الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحضارة ...والتضاد القيمي

ماجد أمين

2018 / 4 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


متى تستطيع الأمم انتاج حضارة ..أو تمدن ...
ان انتاج أمة او مجتمع لمنجز حضاري غالبا مايكون مرتبطا بالقيم السائدة ..او التي تتعامل بها تلك الأمة ..
ولكن يرتكب معظم الباحثين ..والمؤرخين خطئا تاريخيا وتدوينيا باعتبار الاسلام كحضارة او منجز حضاري ...بالمعنى الشامل للمنجز الحضاري لايمكن ان ينطبق الاسلام ..فالاسلام دين وقد قام هذا الدين وكما هو معروف ليس بالتبشير ..بل بقوة السيف والفتوحات ..
قد نستثني الفترة العباسية ..او بعض اللمحات الزمنية ..ولكن هذا لايعد منجزا حضاريا بقدر استثمار لخضارات وتمدن ومنجزات لأمم وقعت ضحية للغزو الصحراوي ..والأدلة كثيرة على التضاد والصراع مابين الفكر الأصولي الأسلامي ومابين الترجمات ..والتأثر بحضارات الشعوب التي وقعت تحت هيمنة الغزو الاسلامي ..
وهناك عدة مبررات منها .. نوضحها باختصار
**لايمكن انتاج منجز حضاري على اساس ديني ..
**البيئة لمعرفية التي كانت نواة للاسلام بيئة فقيرة معرفيا فالشعر والحوليات لايعدان مدخلات لانتاج حضارة ..كذلك تعتبر البيئة تلكوهي بيئة طاردة ...والدليل ان مراكز ما سمي بالحضارة الاسلامية ..خرجت عن الاطار المكاني للاصولية الاسلامية ..فكانت مراكز التمدن في دمشق السريانية ..او بغداد ذات الاتجاهات المتعددة كالحضارة الفارسية ..او الاغريقية ..او الارمنية ..
***الحضارة لاتقوم في المقام الاول على الغزو او الفتوحات ..بل هي اشعاع فكري ومعرفي وانساني ..وهذا ماافتقدته الدعوة الأسلامية ....
حيث كرست مفاهيم وقيم خليطة بين البداوة وبين الاصولية التوراتية ..
لذلك لم تكن ماسميت بالحضارة الاسلامية ذات هوية مميزة . بل هي هجين غير متوائم ..حيث اضطرت اضطرارا مكرهة في تقبل الحضارات الاقرب ..فدمشق وبغداد والقاهرة والاندلس ..هي مدن قائمة على عدة منجزات حضارية سابقة ..
وهناك اكثر من دليل فمعظم الشخصيات الفكرية والفلسفية ..والعلمية هي نتاج تلك الحضارات ..وقد الحقت ظلما وتعسفا على انها شخصيات اسلامية عروبية كي تعوض النقص المعرفي في العقلية الصحراوية ...
وبقيت مراكز الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية بعيدة عن معاني التحضر والتمدن ..وبقيت على نمطها الديني والتجاري ..فهذان العنصران يمثلان الشريان لبقاء مكانة تلك المدن ..فالمال والكهانة ..هي الصفة التي تميز مراكز الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية
والسؤال المهم هو لماذا بقيت مدن الجزيرة العربية وهي مركز انطلاق ةلدعو للاسلام لماذا بقيت مغلقة وغير قادرة على انتاج المنجز الحضاري ...؟
الجواب ..بالاصافة للعوامل التي سبق ذكرها ..تبقى القيم السائدة عاملا مثبطا ومعرقلا لانتاج منجز ما ..فالقيم ااتي تقوم على سطوة الذكور ..واحتقار المرأة ..وقيم البداوة التي تحتقر العامل والزارع وتختقر معظم المهن والتي تعد اهم مرتكزات الحضارة ..وتقوم على مقام (رزقي تحت سيفي ..)
وهذا النمط السلوكي البدوي كان يعتبر قيمة عليا فالتفاخر بالغزو هي لغة مألوفة ...بل تعتبر مقياسا للشجاعة ..فالقبائل تتفاخر بغزواتها لقبائل اخرى ..بل وتتبارى على مستوى الحماسة والشعر في وصف سبي نساء قبيلة ما على انه من شيم الشجاعة والبطولة ..
هذه القيم لايمكن ان تسمح بازدهار منجز حضاري ..فهي سلوكيات نكوصية ...تعظم دور الفرد على حساب الارتقاء الجمعي..
من هنا نلاحظ مدى تاثير المنظومة القيمية في البناء الحضاري ..
ومايزيد الطين بلة ..هو اعادة تدوير هذه الانماط وتكريسها في الشخصية..الى يومنا هذا ..
فيما غادرت كثير من الأمم تلك السلوكيات ..مازالت مجتمعاتنا تتغنى بالماضي الذي يحمل بين طياته الكثير من العثرات والمعرقلات ...لابل حتى على مستوى الجامعات او مراكز البحوث ان وجدت فهي مازالت اسيرة الماضي ...
#ماجد_أمين_العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنتكاسة أوكرانية جديدة..والغرب محرج!| #التاسعة


.. نتنياهو يهاجم القيادة العسكرية للجيش بعد الإعلان عن -هدنة تك




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز نتائج تحقيق جيش الاحتلال في استهداف


.. سرايا القدس: مقاتلونا من داخل العقد القتالية والكماي?ن في يو




.. غزة.. ماذا بعد؟ | خلاف متصاعد بين القيادتين السياسية والعسكر