الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقد الاحتمال مقدمة الاحتلال- 2 - تطبيق الشرع. علمنة الدولة

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2018 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تطبيق الشرع – علمنة الدولة
مصطلحان كغيرهما من المصطلحات التي تخترق مسامعك يوميا، أو تقرأها من مصادرها المتعددة. فتتوسط المسافة بين القبول أو الرفض. تعاطفا مع هذا، أو استنكارا لذلك، جملة وتفصيلا، وكأنك تتعامل مع الحالة كضدين. رغم أنك لا تستطيع الجزم بأن الأول نقيض الثاني. فلماذا لا نضع المصطلحين على واحد من أوجه النرد ونقلبه عدة مرات؟ دون استسلام لمصطلحات غائمة تمس الوجدان دون العقل. فحينما يلقي أحدهم مثلا اصطلاح تطبيق شرع الله، فى مجتمع يميل إلى التدين ، ترى المرددين للاصطلاح كثيرين، لكنك بمجرد سؤال أحدهم : كيف يمكن تطبيق شرع الله؟ فتسمع إجابات معلبة، مسبقة، تميل إلى حد الاستغفال والتلاعب بالوجدان. لا علاقة لها بالشرع أو تطبيقه، أو العقل ومقتضياته. فتأتيك إجابات من باب " الرجم والبتر والقتل..." وكأن الله أتى بالأنبياء لإرهاب البشر، لا لإسعادهم، وتختلط الأمور والمناقشات حول الناسخ والمنسوخ من القرآن، فيبررون الرجم بآية منسوخة" الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله" لكن ماذا عن الشاب والشابة والعبد والأمة والحرة والعبد؟ التساؤل الأكثر أهمية هنا على وجهه الحدي الاحتمالي: لماذا لم يضع الله أعناق البشر تحت نص مباشر معلوم من الدين بالضرورة كما يدعون؟ ولماذا تركنا نقتل بعضنا بنص مشكوك فى علته؟ على أقل تقدير لأنه لا يوجد مباشرة فى القرآن. لك أن تقتنع بالفرضية المطروحة، ولك أيضا إنكارها، لكن من باب إعمال العقل، ليس وجوبا ألا تناقش وتبحث للوقوف على بعض القناعات، وهكذا يستمر النرد فى التقلب، فتطرح أسئلة مشابهة أو نقيضيه – هل تعلم مثلا أن الله لخص تطبيق شرعه فى آية واحدة- " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى"

العدل
بينك وبين نفسك. بينك وبين أسرتك والآخر والمجتمع والدولة. بين الحاكم وشعبه. فانتفاء العدل يضع الإنسان تحت وطأة الظلم. لا فرص متساوية. لا علو للميزات النسبية للمواطنين. يحتل مراتب الدولة الجهلة والمنافقون والأتباع الخانعون. فيصبح المسئول عن عمل محضر الزنا لك، مواطن لم يعدل معك منذ نشأته وساعده فى ظلمك أهله وحاشية النظام التابعون له تأييدا، فأصبح ضابطا بالفساد وقاضيا بالفساد- فقولك لا- قد يعرضك دون أدنى شعور منهم بالذنب تجاهك، إلى ذلك الشيخ الزاني، وذلك الرجل المقتول رميا بالحجارة فى مشهد إنساني ذميم. العدل يقتضي أن تعاود الأسئلة، لماذا يطالبنا الحاكم بالصبر على الفقر وسوء توزيع الثروة، وهو يتقاضى راتبا ضخما. يعيش فى قصر منيف. سيارات فارهة. ضمان علاجي فى أفخم المشافي؟ مثل هؤلاء البشر مكانهم الطبيعي مشافي المجانين أو السجون أو باطن الأرض، أو ربما ذلك مكانهم الطبيعي، لك أن تختار. فعلى الحاكم الذي يتحدث بحديث غاندي، أن يسبق الكل ويصبح غاندي. يساهم فى تجربة الصبر. يستشعرها. لا أن يطالب شعبه دون ذاته وأولاده وحاشيته. أليس هذا نوع من الزنا الذي يستحق الرجم طبقا لمفهومك الصفري لشرع الله؟ أليس العدل أن تتساوى الفرص فى التعليم والصحة والمسكن والمشرب وجميع مفردات الحياة الطبيعة؟ بالطبع هناك فروق فردية بين البشر. فهذا قد يصبح ثريا وله الحق الكامل فى التمتع بثروته، وليس له أدنى حق فى التهرب من الضرائب، أو الحصول على خدمات حكومية أكثر تميزا عن غيره. العدل ألا تصبح مواطنا من الدرجة الثانية أو الثالثة. فليس هناك مواطن vip. مواطن صالات كبار الزوار. لكن حالات الإلهاء تستمر من قبل المستفيدين، فيطرحون الاصطلاحات الغائمة ويتركونك فريسة لمناقشات لا طائل منها، مقابل ثروات يحققونها بالمليارات، نتاج وقوفك على الحد الصفري لزهر النرد. فالله لا يرضى لعباده الظلم، لكننا نرضاه لأنفسنا تحت تأثير الزيف الاصطلاحي، فعلى الوجه الآخر لاصطلاح تطبيق الشرع، تأتي علمنة الدولة. بعضها أبيقوري خالص، وبعضها توافقي وبعضها حارق للمراحل. فنرى المروج لتلك الفكرة، يقصر طرحه على قضايا أكثر غيامة من المفهوم الأول، فيناقش قضايا لا هي بالعلمانية أو العقلية، فينزوي فى أفكاره المحدودة لمناقشة قضايا مثل الحجاب والنقاب و السفور... رغم أنه لا يجد من اقتصاد دولته ما يستر عورته" لا يملك ثمن لباس داخلي" يتحدث عن أحقيتة فى السكر والشراب وهو يئن ليل نهار عبر مواقع التواصل الاليكترونية من الفقر المدقع. فالعلمانية تأسيس عقلي لبناء مجتمع متوازن، ناضح، قوي، فالفقر والكفر والجهل، ثلاثة توائم أنجبتهم بطن واحدة. فلنحاول سويا أن نضع على أوجه النرد قضايانا المصيرية " النمو. التنمية. معدلات التشغيل مقابل البطالة. عجز الموازنة. البناء والنهوض.... " وعشرات من تلك القضايا العادلة التي تشعرك بآدميتك، بعيدا عن الإسفاف واستغلال الدين أو الترهات العقلية فى طرح قضايا جانبية، تسير بنا من النقطة صفر إلى النقطة صفر أيضا.
نستكمل رؤيتنا فى الطرح القادم بإذن الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah