الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داناي برحيلك أشعر بالوحدة

عوني الداوودي

2018 / 5 / 1
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


داناي برحيلك أشعر بالوحدة.
لا يمكن أن أصدق رحيل مؤسسة إعلامية متمثلة بفرد واحد، هو الشخصية الوطنية الفذة دانا جلال ... ولا يمكن أن نسمع هكذا وفجأة رحيل الثورة والصلابة، والعناد ضد جميع أبجديات القهر والإستبداد والتمايز الطبقي، لا ليس ممكناً، وليس من السهل الإستسلام لقدر ٍغبي وقاس لا يميز بين موت البلابل، والخنازير ... يخطف منا الإنسانية والجمال، ويبقي على العار والعفن والفساد .
أيها الموت الحقير. هل لديك تفسير مقنع بإختطافك شدو البلابل، والبقاء على نهيق الحمير في مواخير الحكومات الفاسدة .
سأفتقدك كثيراً وكثيراً أخي وصديقي ورفيقي داناي الجمال والمحبة والتضحية.
داناي عشت َ شامخاً صلباً قوياً، مشاكساً رافضاً للتقاليد والأعراف البالية ... لم أعرفك يوماً مساوماً على الأنحياز للطبقات المعدمة، وكنت دوماً في قلب الحدث ... لم تخشى الموت يوماً، ولا لومة لائم في قول كلمتك بوجه من يجيدون اللعب بالبيض والحجر بإتقان، لكن بوصلتك الإنسانية كانت تكشف دوماً الإنتهازيين والطفيليين والوصوليين، وأمميتك لم تكن تحجب عنك واجبك القومي، وكذا الظلم الذي وقع على أبناء جلدتك لم يعمي بصيرتك لتنحرف عن جادة الفضاء الإنساني الواسع .
داناي ستبقى الأجيال تلو الأخرى تردد نشيد حلمك الأزلي لتحرير الإنسان من مشاعر الدونية والإستسلام لحماقات وعاظ السلاطين وأسيادهم .
داناي رحلت عنا، وأنا بعيداً عنك، لكن روحي حلقت تحوم فوق رفاتك كطائر غريب .
داناي ... كنت تخفي عني مرضك وأوجاعك وحين أتصل بك للإطمئنان عليك تَخَلُق لي قصص طريفة لتبعد عني القلق والخوف عليك... لِمَ كنت تقول لي أذن " عوني في زمن الشدة كاك عوني !!!؟؟؟ "
داناي رحلتك هذه لا تشبه رحلات كولومبوس، ولا الرحالة من مختلف أرجاء المعمورة، بل هي رحلة أشبه برحلات القديسين الذين تكتشف الأجيال اللاحقة مآثرهم وخصالهم الطيبة بعد إختفائهم عن مسرح الحياة المادية ... داناي كنت بعيداً عنك، كنت خارج السويد بآلاف الأميال، كنتُ مدعواً عند صديق يعرفك، قال لي مشفقاً عليً لا تحزن أشرب لترمي القليل من الوجع الثقيل من على روحك وكاهلك، قلت أذن أريد سماع أغنية " أنا بعشقك لميادة " التي كانت أنغامها وكلماتها تناغم روحك العاشقة للجمال، وتبرعت زوجته ورفيقة دربه بإدائها .. شربنا نخبك حبيبي داناي على أيقاعها... ولمحتك في الفضاء تلوح لي بإبتسامتك المعهودة.
داناي أعلم أنك سوف لا تستوحش عالمك الجديد حيث الدراويش والصوفيين بإنتظارك، ينقرون الدفوف إحتفالاً وإستقبالاً يليق بك، يليق بدرويش ثوري نذر نفسه لإنتشال الإنسان من عذاباته الأبدية.
داناي أتصلت بي بلقيس صديقتنا الشاعرة والإنسانة الجميلة باكية بحرقة وألم غير مصدقة رحيلك تبحث ولو عن كلمة تكذب الخبر. وتستذكر اجمل كلماتك وعباراتك الإنسانية الجميلة، بكينا، وبكينا، وكانت دموع أم سامان رفيقة دربي تسبقنا في التعبير عن سفرٍ بلا عودة .
داناي حتى اللذين اختلفوا معك يحبونك ويعرفون قدرك وطاقاتك المتميزة في الخلق والإثارة، والمحرك " الداينمو " والجامع والموحد للكلمة والفعل .
داناي احبك .. نم قرير العين.... وداعاً صديقي الغالي كاك دانا جلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الأوروبية: ما وعود المرشحين الفرنسيين لتخفيض فوات


.. مرشحة اليسار كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيسة للبلاد بعد فوزها




.. صباح العربية | الصين تمنع مواطنيها الأغنياء من إظهار ثرائهم


.. توقعات بتعزيز أحزاب اليمين المتطرف سلطتها في انتخابات البرلم




.. هبة الخطابي تلقي خاطرة في المهرجان التضامني مع المعتقلين الس