الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تأجيج الحرب الشيعية / السنية؟

طلعت رضوان

2018 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



شغلنى سؤال عن مغزى المقال الذى وافق رئيس تحريرصحيفة الأهرام على نشره، لأميرة كويتية (فوزية آل صباح) بعنوان (المؤمنون بالقرآن هم الشيعة) بالرغم من أنّ المقال مليىء بالمغالطات ويفتقرإلى الحد الأدنى (من المعلوماتية) حيث اعتمدتْ الكاتبة على الصيغ الانشائية. والأهم هوالدفاع عن إيران وعن الحزب اللبنانى الذى سرق اسم الله ليكون هواسم الحزب.
والشيخة الكويتية بسبب ميولها الشيعية المحمومة، سمحتْ لنفسها التدخل فى الشأن المصرى، فتساءلتْ: لماذا السكوت على المد الشيعى؟ أوالوهم الشيعى؟ وطرحتْ سؤالادون تحديد المُـخاطب: ألستم قسّـمتم الشعب المصرى؟ وهل تخلصتم من المشروع الأمريكى؟ وهل طبقتم الشريعة الإسلامية؟ ثـمّ انتقلتْ إلى الحديث عن (مشاكل المصريين) من جوع وفقرلدرجة الحديث عن العشوائيات. والأخطرأنها أشعلتْ الناربين السنة والشيعة فقالت: السنة العرب مُـشتتون مشغولون بتصميم (الخوازيق) لبعضهم البعض ((وهم كالذئاب ينهشون بعضهم على تويتر)) بينما لاتوجد قنوات شيعية للسب واللعن والتكفيركما يفعل شيوخ الفتنة.
وسأتجاهل كل تلك الأسئلة وأركــّـزعلى ما قالته عن (أكذوبة سب الصحابة) التى يـُـروّج لها شيوخ السنة. وأود توضيح أننى لا أفرّق بين شيعة وسنة فى مسألة التكفير، كما لا أفرّق بينهما فى تمسكهما بالميتافيزيقا المُـستمدة من مرجعيتهم الدينية والاعتماد على القوى الخارقة للطبيعة لحل مشاكل البشر.
أعتقد أنّ أصغرباحث فى تاريخ الخلافة الإسلامية يعلم أنّ لغة التكفيرالمُـتبادلة بين السنة والشيعة بدأتْ عندما قالت عائشة عن الخليفة عثمان ((اقتلوا نعثلا فقد كفر)) ثم كانت الذروة بعد واقعة الاحتكام إلى القرآن وظهورجماعة الخوارج.
كما أنّ الشيعة انقسموا إلى فرق عديدة خاصة فى (مسألة الإمامة) مثل الكيسانية هم أصحاب (كيسان) مولى على بن أبى طالب. ومن رأيهم أنّ الإمام لايموت ولايجوزأنْ يموت حتى يرجع. ومن الفرق (المختارية) أتباع المختاربن عبيد وكان يدعى علمه بالأحداث قبل وقوعها، ويوحى إليه (الملل والنحل- الشهرستانى- هيئة قصورالثقافة- عام2014- من ص279- 286)
ومن الفرق الهاشمية أتباع أبى هاشم بن محمد بن الحنفية. وكان من رأيهم أنّ الخلافة تكون بحق اتصال النسب، وقالوا إنّ العباس (عم النبى) أولى بالوراثة. ونشأتْ (الخرمية) و(المزدكية) بالعراق. ولما مات الإمام بخراسان قالوا إنه حى ولم يمت وسيرجع. أما فرقة (الحارثية) فإنهم يـُـبيحون المحرمات. وحدث خلاف شديد بين الفرق حول الإمامة، فكل واحد يدعى الوصية عن أبى هاشم (ص294)
أما فرقة (البيانية) أتباع بيان بن سمعان التميمى فإنهم من الغلاة الذين ألــّـهوا الإمام على لأنّ به جزءًا إلهيـًـا اتحد بجسده. ثم ادعى (بيان) أنّ الجزء الإلهى انتقل إليه ولذلك استحق أنْ يكون الإمام والخليفة. وكتب إلى محمد بن على بن الحسين الباقر((اسلم تسلم فإنك لاتدرى حيث يجعل الله النبوة...فقتله خالد بن عبدالله وقيل أحرقه (من ص295- 297) ومن الفرق (الرزامية) أتباع (رزام بن رزم) ادعوا حلول روح الإله فى إمامهم. فتمت إبادتهم عن بكرة أبيهم من خصومهم (299)
ومن الفرق (النعمانية) أصحاب محمد بن النعمان أبى جعفر. وهذه الفرقة انقسمتْ إلى أربع جماعات شيعية أشهرها القدرية (ص406) والذين قالوا بإمامة الحسن بن الإمام على، انقسموا بعد وفاته إلى11(إحدى عشر) فرقة. والفرقة الأولى قالت إنّ الحسن لم يمت. والفرقة الثانية قالت ((يجب أنْ يحيا بعد الموت)) وبعض الفرق أقرّتْ بأنه مات وبعضها قالت لاندرى (من ص347- 358)
وبينما قالت الشيخة الكويتية أنّ الشيعة لم يـُـكفروا صحابة الرسول، ذكرالشهرستانى عن فرقة (الكاملية) أصحاب (أبى كامل) أنهم كفــّـروا جميع الصحابة لأنهم لم يقفوا مع على. بل إنهم كفــّـروا الإمام على لأنه (من وجهة نظرهم) ترك البيعة. أما فرقة (العلبائية) أتباع (العلباء بن ذراع الدوسى) الذى كان ((يفضل عليـًـا على النبى وزعم أنّ الدعوة للإسلام كانت موجهة لعلى، ووصل به الشطط لدرجة (ذم النبى الذى دعا لنفسه) وفرقة (المغيرية) أتباع (المغيرة بن سعيد البعجلى) الذى قال أنه: قد نزل قرآن فى حق عمربن الخطاب فى آية ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفرفلما كفرقال إنى بريىء منك)) (الحشر/16) (الشهرستانى ص376)
وذكرإبراهيم بن سيارالنظام (صاحب فرقة النظامية) أنّ النبى أشارإلى على فى أكثرمن موضع، وأظهره إظهارًا لم يشتبه على الجماعة، إلاّ أنّ عمربن الخطاب كتم ذلك وهوالذى تولى بيعة أبى بكريوم السقيفة (مصدرسابق- ص82)
يؤكد ما سبق ما ذكره (زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب) صاحب (فرقة الزيدية) حيث قال إنّ الرسول فى مرض الموت، أشارإلى تقليد الأمرلعمربن الخطاب، فزعق الناس وقالوا: قد وليتَ علينا فظــًـا غليظــًـا)) فكان تعقيب الشهرستانى ((فما كانوا يرضون بأميرالمؤمنين عمربن الخطاب لشدته وصلابته وفظاظته حتى أسكتهم أبوبكربقوله: لوسألنى ربى لقلتُ: وليت عليهم خيرهم (305)
وذكرواصل بن عطاء (صاحب فرقة الواصلية) أنّ رسالة حسن البصرى التى كتبها إلى عبدالملك بن مروان عن الجبروالقدرأنّ أتباع هذه الفرقة فى منزلة بين منزلتيْن، فقال واصل: أنا لا أقول إنّ صاحب الكبيرة مؤمن مطلقــًـا ولاكافرثم قام واعتزل فسُمى هووأصحابه (معتزلة) وبالرغم من ذلك عندما سئل (عن المتلاعنين) قال: لاتقبل شهادة المتلاعنين، وعلى ذلك لاتجوزشهادة على وطلحة والزبير، فكان تعقيب الشهرستانى ((هذا قول واصل رئيس المعتزلة فى أعلام الصحابة. ووافقه عمربن عبيد. وزاد فى قوله: لوشهد رجلان من (غزوة أحد) مثل على ورجل من عسكره أوطلحة والزبيرلم تقبل شهادتهما لكونهما من أهل النار(مصدرسابق- من ص64- 70) ونفس الموقف اتخذته (فرقة الأزارقة) حيث كفــّـروا عثمان وطلحة والزبيروعائشة وعبدالله بن عباس وسائرالمسلمين وتخليدهم فى النار(ص210) وهونفس موقف (فرقة السليمانية) أما (فرقة الصالحية والبترية) فناقشوا الموقف من عثمان: أهومؤمن أم كافر؟ وقالوا: إنّ الأخبارالواردة فى حقه أنه من العشرة المبشرين بالجنة، فهل نحكم بصحة إسلامه وإيمانه، لمجرد أنه من أهل الجنة؟ وانتهى رأيهم على أنّ الأحداث التى أحدثها ((من استهتاره بتربية بنى أمية وبنى مروان، واستبداده، قلنا بكفره)) (من 316- 320)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مغفلة
سعد الخزاعي ( 2018 / 5 / 1 - 12:32 )
مغفلة ... لتتابع ما يجري في العراق ولتقرأ أو تشاهد ضريح ابو لؤلؤة المجوسي في ايران ... هذه الشيخه تهرف بما لاتعرف


2 - لزوم الإيمان
عدلي جندي ( 2018 / 5 / 1 - 12:58 )
التكفير
فلسفة دينية
إبتدعتها الفرق الإسلامية
شكراً مجهوداتك يا كبير


3 - لمحة عن التناقض
ابراهيم الثلجي ( 2018 / 5 / 1 - 16:01 )
سيد طلعت العزيز
لاحظت انك عندك جدية بحثية لذلك ساجيبك على تساؤلك العنوان ليكون مقدمة لابحاث اخرى
المشكلة ليست سنية شيعية بل هي رغبة عالم الكهنوت للعودة للريادة بعد ان تعرض لضربات عنيفة وقاتلة منذ فجر الاسلام وما هوى بعده من امبراطوريات عملاقة الفرس والروم وانشغال المسلمون بالسلطة والملك وتركهم نوعيا عن الهدف الاساس وهو تبليغ وتذكير الناس بالمنهج الرباني لادارة نموذجية وذكية لامور الحياة بعيدا عن الصراعات والتناقضات فقد ضرب عالم الكهنوت بعدها في اوروبا بالثورة الفرنسية والثورة البلشفية ولم يعد للدكاكين الدينية اي تبعية او قيمة لدى الناس وعلى راسها الفاتيكان
انت تعلم بان اتباع بولص اتخذوا من المسيح الها ومخلصا سيعود
وتعلم ان اليهود كذبوا الرسل كلهم وينتظرون ويبشرون بم(ش)يحهم
والشيعة يعتقدون بولاية الولي ذا الشان المعصوم الاعلى شانا من كل الناس او لنقل قديس وينتظرون ما سموه المهدي الاثني عشري
ثلاث اقوام ينتظرون نفس الكذبة والخرافة وعند دراسة ادبياتهم لا يغيب عن اي دارس بسيط بان كاتب ادبياتهم نفس الشخص بتقاطعات ايدولوجية وزمانية
والمكان لزلمتهم هيكل القدس
والسنة لا ينتظرون احدا؟

اخر الافلام

.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة


.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح




.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم