الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على التراث الإسلامي

أحمد محمد الشافعي أحمد
ك-;-ا-;-ت-;-ب-;-

2018 / 5 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على التراث الإسلامي

بادئ ذي بدء مما لا شك فيه أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الأكثر استخداما في العالم وبدأت نسبة مشاهدة التلفاز وغيره تتضاءل أمام استخدام هذه المواقع يوميا، وأصبحت أحد أهم وسائل التواصل وأيضا وسيلة من الوسائل المهمة لنشر المعلومات، ولوحظ في كثير من الصفحات أنها تكتب أحاديثًا نبوية لا سند لها ويلاحظ حرص من يقوم بذلك على أن تكون العبارات معسولة وهي أشبه ما تكون بـ -دس السم في العسل- بعبارات تألفها الآذان حتى يلاقي رواجا بين الناس وبالفعل تتناقله الناس "بالمشاركة" دون تروي أو محاولة البحث عن صحة الحديث، والأخطر من ذلك أن بعض من المثقفين أحيانًا يتداولونها مما يشكل خطرا كبيرا فضلا عن تناول الناس البسطاء هذا الكلام وقد يستشهدون به في أثناء كلامهم، وأخشى ما أخشاه أن ينتشر مثل هذا الكلام المكذوب والذي ينسب لسيد الخلق "صلى الله عليه وسلم" فينشأ جيلا غير واعٍ بالأحاديث الصحيحة نظرا لأن نسبة المتصفحين من الأطفال ومن عمرهم صغير كبيرة ومن المؤكد أن أغلب من يقوم بالمشاركة تكون نواياه طيبة ويريد الخير ولكن لابد أن يتعامل بحذر ويتم توعيته بمدى خطر ذلك.
وجدير بالذكر أنه قد عاد إلى ذهني أثناء رؤية هذا الأمر ذكرى القصاصين في العصر العباسي عندما كانوا ينشرون القصص الطريفة والتي تلاقي رواجا لدى العامة لدرجة أنهم أثروا في الفكر في بعض فترات العصر العباسي وتسببوا في كثرة الإسرائيليات والتي عانى الباحثون في تنقيحها من الكتب في الفترات اللاحقة
أمثلة لبعض المقولات التي روج لها على أنها أحاديث :
على سبيل المثال لا الحصر بعض الأحاديث و العبارات التي لا تنسب للنبي صلى الله عليه وآله مثل:" من قرأ هذا الدعاء وأخبر الناس به فرّج الله همّه: يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، فرج همي, ويسر أمري, وارحم ضعفي وقلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يا ربّ العالمين" ولم يرد حديث بهذه الصيغة وطبقا لموقع إسلام ويب فإنه قريب في المعنى مع أحد الأحاديث التي وردت في الشوكاني في الفوائد المجموعة ونصه: "من أصابه دين فليتوضأ وَلْيُصَلِّ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ...إلخ" إلا أن في إسناده كذاباً ولكن بالنص الوارد أعلاه لم ترد عبارة " من قرأ هذا الدعاء وأخبر الناس به فرّج الله همّه" وهي كذبا على الرسول، بالاضافة للأحاديث الكثيرة عن فضائل البطيخ وهي غير واردة وهي موضوعة، لا يثبت شيء منها ولم يثبت عن البطيخ سوى حديث واحد عَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ البِطِّيخَ بِالرُّطَبِ ) رواه الترمذي (رقم/1843) وصححه الألباني.
وأيضا ما تم تداوله على أنه حديث:(من صام يوم عرفة كمن تعبد سنتين، ومن أخبر الناس كمن تعبد 80 سنة) وهو ليس له أصل وليس حديث، بل وصل الأمر إلى أن يتحدث البعض عن فضل ليلة رأس السنة وفضل الدعاء بها ، وأيضا ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن شهر رمضان على أنه حديث وهو كذب لم يحدث ونصه: "إذا سبق شخص بإخبار شخص آخر بالشهر المبارك حرمت عليه النار"
ولم يتوقف الأمر عند رواية الأحاديث التي نسبوها للنبي (صلى الله عليه وسلم)إنما أيضا وجدت كثير من القصص المختلقة التي ينسبونها للأنبياء .
بالإضافة إلى ذلك الرسائل التي تصل على الصفحات الشخصية من أصدقاء يقومون بإرسالها و مضمونها أن ترسلها وسيحدث خبر سار وهو كأنه درب من التنجيم أو الاستخفاف بعقول البسطاء.
أسباب انتشار هذه الظاهرة :
يلاحظ استخدام عبارات بعينها خلف الأدعية وهي عبارة :" من قرأ هذا الدعاء وأخبر الناس به فرّج الله همّه" و" ومن أخبر الناس " رغبة منهم في نشرها وفي الواقع بعض الصفحات تفعل ذلك؛ رغبة منها في انتشار منشوراتها حتى تكتسب متابعين جدد ، وهو ما يؤثر على الدخل المادي لأصحاب هذه الصفحات ويستغلون عاطفة الناس المحبة للدين وللرسول صلى الله عليه وعلى آله في ذلك ورغبة الناس في الحصول على الثواب الوفير وربما يلتمسون رغبة الناس في كشف همومهم وتفريجها ويعزفون على هذا الوتر ، وقد يكون وراء الأمر بعض المغرضين ممن يضمرون الشر للإسلام وأهله للنيل من التراث الإسلامي وربما لقياس نسبة الوعي بين الناس في المجتمعات الإسلامية ونشر الشائعات في المجتمع .
طرق و أساليب القضاء على هذه الظاهرة:
-توعية الشباب من خلال رجال الدين بخطورة نشر أحاديث أو قصص دينية دون التأكد منها خاصة أنها تمس النبي الكريم وتخص أهم ركيزة بعد القرآن الكريم وهو الحديث الشريف ، وإصدار فتاوى تحرم النقل دون التأكد من المتن ، وخاصة لخطورة هذا الأمر فورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري (1229).
-يمكن للمستخدم البحث في الأحاديث الصحيحة من مصدرها الأساسي قبل النشر، وخاصة وأن كتب الأحاديث الشريفة انتشرت وأصبح سهل الوصول إليها وتحميلها من الانترنت فضلا عن توفرها في المكتبات .
-يمكن لمستخدم التواصل الاجتماعي أن يتأكد من صحة ما ينشره بأن يأخذ النص ويبحث عن صحته في المواقع الثقة كموقع الدرر السنية و إسلام ويب وملتقى أهل الحديث وشبكة الألوكة فيطرح تساؤل حول صحة هذا الحديث وينتظر الاجابة وفي كثير من الأحيان يكون قد سأل أحد قبله فيوفر عليه الوقت بالنظر للإجابة، ويمكن بطريقة أخرى البحث عن صحة الحديث أو قصص الأنبياء بأن يأخذ جزء من نص الحديث على محرك جوجل ويعقبه بسؤال عن صحة الحديث ثم يدخل لقراءة ما كتب عنه في المواقع الثقة.
-العمل على طرح منابر دينية موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بنشر الأحاديث الشريفة الصحيحة والأدعية الواردة عن النبي(صلى الله عليه وسلم) وتقوم بالتنبيه على الأحاديث غير الصحيحة التي يتداولها الناس كما أنها تجيب عن الاستفسارات المختلفة بشأن صحة الأحاديث
-الرد على مرسلها وتبيان خطاها وخطورتها، ونشر مشاركات متعددة ومكثفة في نفس المجموعات التي ترد منها على أن يتم ذلك بقدر من الحكمة والأمر باللين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها