الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي

سامر أبوالقاسم

2006 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن أية مقاربة إصلاحية لنظام التربية والتكوين لابد لها من أن تقوم على مدخلين أساسين متمثلين في مواصفات المتعلمين من جهة، والكفايات اللازم توفرها فيهم من جهة أخرى.
فمواصفات المتعلمين يعنى بها تلك الصورة والمعالم والملامح العامة التي يراد لها أن تطبع شخصيات خريجي النظام التعليمي؛ من قيم ومعتقدات واتجاهات يراد لهم التشبث بها، ومن كفايات ومهارات يراد لهم امتلاكها، ومن سمات يراد لهم التميز بها.
بمعنى آخر؛ ينبغي لهذه المواصفات أن تعمل على تحقيق القاسم المشترك بين الخريجين، المتمثل في تحديد معالم وملامح الإنسان المنشود والمرغوب فيه للمشاركة والمساهمة في تنمية المجتمع ودمقرطة الدولة وتحديث العقليات، وهو ما يتم تسميته بـ"المواطن الصالح".
أما الكفايات، فيعنى بها السعي إلى تأهيل المتعلمين وتعبئتهم لتحقيق أعلى درجات التكيف المنشود والمأمول مع الذات والمحيط في الحاضر والمستقبل. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تمكين المتعلمين من القدرة على تحويل المعارف وتوظيف المكتسبات، وتوسيع دائرة التعلم والاكتشاف، والتعامل مع الوضعيات الحياتية المختلفة، واعتماد أسلوب الوضعيات وحل المشاكل، والاستقلالية في أنشطة التعلم.
ومن هذا المنطلق، نود لو أن سهام النقد الفكري التربوي بالمغرب ينصب على إستراتيجية الإصلاح البيداغوجي لقطاع التربية والتكوين، من خلال مدى قدرة المناهج والبرامج الإصلاحية الجديدة على المساهمة في جعل الناشئة المغربية المستهدفة مستوعبة للقيم الدينية والوطنية والمجتمعية، ومتصفة بالاستقامة والصلاح والاعتدال والتسامح والاندماج الاجتماعي وقبول الاختلاف، ومتفاعلة مع مقومات المجتمع المغربي ومع التفتح على معطيات الحضارة الإنسانية، ومشاركة بشكل إيجابي في تدبير وتسيير الشأن العام الوطني والجهوي والمحلي، وقادرة على التعلم مدى الحياة، ومتمكنة من التواصل بمختلف اللغات الأكثر انتشارا. وهو جوهر الإصلاح المنشود، ليس فقط في المنظومة التربوية، بل في طبيعة وشكل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية المغربية.
إن الحديث عن المواصفات والكفايات بهذا الشكل لا يعني سوى الرغبة في التركيز على مدى توافق ما يعتمل في مجال التربية والتكوين مع طبيعة التوجهات والاختيارات والتطلعات لقوى الصف الديمقراطي من جهة، ومع وتيرة التطور الحاصل في مختلف المجالات على المستوى الدولي من جهة أخرى. وكذا مدى التوافق مع القضايا والمبادئ والحقوق والمعاهدات والقوانين الدولية والوطنية المستجدة.
فهل يمكننا التطرق اليوم لمدى قدرة مادة التربية الإسلامية على التكيف مع ما تتطلبه هذه المنطلقات المراعية لمستويات الناشئة المختلفة وشخصيتها وانفتاحها وتطلعها إلى تنمية مداركها ونهجها العلمي ومبادراتها وإبداعاتها؟
هذا السؤال ـ في اعتقادنا ـ يشكل أحد المداخل الأساسية التي ستمكننا من ولوج مدار التجديد في طرق ومناهج ومحتويات ووسائل التفكير الإسلامي بالمغرب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah