الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السنوية الحزينة لجرائم النظام الدكتاتوري البعثي – الصدامي ضد شعب كردستان في مجازر الأنفال وحلبچة

التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

2006 / 3 / 14
القضية الكردية


تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الأليمة والحزينة للمجازر التي خطط لها ونظمها ونفذها النظام الدكتاتوري البعثي - الصدامي في كردستان العراق في عام 1988 امتداداً وتصعيداً متفاقماً لكل العمليات الإجرامية التي سبقتها ضد الشعب الكردي في كردستان العراق وضد القوميات الأخرى المتآخية هناك. لقد شكلت تلك المجازر جزءاً أساسياً من مخطط جهنمي شوفيني وعنصري مقيت استهدف تصفية حركة التحرر الوطني للشعب الكردي وتحطيم صموده ونضاله في سبيل ممارسة حقه المشروع والطبيعي في تقرير مصيره بنفسه وإقامة فيدراليته الكردستانية التي كان يناضل من أجلها باعتبارها جزءاً أساسياً مشروعاً وعادلاً من حقه الكامل في تقرير مصيره بنفسه.
إن العملية التي نظمها ونفذها صدام حسين وعبر ابن عمه الجزار علي حسن المجيد (علي كيماوي) على رأس القوات العراقية والقوات الخاصة وأجهزة الأمن وتنظيمات حزب البعث والمنظمات المهنية البعثية كانت بمثابة عملية إبادة فعلية للجنس البشري في إقليم كردستان, إذ أنها أدت إلى غياب ما يزيد عن 182 ألف إنسان بين قتلى ومغيبين لا يعرف مصيرهم حتى اليوم, إضافة إلى قتل أكثر من 5 ألاف إنسان كردي في حلبچة وجرح ما يزيد عن ذلك من نساء ورجال وأطفال حلبچة التي استباحها النظام الدموي بالسلاح الكيماوي. كما أدى ذلك إلى تلويث البيئة الكردستانية وتخريب القرى والأرياف وإمكانية العيش في تلك المناطق.
إن هذه الجريمة الجبانة التي نظمها النظام ونفذها قبل ثمانية عشر عاماً, أي بين شباط/فبراير - وتشرين الأول/أكتوبر من العام 1988, لم تهز في حينها ضمير الرأي العام العربي والإقليمي والعالمي, ولم تحرك المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة, إذ استقبلت كل هذه الجهات تلك المجازر بدم بارد غير معقول ومرفوض, رغم معرفة المجتمع الدولي بتلك المجازر لأسباب انتهازية معيبة. لقد استثمر النظام الدكتاتوري الصدامي الفترة الأخيرة من الحرب العراقية-الإيرانية المجنونة لينفذ تلك المجازر وكأنها جزء من حربه ضد إيران, وحاول أن يتهم إيران بتنفيذها.
إن ضحايا هذه الجريمة البشعة, سواء من عثر عليهم في القبور الجماعية الموزعة في جميع أنحاء العراق, أم لم يبق لهم أي أثر, هم أمانة في أعناق كل العراقيات والعراقيين من عرب وتركمان وكلدان وأشور وكرد في آن واحد, ولهم حقوقهم علينا في تنظيم حملات مستمرة لكي لا يطويها النسيان أو يرفض البؤساء والشوفينيين من الناس إنكار هذه الجريمة البشعة أو التقليل من آثارها النفسية والصحية والبيئية على المنطقة بأسرها. إن على القضاء العراقي أن يعجل في تقديم جميع المسؤولين عن تلك الجرائم البشعة إلى المحاكمة لينالوا الجزاء العادل لما ارتكبوه بحق الشعب الكردي وبقية القوميات التي تقطن في كل كردستان وبحق عموم الشعب العراقي.
إننا, وفي هذه الذكرى السنوية الأليمة, إذ نتقدم بأحر التعازي وأصدق مشاعر المشاركة والمواساة إلى عائلات ضحايا وشهداء تلك المجزرة وإلى الشعب الكردي الذي تحمل تلك الكارثة الرهيبة بصمود واستعداد لمواجهة المخاطر كلها في سبيل حقوقه العادلة والمشروعة, نطالب في الوقت نفسه الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنصاف عوائل ضحايا الأنفال وحلبچة بالتعاون مع رئاسة وحكومة إقليم كردستان الموحدة وتقديم كل العون والمساعدة لهم بكل السبل الممكنة. ويبدو ضرورياً وضع ميزانية خاصة لتعويض عوائل ضحايا الأنفال وحلبچة وإعادة إعمار المناطق التي خربتها سياسة النظام الدموي في كردستان في إطار عمليات ومجاز الأنفال
إن مجازر الأنفال لم تكن كارثة كردية أو كردستانية فحسب, بل كانت كارثة عراقية وإنسانية أليمة, وعلينا جميعاً تقع مسؤولية كشف كل أوراقها والمسؤولين عنها في القوات المسلحة وخارجها وفي أجهزة البعث وتنظيماته ومنظماته أمام الرأي العام العراقي والإقليمي والدولي. وتقع على عاتق الحكومة العراقية اتخاذ جملة من الإجراءات, بما في ذلك إقامة نصب تذكاري في بغداد يذكر الشعب العراقي بتلك المجزرة الأليمة وبعواقب سيادة الدكتاتورية وممارسة سياسات الإرهاب والعنصرية والشوفينية والطائفية والعداء للآخر.
إن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية يطالب الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان الموحدة بمقاضاة الدول والشركات والجماعات التي ساهمت بتزويد النظام الدكتاتوري بالأسلحة الكيماوية التي استخدمها في ضرب مدينة حلبچة ومناطق أخرى من كردستان والعراق بشكل عام وتقديم التعويضات التي تقرر إلى ضحايا الأنفال وحلبچة.
إننا وبهذه المناسبة الأليمة ننحي إجلالاً لضحايا الأنفال وحلبچة ولكل ضحايا الشعب الكردي وبقية القوميات في كردستان العراق وجميع ضحايا الشعب العراقي على امتداد سنوات نضاله المجيد ضد الدكتاتورية والإرهاب والعنصرية والطائفية المقيتة ومن أجل عراق مدني ديمقراطي اتحادي مزدهر, يتمتع بالحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية.

الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
برلين في 12/3/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة عدد من موظفي الأمم المتحدة جراء إطلاق نار عند معبر #رف


.. فيديو: انتقادات حقوقية لنظام بطاقات الدفع لطالبي اللجوء في أ




.. -صور من السماء-.. الأقمار الصناعية ترصد تزايد خيام النازحين


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا




.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا