الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل الفاعل والعقل المنفعل..........

فايز الخواجا

2018 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


#العقل الفاعل والعقل المنفعل.............. العقل الفاعل"1"
العقل الفاعل هو العقل الذي يكون خارج اي حظيرة ايدولوجية مهما كان نوعها.يتعامل مع الواقع بانفتاح ومعرفة واسعة وعقل يعمل كالنحلة بعيدا عن دوائر التابو والتخريفات والاساطير تحت عنوان المقدس. عنوانه العمل والتقدم والازدهار والسعادة له وللانسانية. ولهذا العقل المميزات والخصائص التالية
** لا يكرر ذاته ابدا ولا يعيد حل المعضلة بنفس الطريقة مرتين متتاليتين لان التكرار يعني قتل الوقت في الاتجاه الخاطيء لحركة الواقع وسيرورته. وهنا نكون تماما امام تمظهرات العقول الايدولوجية المغلقة.
** متسلح دائما بالمعرفة الواسعة والعميقة مع ادوات تفكير منضبطة منطقيا ويملك من ادوات التفكير والتحليل والاستدلال والاستقراء والتوقعات ما يجعله دائما يملك ناصية صور هذه التوقعات مع اجابات جاهزة وهنا يكون خارج دائرة المفاجآت.
** لا يخشى الخطأ وان اخطأ راسا يقف مراجعا معلوماته ومدققا فيها لمعرفة مدى صحتها ومن ثم تقييم الاداء بدقة وموضوعية ومهنية واعادة التقويم والانطلاق...
** عقل يستمع جيدا ويحاول ان يفهم ايضا جيدا ما يقوله العقل الآخر بهدوء وروية بدون اية انفعالات ويقول لسان حاله وها نحن والواقع وهناك محك العقول حيث تكشف الوقائع عن معادن العقول وانواعها لا في معرفة الوقائع بل في تحويرها وتحويل اتجاه حركتها..........
** عقل موضوعي يعترف بالواقع كما هو ولكنه اعتراف المتمرد عليه وغير القابل لشرعية وجوده فهو دائما يصارع ويقاتل ويمارس تكتيكاته تعديلا او تراجعا او تقدما.لا يحب الثرثرات ولا القصص ولا اجترار التخريفات وعندما يخطيء يقول نعم هنا لقد اخطأت سيدي........ ويتحمل المسؤولية كاملة بلا صراخ او بكاء او عويل...

ا#للعقل الفاعل والمنفعل......... العقل المنفعل"2"
العقل المنفعل هو العقل المعتقل في معتقل المسلمات والثوابت التي فرضت نفسها عليه عبر الوعاء الجمعي المترحل على اعتبار انها من المقدسات والتي يمنع عليه الاقتراب منها بتاتا الا من خلال الاستسلام والخنوع والخضوع فقط. وان حاول محاورتها والحديث معها تثور عليه الشياطين والعفاريت وحراس المعابد من الكهنة من جهة والعقل الباطن الجمعي المتخم والمعبأ بها... واريد الانتقال من المجردات الى المحسوس والملموس في واقعنا الثقافي والتراثي والتربوي والمعرفي في مجتمعاتنا العربية على جميع مكوناتها.... عبر مجموعة من النقاط التي تسمح بها مساحة المنشور...........
*** العقل العربي والمسلم هو عقل ايدولوجي مغلق ومحاصر بالايدولوجية السلفية على جميع مشاربها وهي تتحكم في التربية الرسمية او الموازية وفي الاعلام المشاهد والمسموع وهذه الادوات تفرض وجودها القاسي والفاشي على الجميع من رجل الشارع البسيط الى مسؤول كبير في مؤسسات المجتمع الكبرى او الدولة.
*** هذا العقل مقولب ايدولوجيا ومعلب فكريا يطغى على الجميع ومرجعياته جاهزة وحاضره لتعطيه الحلول والاجابات لانها تعبر عن الصواب المطلق والحق المطلق!!! مع ان كل الاجابات فشلت فشلا ذريعا امام الواقع وتحدياته وان ةخرج عقل يسال فانه يطارد ويشيطن وقد يصل الامر الى اغتياله ماديا وتاريخنا مليء بحوادث اغتيال هذه العقول سواء تاريخ العصر الوسيطي او الحديث.
*** هذا العقل والذي يمكن ان يطلق ليه بالعقل الايدولوجي السلفي عقل لا يقرأ وان قرأ عيناه تمسح الاحرف مسحا بدون اختراقها لانه ممنوع عليه ان يستنطقه او يحاوره او يكشف عيوبه واخطائه وان اراد المعرفة عليه الرجوع الى احد كهنة المعابد في العصر الوسيطي لياخذ منه الجواب كما فهمه هو في عصره ومعرفته ونفسيته وعقليته وتفكيره..............
*** عقل لا يرى الواقع ولو شاهده و هنا عليه اما ان يستسلم ضمن مقولة واطيعوا... ماديا ونفسيا غير انه يطير في الفضاء مسترجعا تخيلات عن تاريخ سابق عبيء في ذهنه وعلى شاشة دماغه انه تاريخ مشرق عزيز!!! يسترجعه نفسيا وذهنيا في خريطة الاوهام المرسومة على تلك الشاشة متمنيا ارجاع الواقع عكس اتجاه حركة الزمن!!! وهنا يحدث شيئان اما التغييب والنوم في غيبوبة قد تستمر عدة قرون كما حدث او البحث عن الخلاص الفردي عبر اشارات اسطورية وخرافية قدمت له زورا وكذبا وبهتانا على انه الخلاض في حضرة الله الخالق وهنا ترتكب الموبقات والجرائم تحت اسم الله.!!! مرة باسم الجهاد في سبيل الله!!! ومرة تحت عنوان السنة النبيوية!!! ومرة تحت عنوان السلف الصالح والتابعين!!! وهنا لا اتكلم من فراغ وانما لدى المراجع الكثيرة حول هذه المسالة وهنا اسجل فقط مرجعيين لمن يريد ان يعرف( الاغتيال السياسي في الاسلام. التعذيب في الاسلام) للمفكر العراقي هادي العلوي
*** هذا العقل نمطي يكرر ذاته باستمرار افكاره السابقة دائما جاهزة ولا يستطيع اطلاقا ان يقرأ الواقع ومن ثم لا يفهم الواقع ومن هنا يفقد التعامل والتفاعل معه لاعادة صياغته من جديد في علاقات وعلائق جديدة ولذلك يبقى اسير البركة الآسنة لقرون كما حدث ولا يزال يحاول ان يبقى فيها ونحن في القرن الحادي والعشرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ الكاتب، تحية طيبة، مقال رائع
صلاح الحريري ( 2018 / 5 / 7 - 07:23 )
يشبه إلى حد كبير مقالي على الحوار المتمدن[ اللاوعي والسفسطة].
إلى مزيد من التقدم.
تحياتي، صلاح الحريري

اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية