الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير

اكرام الراوي

2018 / 4 / 29
المجتمع المدني


لم نعتد نحن العرب كشعب عربي ان نعبر عن راينا حول اية قضية بجراة وبدون خوف من سوط الجلاد , ربما انه امر طبيعي حيث قدر لنا ان نلد ونكبر في بلدان يحكمها طغاة , دكتاتوريون, ليس هناك رأي صائب سوى ارائهم , وليس هناك حق لدى اي فرد من ابناء الشعب في الاعتراض على اي موقف او سلوك او قرار ياتي بالضرر والاذى لحياته, لابل اهانة لادميته, وكما يقول المثل الذي (الذي تلدغه الافعى يخشى من الحبل) فيصبح كل شيء يشبه شكل الافعى لديه فيه خطر وممن ام يعرض حياته لهذا الخطر.
اسوق كلامي هذا بناء" على ما اراه يوميا من خلال ثمار الثورة التكنولوجيا التي نلمسها كل يوم , وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي بكل اشكالها , والتي جعلتنا نكون اصدقاء, لانواع مختلفة من البشر , مختلفين في اطباعهم وصفاتهم وثقافاتهم وتربيتهم وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية والعقائدية, وهؤلاء الاصدقاء الافتراضيين قد نقبلهم بسبب معرفتنا الشخصية لهم , او بسبب ما نقراه عنهم من خلال سيرهم الشخصية المتاحة في صفحاتهم الشخصية , والتي غالبا ما لاتقدم لنا حقيقتهم كاملة, ومن خلال طروحات هؤلاء التي تعج بها هذه الوسائل , تكتمل الصورة الخاصة بكل واحد منهم , وخاصة فيما يتعلق بخلفياتهم الفكرية او الثقافية , والمفروض ان شخصا يتمتع بسقف لاباس به من الثقافة والعلم لابد ان يكون متحررا من اية تاثيرات سياسية او فكرية , تحدد ما يريد قوله او وجهة نظره في اي موقف عام, الا اننا نجد للاسف ان الكثيرين من هؤلاء تحكمهم انتمائاتهم لهذه الجماعه او تلك , والتي بالتالي تنعكس على وجهات نظر تلك الجماعه او الفئة التي ينتمون اليها, ويحاولون في كل مرة الاستماتة في الدفاع عن موقف او وجهة نظر تلك الجماعه التي ينتمون اليها حتى لو كانت غير صائبة , دون السماح للاخر ان يعبر عن وجهة نظره او موفقه حيال ذلك, وهذا نتاج للتبعية العمياء التي يعيشونها دون التفكير في اي طرح او دفاع يقومون به عن اية فكرة او موقف للفئة التي ينتمي اليها.
ونموذج حي لتلك الطروحات والافكار التي يتم نشرها على صفحات الفيس بوك الذي يعد اكثر وسيلة تواصل اجتماعي انتشارا في عالمنا اليوم, فاذا ما قمت بنشر راي لك او التعبير عن وجهة نظر شخصية تجاه قضية او موقف ما لايتناسب مع توجهات او فكر احدهم , تنهال عليك الانتقادات والاتهامات بمختلف الاشكال, خاصة اذا ماكان هذا الامر يتعلق بحقائق من ارض الواقع لايمكن ان تغطى بغربال كضوء الشمس, وترى ان احدهم الذي كان صديقا لك في هذا العالم الافتراضي , وقبل تعبيرك عن رأيك هذا , يتحول الى مهاجم عنيف وعدو لك وينعتك باسوأ الصفات بعد ان تعبر عن رأيك او تطرح وجهة نظرك تلك .
كل هذا يعود من خلال تجربتي الشخصية وخاصة خلال السنوات الاخيرة التي اكتسبتها من خلال اقامتي في اوربا , يعود الى الحرية , ولكن الحرية بمعناه الواضح والدقيق, وليست الحرية الخطا التي تربينا وكبرنا عليها في مجتمعاتنا العربية , الحرية في الغرب تعني انك لديك الحرية الكاملة في فعل كل ماتريد طالما لايتعارض هذا مع القانون او مع حرية الاخر, العقيدة, الانتماء السياسي, ماتلبس ما تشرب وغيرها من ممارسات الحياة اليومية , والاهم من كل هذاحرية التعبير عن الرأي, ففي المجتمع الغربي تتمتع بحرية التعبير عن رأيك في اي موقف او امر في الدولة التي تقيم فيها, وان تبدي رأيك برئيس الدولة او ملكها او وزرائها او فنانيها او... الخ من تفاصيل الحياة اليومية, دون ان تضعك السلطات في السجن او تجلدك بالسياط , او تهددك بقطع عيشك , او اغتصاب زوجتك او اختك , او حرق منزلك ان لم تتراجع عن رأيك , لابل بالعكس تاخذ رأيك في غالب الاحيان موضع الجد وربما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3


.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona




.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس


.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف




.. لحظة اعتقال الشرطة أحد طلاب جامعة ييل الأمريكية المتضامنين م