام المعتدل هو نوع من المستحيلات التي يجب ان تضاف الى الغول والعنقاء؛ لأن أولى صفات الاعتدال هي الانصاف في المعاملة، وذلك بأن يكون فكرك وذهنك حياديا خاليا من اي ضغينة او تصور مؤامراتي او احكام مسبقة تجاه الآخر الذي لا يدين بدينك، وتكون معاملتك له معاملة عادلة بصرف النظر عن معتقده.

إن قراءة منصفة للقرآن تعطيك ارشادات عن الكيفية التي يجب ان يتعامل بها المسلم مع الآخر، فإذا توقفنا عند قوله: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه...). وتفسيرها: يا أيها المسلمون، ان لكم مثلا اعلى في النبي ابراهيم والمؤمنين معه، عندما قالوا لقومهم، وعندما قال ابراهيم لأبيه: نحن نتبرأ منكم ومن كل ما تعبدون، وقد ظهرت العداوة والكره لكم الى ابد الآبدين، وستظل هذه العداوة مستمرة، الا في حالة واحدة، وهي أن تؤمنوا بنفس الاله الذي نؤمن به، وتكفروا بكل الآلهة الاخرى.
فالمسلم في حالة عداء وكره دائمين للآخر حتى يؤمن الآخر بنفس الإله الذي يؤمن به المسلم.
فأي اعتدال تحمله تلك النفسية المشوهة التي تفترض العداوة الأبدية مع كل اهل الأرض ما لم يسلموا.
ان ما يُطلق عليه المسلم المعتدل ليس موجودا الا في الخيال، فالمسلم واحد من ثلاثة:
- مسلم ملتزم بتعاليم دينه على الوجه الأكمل، ويمثله داعش والقاعدة وطالبان والتيار السلفي والجماعات الجهادية واتباع الدعوة الوهابية واتباع ابن القيم وابن تيمية وسيد قطب، والمتعاطفون مع هذا الفكر الاسود.

- مسلم جاهل بتعاليم دينه، ويمثلهم المسلمون العلمانيون والليبراليون والشيوعيون والعلماء الذين يعلمون ان نظريات الانفجار الكبير والتطور وغيرها من النظريات العلمية هي اقدر وأقرب النظريات الى تفسير اصل الكون و أصل وجودنا، وكذلك المثقفون المؤمنون بالديمقراطية والحريات والمساواة، والذين يُعلون من شأن العقل. وهؤلاء هم من يُطلق عليهم خطأً، المسلمون المعتدلون، والحقيقة ان اكثرهم جاهلون بحقيقة الدين غير ملمين بأصوله وفروعه.

- مسلم مبتدع، ويمثلهم المعتزلة قديما وبعض جماعات الصوفية حديثا وبعض الفرق التي تؤثر السلم وتسعى للتعايش مع الاخر كالقرآنيين وغيرهم، او بعض من يلجأ إلى التأويل في كل شيء للهروب من الواقع الأليم لحقيقة آيات القرآن وتعاليم الاسلام.

إن إشكالية الاعتدال في الاسلام انه لا يجد له عضدا صريحا، لا تنازع فيه من الآيات او الاحاديث، وان وجد، وحاول البعض ان يتشدق بإنسانية الاسلام مستشهدا بآيات السلم، وعدم الإكراه في الدين، تجد ألف صوت من الملتزمين بتعاليم الدين الصحيح - وهم على حق - في أن الاستشهاد ناقص، وان ايات السلم والتعايش منسوخة بآية السيف، وان الداعي الى التعايش هو شخص منهزم، منبطح، مبتدع، متأثر بالغرب الكافر او الشرق الفاجر، مهرطق، متأول، مغلب للعقل على النقل وعلى اقوال العلماء الربانيين، حتى يخرس تماما ذلك الصوت وتسود لغة العنف والكره، وقد نجح هذا التيار المتشدد في نقل جهنم من السماء الى الأرض، بكل ما تحمله من سواد وحقد حتى اصبحنا أكثر الناس كرها وبغضا وعداوة... واقتداءً بإبراهيم والذين معه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اما جنة او نار
بولس اسحق ( 2018 / 4 / 5 - 23:20 )
كما لا املس في القنافذ كذلك لا معتدل بالمسلمين...طالما يؤمن ان القران كتاب الهي ويجب تطبيق ما جاء فيه من قبل الإرهابي او المعتدل ليحافظ على ايمانه كمسلم...وغير هذا كذب وتقية وتدليس... تحياتي.


2 - انطباع
على سالم ( 2018 / 4 / 6 - 06:19 )
لايوجد شئ اسمه اسلام معتدل , هذه كذبه كبيره وتدليس واضح , اى فرد ابله يقرأ ايات القرأن الدمويه سوف يدرك تماما ان الاسلام دين متوحش ومستبد وهمجى وضد الطبيعه الانسانيه , هنا نجد العامل النفسى يلعب دور كبير فى ما يسمى بالمسلم المعتدل , الغسيل الدماغى الذى يتعرض له المسلم منذ مولده كبير جدا ومكثف , اى مسلم عنده المقدره العقليه ان يخوض صراع نفسى مرير الى ان يصل الى نتيجه ان الاسلام ليس دين وانما فلسفه مافيا دمويه شريره , لذلك نجد ان نسبه كبيره اصبحت خائفه ومرعوبه من السباحه ضد التيار لذلك يختاروا الطريق الاسهل وهو تجميل الشئ القبيح الدميم وهو يعلم فى اعماق اعماقه انه يكذب على نفسه ويتحايل , من المؤكد ان الثوره المعلوماتيه سوف تكسر هذا الحاجز واعتقد انه بتسليط الضوء الكثيف على خزعبلات القرأن بشكل دائم سوف يراجع الكثير والكثير انفسهم وسوف يتركوا هذا الدين البدوى الاجرامى البشع

اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية