الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تم دفن النشيد العروبى : أمجاد يا عرب أمجاد؟

طلعت رضوان

2018 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل تـمّ دفن النشيد العروبى: أمجاد ياعرب أمجاد؟
طلعت رضوان
لماذا يعتمد العرب على أمريكا ولايعتمدون على أنفسهم؟
أعتقد أنّ من يـُـشاهد قناة الجزيرة القطرية- ولايـُـجيد قراءة الواقع- لابد أنْ يضرب كفــًـا بكف ويتساءل مندهشـًـا: هل هذه هى قناة الجزيرة التابعة لدولة قطربالفعل؟ والسبب فى هذا التساؤل الاستنكارى، أنّ قناة الجزيرة- منذ التحالف العربى بزعامة السعودية (بهدف تشديد الحصارعلى دولة قطر) انقلب توجهها الإعلامى بنسبة100% لتكثيف وإبرازعيوب (من وجهة نظرقطر) السعودية، مثل: أنّ السعودية عملتْ (وتعمل) على تدميردولة اليمن، بشنها الغارات الجوية ضد كافة المرافق الحيوية: من كهرباء ومياه وطرق وجسور..إلخ. بل وصل إتهام قناة الجزيرة لدرجة اتهام السعودية بأنها تمنع وصول قوافل المساعدات إلى الشعب اليمنى.
فعلتْ قناة الجزيرة ذلك (ليس حبـًـا للشعب اليمنى) بدليل أنّ قطر(بعد احتدام الصراع على السلطة عقب أحداث يناير2011) وهى وراء تأجيج الصراع ووضع المزيد من الحطب والوقود كى يكبرالحريق، وذلك بدعمها لبعض التنظيمات المسلحة ضد البعض.
وبعد العداء المُـتبادل بين النظام القطرى والنظام السعودى، انتقل العداء بين النظام القطرى ودولة البحرين، حيث أكــّـد رئيس مجلس أمناء مركزالبحرين للدراسات الاستراتيجية الشيخ الدكتورعبدالله بن أحمد آل خليفة، أنّ ((قطرتــُـشكل أزمة ممتدة فى الشرق الأوسط، وأنّ نظامها يتمتع بقدرة فائقة على صناعة الأزمات بين الدول العربية ووضعتْ نفسها لتكون أحد أدوات مشاريع الفوضى والتقسيم فى المنطقة، ووصل الإمرلدرجة تجنيد مواردها المالية والإعلامية لتحقيق هذا الغرض)) (صحيفة الحياة اللندنية- 9يناير2018)
وإزاء هذا التصريح من مسئول بحرينى كبيرفإنّ العقل الحرلابد وأنْ يتساءل: أين ذهبتْ شعارات (الوحدة العربية) و(القومية العربية)؟ خاصة فى قول المسئول البحرينى أنّ قطرتسعى إلى تحقيق ((تقسيم المنطقة))
وبعد عدة أيام من هذا التصريح، تأجـّـج الصراع بين قطرودولة الإمارات، حيث انتشرتْ الأخبارالصادرة عن إعلام دولة الإمارات العربية المتحدة، بالنقد والتنديد بما فعله النظام القطرى باعتراض مقاتلات قطرية لطائرتيْن مدنيتيْن تابعتين لدولة الإمارات العربية، كانتا متجهتيْن إلى المنامة. وأنّ دولة الإمارات العربية اعتبرتْ ما فعلته الطائرات القطرية ((خرق واضح للاتفاقات والقوانين الدولية)) (صحيفة الحياة اللندنية- 16يناير2018)
لهذه الدرجة وصل العداء بين دولتيْن عربيتيْن (شقيقتيْن) والأهم من ذلك أنّ شعب الدولتيْن من المسلمين، وكأنّ ما يحدث هوصراع بين دولة شعبها (مسلم) ودولة من (دول الفرنجة) المُـعادية للإسلام، كما يقول إعلام معظم الأنظمة العربية.
والعقل الحرعندما يتأمل مأساة الشعب اليمنى، وهى المأساة التى جسّـدتها أفلام الفيديوالتى بثــّـتها أغلب وكالات الأنباء (العربية والعالمية) ومناظرأبناء هذا الشعب المنكوب وهم يتسوّلون الطعام والشراب وينامون فى العراء، وهم أشبه بالهياكل العظمية أوكما يقال (جلد على عظم) فإنّ أى إنسان لديه الحد الأدنى من العقل الحروالضميرالحى، لابد أنْ يتساءل: لماذا تترك الأنظمة العربية الشعب اليمنى لهذا المصيرالبائس؟ وهذا السؤال (المشروع والفطرى) لايهتم بأية تفاصيل، ولايسأل عن المُـتسبب الذى أعاد اليمن إلى ما قبل العصرالوسيط. وإنما كل ما يشغل هذا العقل الحروالضميرهو: أين شعارات العروبة ياعرب؟
وهذا السؤال يستدعى المزيد من الأسئلة (المشروعة والفطرية) ومن بينها أنه عندما غزتْ دولة (عربية) دولة (عربية/ شقيقة) واحتلتْ أراضيها، كما فعل النظام العراقى/ البعثى/ الصدامى، واحتلّ دولة الكويت واعتبرها المحافظة العراقية رقم19فإنّ هذا الحدث الدراماتيكى الفاجع كشف القناع عن أنظمة شعارات (العروبة) وكشف تجاهل (تحليل الغزو) وأنّ مشكلة آبارالبترول المُـتنازع عليها بين الدولتيْن (الشقيقتيْن) كان يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية وليس بقوة السلاح. وبعد الغزوالمسلح بدأ الفصل الثانى: تحريرالكويت من الاحتلال العراقى: النظام الكويتى عاجزعن اجبارالغزاة (العرب) للخروج من الكويت. عند هذا المشهد كان التطورالدراماتيكى الثالث: الدول العربية انقسمتْ بين تأييد وإدانة الغزو، ولكن حتى الأنظمة العربية التى انتقدتْ الغزو، اكتفتْ بأسلوب (الشجب) الشهيروهوما فعلته- كذلك- جامعة الدول العربية، عند هذه المحطة من الأحداث كان النجاح الساحق الذى خططتْ له الإدارة الأمريكية (تشجيع العراق على غزوالكويت) ثـمّ إخراج جيش الغزومن الكويت بمعرفة قوات حلف الأطلنتى بقيادة أمريكا. وهذا ما حدث بالضبط.
فلماذا استنجد العرب بأمريكا ولم يعتمدوا على أنفسهم؟ وأكذوبة الوحدة العربية تتأكد من مراجعة النزاعات الحدودية العربية/ العربية وعددها17. وأرشيفى مُـتخم بوقائع: العداء المُـتبادل بين الأنظمة العربية.
وكيف تكون (وحدة عربية) وهذا هوالملك عبد الله كتب فى كتابه (ذكرياتى) أنّ ((الدعوة لقيام تحالف عربى دعوة مشكوك فيها ودعوة هدّامة)) (ص237) كما هاجم المصريين الذين انتقدوا معاهدة الصداقة البريطانية الأردنية..وأخذ يُـذكــّـرابن سعود بأنّ البريطانيين غير راغبين فى منح امتيازات للشركات الأمريكية، وأنّ هذا عمل لايتفق بالمرة مع إرادة الله قائلا ((إنّ هذه الأقطارمقدسة. وابن سعود يجب أنْ لايسمح للأجانب بإنشاء صناعات تدعوالناس إلى نسيان القدرة الإلهية)) (ص258)
هذا المشهد العربى البائس لم يـُـزحزح قناعات البعض عن (العروبة) وأغانى (وطنى حبيبى الوطن الأكبر)..إلخ. وهذه الأغانى- كما أعتقد- سيتم دفنها سرًا، ولكنها ستوقظ ذاكرة الأحرارفيترنــّـمون بمعزوفات نزارقبانى:
من ربع قرن وأنا..أمارس الركوع والسجود..
أمارس القيام والقعود..
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام..
يقول: اللهم امحق دولة اليهود..اللهم شتت شملهم..
وهكذا أدوركالحبة فى مسبحة الإمام..
لاعقل لى..لارأس..لا أقدام.
000
وفى ترنيمة أخرى قال:
أنا منذ خمسين عامًـا أحاول رسم بلاد..تــُـسمى مجازًا بلاد العرب..
رسمتُ بلون الشرايين حينــًـا..وحينــًـا بلون الغضب..
وحين انتهى الرسم ساءلتُ نفسى..
إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب..ففى أى مقبرة يـُـدفنون؟
ومن سيبكى عليهم؟ وليس هناك من يحزنون.
000
وترنم قائلا:
أنعى إليكم يا أصدقائى اللغة القديمة..
أنعى كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة..
ومفردات العـُـهروالهجاء والشتيمة..
أنعى الفكرالذى قادنا إلى الهزيمة..
جلودنا مية الإحساس..فهل نحن خيرأمة (قد) أخرجت للناس؟
ومن ترنيمات الساخرالبديع جلال عامر: العرب هم أول من رفعوا شعارالدين لله والوطن للزعيم..وقال: احترس من فضلك..العرب ترجع للخلف..وقال: العالم العربى هوأكبرمستشفى للأمراض العقلية..وقال: لم يخلق الله العرب سدى..البشرية كانت تحتاج للكوميديا (جريدة القاهرة:28/6/2005، 30/8/2005، 1/11/2005، 7/2/2006)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك


.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا




.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن


.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة




.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح