الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسباب أنتشار الافكار رغم فشلها (الاديان انموذجا)

فلاح عبدالله سلمان

2018 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أسباب أنتشار الافكار رغم فشلها
الاديان أنموذجا
ينبغي الاعتراف بحقيقة قبل الخوض بهذا الموضوع , وهي ان استمرارية الافكار وانتشارها ليس دليل على صحتها او ملائمتها للواقع بدليل ان الكثير من الافكار التي تقولبت بشكل اديان وضعية او سماوية اثبتت فشلها وابتعادها عن الواقع الا انها بقيت مستمرة وتتمتع بانتشار منقطع النظير فلايمكن لمعتنقي تلك الافكار نسبها للقوى الغيبية بحجة بقائها واستمرارها.
وهنا لابد من البحث عن السر وراء انتشار تلك الافكار , فبالرغم من كثرة الافكار المنتشرة واستحالة جمعها بمقال فسوف نبحث عن مايعتنقه مجتمعنا ويؤثر فيه بشكل كبير الا وهو الاسلام.
,والبحث هنا يحتاج الى مقدمة تشترك بها كل الاديان وهي ما الاسباب التي دعت لوجودها ؟, تشير المصادر التاريخية الى ان أهم الاسباب التي دعت الانسان لايجاد فكرة الاله وابتداعها هي ؛ اولا الخوف الناتج مما راه من ظواهر طبيعية اثارت الرعب في داخله , وكذلك خوفه من الموت الذي يعد الهاجس الذي كثيرا ما يؤرقه ويقلق منامه , وثانيا صعوبة تطويع الطبيعة لصالحه؛ ومن الطبيعي على الانسان الذي يمر بنفس الضروف التي مر بها الانسان الاول ان يفكر بوجود قوى غيبية قادرة على مساعدته اذاما قام ببعض الافعال , وهذا التفكير ناتج عن عجزه في الوصول الى مبتغاه وامله في ذلك وليس عن ايةٍ او برهان نزل عليه من السماء كما يدعون . فراح يتحبط بالبحث عن ذلك المنقذ فتارة يطعم البحر عند هيجانه باعتباره الاله الغاضب وتارة اخرة يطعم النار لنفس الاعتبار وهذا كله قبل الانتقال من المرحلة المشاعية الى مرحلة الزراعة واكتشاف الالة ( وقد فصلنا ذلك بمقال سابق) وعند اتساع مدارك الانسان وانتقاله الى مرحلة اكثر تطور ظهرت أفكار تتناغم مع مايصبو اليه ذلك الانسان وحيث ان اكثر شيئا كان يشغله ويثير تسائله هو ؛مصدر وجوده , وطموحه نحو الكمال, وامله في ان يبدد مخاوفه من الموت؛ فجائت الاديان تتناول بالدرجة الاساس تلك الامور واضعة لها حلول خيالية بحيث حولتها بطريقة سحرية من مخاوف الى مطامع فمسالة مصدر وجود الانسان تحولت الى وجود خالق محب ودود مساعد له يعينه ويمنحه القوة فبدل من ان يقوم الانسان باطعام الاله الغاضب اصبح الاله حسب فكرة الاديان هو المسئول عن رزق الانسان ومده بالقوة واعانته في تطويع الطبيعة , واصبحت فكرة الوصول للكمال فكرة بسيطة فبمجرد القيام باعمال رياضية والتلفظ ببعض الكلمات سوف تصل الى الكمال , وكذلك تحول الخوف من الموت الى لهفة له نتيجة لما ينتظره من مكافات كانت اسمى مايطمح له انسان تلك الفترة ولم يستطع الحصول عليها بالدنيا لما يحيط بها من شقاء وتعب حتى صارت الاخرة هي المكان الذي يحلم المسلم بالوصول له بشتى الطرق لان فيها مايعوض نقصه ويسد حرمانه , ولكي يحث ذلك الاله اتباعه على التمسك بالاخرة راح يزيد لهم من المغريات واهمها الجنسية ليخلق نوعا من التوازن بين الحرمان والامل الموعود.
تناقلت تلك الافكار جيلا بعد جيل حتى صارت من المسلمات الثابتة التي لانقاش فيها وكل دين جديد ياتي يتناول نفس الافكار لكن بطريقته الخاصه فالاديان الابراهيمية ادعت انتساب اللاحق منها للسابق ذلك طبعا ناتج عن تناولها نفس القصص والمأ ثورات محاولة منها في كسب ود اتباع الذين قبلها وعندما عجزوا عن ذلك اتهموها بالتحريف للمحافظة على اتباعهم ومنعهم من الابتعاد نتيجة اطلاعهم على حجم التشابه الكبير بين الاديان واكتشاف حقيقة ماتدعوا اليه الاديان من خرافات .
عندما تطورت الحياة واثبت العلم وجوده بحيث انه اثبت خلال مايقارب 400 سنة مالم تستطيع الاديان الابراهيمة اثباته خلال 3000 سنة وحل العلم بديلا ناجحا عن الدين, لكن يبقى التساؤل مطروح وهو انه اذا ثبت فشل الافكار الغيبية ونجاح الافكار العلمية بحيث على مدار التاريخ مادخل العلم في صراع مع الدين الاوتغلب العلم , فلماذا ينتشر الدين ؟ وهنا يمكن توضيح الاسباب بستة نقاط .
1 - ان الانسان دائما مايكون عاجز عن الوصول لعدة امور وسبب ذلك هو قصوره علميا او بدنيا وهو بذات الوقت يبقى في امل ان يتحقق ذلك الحلم يوم ما فيرجئ الموضوع الى قوة غيبية تنوب عنه في تحقيق الحلم .
2 – الاديان وضعت الية تحارب فيها من يعارضها بالانتقام منه بصورة غير مباشرة بحيث هددت الانسان في حياة وصحة من يحب وتجريده من كل وسائل الحياة حتى صار ذالك الانسان لايفكر فقط في البقاء على وضعه بل زاد تعمقا واضافة للواجبات المفروضة عله محاولة منه في الحفاظ على حياة من يحب وراح يربط كل مايحدث له ولغيرة بطاعة ومخالفة الخالق.
3 - حب الانسان للخلود ونزوعه للبقاء الابدي وهذه مايوفره له الدين ولايقره العلم.
4 - مناغمة الدين للغرائز الانسانية ومحاولة اشباعها في وقت لاحق
5 - استخدام الاديان لمصيدة (أن الله يريد بكم اليسر ولايريد بكم العسر) بحيث تظهر الايان في غلافها الخارجي بانه محبة وسلام , لكن عند اعتناقها تكتشف بانها تدعوا للقتل والانتقام وحينها لايمكنك التراجع او الانسحاب فحينها ستلاحقك كل وسائل الترهيب .
6 - تاكيد الاديان على موضوعة(التلقين) زرع التعاليم الدينية في عقول الناس منذ الطفولة حتى ينشا وهو متشبع بتلك الافكار فالتعلم في الصغر كالنقش على الحجر بحيث تدعو بعض الروايات الى ضرب الطفل مالم يؤدي بعض التعاليم والطقوس وعندما يكبر هذا الطفل تراه بكل سذاجة يقول الحمد لله على نعمة الاسلام .
ومن خلال كل هذه الامور وغيرها استطاعت الاديان من خلق اطار واحاطته بكم هائل من العقوبات التي يكاد الموت يكون ابسطها وحكمت على الانسان ان يبقى حبيس لذلك الاطار والا سيعاقب دنويا وله في الاخرة عذاب اليم ولهذه الاسباب بقي الدين وانتشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قراءة
نسيم الكرامة ( 2018 / 4 / 28 - 08:05 )
اود اولا ان احي الكاتب على هذه المعلومات القيمة وادعو جميع المثقفين الى السير على هذا النهج لتقويم وتصحيح الفكر العربي الذي سيطرة عليه الخرافة وتحكمت به.


2 - توضيح
ثأر الله ( 2018 / 4 / 29 - 13:06 )
ان السماح بنشر هذا الكفر البواح هو مدعات لنشر الرذيلة وتخريب النظام الاجتماعي الذي يبنيه الدين الاسلامي ويقومه ولابد من ايقاف تلك المنشورات بكل ماوتينا من قوة.


3 - تعليق
محمد حكمت ( 2018 / 4 / 30 - 10:10 )
لو كنا في مجتمع يقرأ لما تجد مثل هكذا مواضيع تستجدي من يقرأها لسبب بسيط هو أننا مجتمع مسلم ومثل هذه المقالات تنسف الثوابت الإسلامية وتدعو الى استبدالها بما يتلائم ومتطلبات العصر وذلك يعني أيضا أن الإسلام أصبح منتهي الصلاحية.

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي