الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرأة الكردية بين مطرقة الرجل ووهم المعرفة
سيوان خليل
2018 / 4 / 24القضية الكردية
المرأة الكردية بين مطرقة الرجل ووهم المعرفة
لا يخفى على أحد ان المرأة عند العرب كانت محل تشاؤم منذ ولادتها، لدرجة وصلت بهم دفن المولودة حَيتاً خشيةٍ من العار ، متناسين ان من يقوم يقتل تلك الفتاة هو بحد ذاته ابن امرأة وحين كِبرَ سمي بِرجل ، وما قبل الجاهلية تعرضت المرأة لقوانين الكنائس والعبودية والامبراطوريات ، وكان سبب عدم تحررها في ذاك الوقت هو ضعفها البدني وقوة عقلها لإدراكها بمجرد مطالبتها بحقوقها سيبادر الرجل الى ضربها وتعذيبها دون أي تردد ، فأيهم صاحب الحضارة والفكر وصانع الحياة بالنسبة للمنطق في حالتها .
ان كلمة المرأة لا تعني الأنثى بالمعنى الدقيق بقدر ما تعني الفكر والنضال والتحدي لمصاعب الحياة وصانعة المستقبل ، فالأسرة هي نواة المجتمع والمجتمع هو نواة الدولة وبدون المرأة لا توجد أسرة ، وبنظرة عميقة للمجتمع الكردي عبر التاريخ منذ مملكة ميديا 1500 ق م وامارة بدينان وسوران وصولا الى التقسيم الذي حصل بدولة كردستان منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ظلت المرأة الكردية غائبة عن المشهد العام لبناء الحضارة وتفعيل دورها ، في حين في الخفاء كانت هي الحضارة بحد ذاتها لوقوفها مع الرجل في الثورات والدفاع عن ارضها وتقديم العون له في الحروب بكل طاقتها ، ولطالما تتساءل المرأة عن تناقض الرجل في نظرتهِ إليها ، حيث ان كانت المرأة جاهلة ولا تعلم كيف تحمي نفسها وغير جديرة بالثقة فكيف يتزوجها الرجل ويجعلها الحارسة الأمينة على كرامته وفلذة كبدهِ أبنائه ؟؟
ربما التعمق في التاريخ مفيد جدا للحاضر ، لكن التمسك بالتطور افضل بكثير لأنه المستقبل ، فالتناقض يفرض نفسه بقوة بين التاريخ والحاضر ، ولا سيما حين تعود للأذهان قصة " زين " الاميرة اليافعة الجميلة التي شاركت " مم " حزنه وفرحه والقت بنفسها الى الموت وفاءاً له ، فقد تعرضت شقيقة امير بوطان للظلم من اخاها الرجل والحاكم ، ومع ذلك توارثت الاجيال نبالة زين وجهل شقيقها الامير ، وميزت بين الاثنين بأنصاف وحق ، وهذا ما يجعلنا ان ننظر للأمور بأكثر واقعية لنتفادى اخطاء الماضي ونصحح طريق المستقبل ، فيحق للمرأة اختيار طريقة حياتها ونوع ثقافتها ومستقبلها في ظل رجل يكون لها السند وليس في ذل الرجل ليكون عليها الحاكم فيخطأ بقرارته وبالتالي يقضي على مستقبل قد يكون نورا لأجيال اخرى ، وما تشهده الحركة الكردية من ثقافة غير سليمة هو دليل على انهم لم يستفيدوا من اخطاء الماضي ، فالكثير من النساء متوهمين بانهم احرار ويصنعون طريقهم وان لهم مكان على الساحة ، ومع الاسف ذاك الوهم هو صناعة الرجل الذي اوهمها تلك الفكرة .
على الاثنين التكاتف ومشاركة القرار والسير قدماً نحو مستقبل افضل للجيل القادم ، لا يستغنى احدهم عن الاخر ، وبدون احدهما لا توجد حياة ، وطالما ان هذه حقيقة فلا بد ان يكون لكلاً منهما فكره الخاص واحترام العقل قبل التمعن بالجسد والتمييز من الاقوى ، فالعقل هو صانع القرار وليس الساعد . فكم من صخوراً لم تستطع السواعد ازالتها لكن فكرة بناء حفرة صغيره ازاحته بسهولة .
كاتبة كردية مستقلة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟
.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا
.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا
.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا
.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان