الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أقدس (الكفر) إزاء هذا الإيمان القبيح

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما ما يعيشه الشعب العراقي بكافة أطيافه ضرب من كابوس أعده شيطان أحمق في لحظة شر نادرة!!
وربما هو قدر كتبه تاريخ طويل من العنف والقتل والدم.. منذ (حجاج) الدولة الأموية.. وصولاً إلى (حجاج) العراق الديمقراطي الجديد!!
شعب قاوم طغاته على مر التاريخ ودفع ملايين الشهداء في سبيل حريته..
شعب قاوم صدام حسين، بما أوتي من وسائل.. رغماً عن الاعتقال والقتل والنفي والكيماوي وقوانين الطوارىء والأحكام العرفية والحزب الواحد والمخابرات بكافة ألوانها القمعية..
شعب قاوم الاحتلال الأميركي بما أوتي من وسائل أيضاً.. رغماً عن الأسلحة الذكية وأضاليل الديمقراطية وحقوق الإنسان وآلة البطش الحديثة وفظائع أبو غريب والفوسفور الأبيض.. ومختلف صنوف استباحة كرامة الناس وشرفهم التي مارسها هذا الاحتلال..
شعب (آمن!!) بادعاءات القادة الجدد والمرجعيات الدينية والسياسية وذهب إلى صناديق الاقتراع ثلاث مرات وحد السيف على عنقه من الإرهابيين وقوات الاحتلال معاً..
وانتخب هؤلاء القادة وأمل بغد أفضل!!
وظل الكابوس يتصاعد وكأنه فيلم أميركي طويل لا يمكن لأحد توقع نهايته!!
الاحتلال أزال صدام حسين.. ومن خلال (فوضاه البناءة) تشكلت ميليشيات مسلحة (نظامية وغير نظامية) لكنها سواء في مصادر تمويلها : فالسلاح أميركي والتدبير فارسي ـ صفوي والأدوات مرجعيات تدعي السياسة والدين معاً، أما الوقود فمئات آلاف الأبرياء من الجماهير العراقية..
أميركا تعد العراقيين بالديمقراطية والحريات (أحتلك.. لكي أحررك!!)..
وإيران تعد العراقيين بالمن والسلوى في رضوان الله لكن (اقتتلوا.. وكفرّوا بعضكم البعض، حوّلوا العراق إلى أتون يأكل العرب سنة وشيعة.. ومفاتيح الجنة في إزارنا)!!
القاعدة تعد العراقيين بشرف (الجهاد المقدس!!) لتطهير العالم من الكفار والمارقين.. ولا بأس إن كنتم (شهداء الله!!).. في ذلك.
ولكل من القادة الجدد مرجعيته عند أحد هؤلاء.. ولا بأس أن يكونوا (طهاة) اللحم العراقي وتحويل الرافدين إلى أنهار دم على مذبح أميركا (الديمقراطية) وإيران (الصفوية).. فبالنهاية سيظل هؤلاء (قادة) حتى لو تحول العراق إلى جثة كبيرة بحجم مساحة هذا الوطن .
ألم أقل إنه كابوس أعده شيطان أحمق في لحظة شر نادرة؟!
ولكن!!
هل سيذهب العراقيون مرة أخرى إلى الانتخابات؟!!
وهل سيمنحون الثقة للدستور والبرلمان والحكومة ثانية؟!!
أما آن لنا أن نكفر بوعود أميركا بعد أن يتحدث عرّابها رامسفيلد عن (حيادية) قواته في العراق في حال اندلعت الحرب الأهلية؟!!
أما آن لنا أن نكفر بوعود (المن والسلوى) التي تقدمها آيات طهران والقادة الصفويون في الحكومة والبرلمان العراقيين؟!!.
أما آن لنا أن نكفر بالقتل المذهبي بحجة (إيمان) دموي الرايات والأهداف .
فما أقدس الكفر آنذاك.. إزاء هذا الإيمان القبيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت