الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام الإصدار 2.01

عماد حبيب

2006 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أن يستفزّ عنوان هذا المقال كل الغيورين على دينهم، أودّ أن أوضّح شيئا مهّما : المقصود دائما بالإسلام حين نتحدّث عنه قراءة معينة له و ليس الاسلام في حد ذاته. صحيح أن كل من يتحدث باسم الاسلام يدعي أن ما يقوله هو صحيحه، و هو الحق، لكن لنعترف جميعا أن الاختلافات بين مختلف المذاهب، بل و مختلف المدارس و الاجتهادات داخل نفس المذهب، تجعل من الصعب علينا الحديث عن الاسلام بألف لام التعريف و بالمطلق. فالمقصود اذا هنا هو الاصدار 2.01 من قراءة ما للاسلام.

هذه القراءة هي القراءة القرآنية للإسلام. و النسخة 2.00 الصادرة بفظل مفكرين كبار منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر، كانت ثورة بكل المقاييس، و ان لم يكن كل ما جاء فيها جديدا تماما على الفكر الاسلامي، ففي النهاية، يبقى القرآن المصدر الأول و الأهم لفهم الاسلام و تشريعاته. لكني أعتقد أن تصريحات المفكر الكبير جمال البنا الاخيرة حول الحجاب و الزواج و الطلاق، هي قفزة نوعية أخرى تصل إلى حد تقديم اسلام متصالح مع عصره، قابل للحياة و التطور في القرن الحادي و العشرين، مديرا ظهره لارث قرون من العادات و التقاليد نبشت أضافرها في جسده حتى صارت عند السواد الأعظم جزءا لا يتجزأ منه، و الخروج عنها خروج عن الدين نفسه.

لذلك استحقت هذه القراءة، و اسمحو لي بحكم مهنتي ان استعمل تقنياتنا المعلوماتية لتوصيف الاصدارات، ان نطلق عليها الاصدار 2.01 لنميزها عن القراءات القرآنية السابقة و التي و ان كانت هي الأخرى لم تحاول تجنب الصدام المباشر مع القراءاة السلفية ، الا أنها لم تذهب إلى حد هذه الرؤية الصافية النقية المتصالحة مع الحياة و ضرورات عالمنا المعقد ذو الاقتصاد و التأثيرات الثقافية المعولمة.

يقول د. جمال البنا بأن الحجاب لم يكن يوما فرضا، و أن الطلاق يجب أن يتم بموافقة الزوجة (و هو تماما ما هو موجود بمجلة الاحوال الشخصية التونسية الرائدة مثلا). و هو هنا و كعادة القرآنيين يقدم حلا لن يرضى عنه لا الاسلاميين و لا بعض من هم ضدهم سواءا كانوا علمانيين او غيرهم. فتوالت الردود مكفرة اياه كالعادة او متهمة اياه بالخرف، كما توالت ردود اخرى تتهمه بانه يحاول الباس الاسلام ثوبا اكبر منه و لا يصلح له. و في الحالتين، لم ينظر أحد لنتائج الاصدار بقدر النظر من منطلق الايدليوجيات الضيقة، التي يكون فيها الانسان في خدمة الفكرة و ليس العكس.

أعتقد انّنا في أمسّ الحاجة لمثل هذه القراءات و الدراسات، التي تبحث عن الحقيقة، و عن مصلحة الناس، و تصالحهم مع عالمهم و هذا مهم، و مع زمنهم و هذا الأهم. و لايهم أن نطلق تسمية اصدار أو قراءة او مذهب بعد ذلك، التسميات لا تهم، العبرة بالنتائج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran


.. 72-Ali-Imran




.. 73-Ali-Imran