الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دوام بتولية القديسة العذراء مريم!

عبادي زلزلة

2018 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دافع القديس باسيليوس الكبير عن دوام بتولية القديسة مريم بغير تردُّد.

قيل: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25). هذا يجعل أنه يمكن لأحدٍ أن يفترض أن مريم قَدَّمت كل طهارتها لخدمة ميلاد الرب بتدخُّل الروح القدس.

هذا لن يؤثر على تعليم عقيدتنا نهائيًا، لأن بتولية مريم كانت ضرورية لخدمة التجسد، وأن ما حدث بعد ذلك لا يحتاج إلى بحث لإبراز تعليم السرّ.

لكن حيث أن مُحِبِّي المسيح (أي المؤمنين) لا يسمحون لأنفسهم أن يسمعوا عن والدة الإله تتوقَّف إلى لحظة عن كونها بتول، نحسب شهادتهم هذه كافية !!
___________

كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي - القمص تادرس يعقوب ملطي

زواج أم خطبة

كان الزواج حسب التقليد اليهودي يتم على مرحلتين: خطبة ثم زواج. فبعدما تتم بعض الترتيبات المالية تتم خطوبة العروسين في بيت العروس. هذه الخطبة في الحقيقة تعادل الزواج السائد حاليًا في كل شيءٍ ما عدا العلاقات الجسدية. فالمخطوبة تُدعَى (زوجة)،
وتصير أرملة إن مات خطيبها، وتتمتَّع بجميع الحقوق المالية كزوجةٍ إن ترمَّلت أو طُلقت. وفي حالة الخيانة وراء خطيبها تسقط تحت ذات العقوبة كزوجةٍ خائنة. وكزوجةٍ لا يقدر أن يتخلَّى عنها خطيبها بغير كتاب طلاق. أما الخطوة التالية وهي الزواج فغالبًا ما تنتظر المخطوبة - التي لم يسبق لها الزواج - عامًا قبل إتمام مراسيم الزواج.

من هنا نستطيع أن ندرك دعوة القديسة مريم (امرأة يوسف) رغم كونها مخطوبة وليست متزوجة.

لكن البعض يتساءل عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف اتفاق على البتولية حتى بعد إتمام الخطوة الثانية من الزواج؟ في هذا يجيب القديس أغسطينوس مؤكدًا بالإيجاب. ففي تعليقه على سؤال القديسة مريم للملاك: كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً (لو 1: 34) يقول: [بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا لو لم يوجد نذر مُسبق بأن تقدم بتوليتها لله، وقد وضعت في قلبها أن تحققه.

اعتراض حول "ابنها البكر"، "أخوة يسوع"
إخوة يسوع
1. النظرية الأبيفانية
2. نظرة القديس جيروم

استخدم هيلفيدس في القرن الرابع العبارة "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" (مت 1: 25) كدليل إنجيلي ضد دوام بتولية مريم، مشيرًا إلى أن يسوع هو ابنها البكر، له إخوة، هم أبناء مريم.

يجيبه القديس جيروم بأنه :
هكذا اعتاد الكتاب المقدس أن يستخدم كلمة "بكر" لا للشخص الذي له إخوة وأخوات، بل للمولود الأول (خر 34: 19-20)، حتى ولو لم يكن له إخوة أصاغر.] هكذا يخرج القديس جيروم من الكتاب المقدس بأن:
كل طفلٍ وحيدٍ هو بكر، لكن ليس كل بكرٍ هو طفل وحيد كذلك فإن العبارة: "لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر"، لا تعني بالضرورة أن القديس يوسف عرفها بعد ولادتها للسيد المسيح، لأن الكلمة (حتى) لا تعني التنبؤ بما يحدث بعد ذلك، وذلك قول الكتاب مثلاً: لم تنجب ميكال ابنة شاول (حتى ماتت) لا تعني أنها ولدت بعد موتها.

إخوة يسوع

في حوالي عام 382 م. كتب هيلفيدس كتابًا يؤكد فيه أن يوسف ومريم قد تَمَّمَا زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، أشار إليهم الإنجيل بعبارة "إخوة يسوع"، هذا الكتاب مفقود، لكن ما جاء فيه عُرف تباعًا خلال إجابة القديس جيروم عليه.


وبعد أعوام تبنى ذات الفكرة كل من جوفنيانوس وبونيسيوس أسقف Naissus بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "إخوة الرب" (مر 6: 33، مت 13: 55-56).

لكن العلامة أوريجينوس وهو يؤكد تقليدًا كنسيًا يقول:
ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدَّعي بأن لها طفل غير يسوع، فماذا يعني الإنجيل بقوله "إخوة يسوع"؟

1. النظرية الأبيفانية

دافع كتاب "إنجيل يعقوب" غير القانوني عن بتولية القديسة مريم مشيرًا إلى أن إخوة يسوع ليسوا إلاَّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق. هذه الفكرة انتقلت إلى الكتابات القبطية والسريانية واليونانية، كما نادى بها بعض الآباء العظام، فأشار إليها كل من القديس إكليمنضس الإسكندري وغريغوريوس النيسي وكيرلس الإسكندري وأمبروسيوس والعلامة أوريجينوس وهيجيسيوس ويوسابيوس أسقف قيصرية وهيلاري من بواتييه وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص الذي دافع عن هذه الفكرة بحماسٍ شديد حتى نُسِبَت إليه: (الأبيفانية). إلاَّ أن هذا الرأي يرفضه بعض اللاهوتيين للأسباب التالية:

ا. لو أن إخوة يسوع أكبر منه سنًا، إذ جاءوا عن زواج سابق، فلماذا لم يُشر إليهم في قصص الميلاد وخاصة الهروب إلى مصر؟

ب. في (قصة يسوع في الهيكل) ترك لنا الإنجيل (لو 2: 41-52) هذا الانطباع أنه حتى مرور اثني عشر عامًا من ميلاد المسيح كانت العائلة المقدسة تتكوَّن من الثلاثة أشخاص (مريم ويوسف والسيد المسيح).

ج. لو كان يسوع له إخوة لترك أمه لديهم عند الصليب، وما كانت هناك حاجة لتسليمها للقديس يوحنا الحبيب.



2. نظرة القديس جيروم

يرى القديس جيروم أن تعبير (إخوة) استخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية: إخوة حسب الدم، وإخوة بسبب وحدة الجنسية، وإخوة بسبب القرابة الشديدة والصداقة،
هذه التقاليد لا زالت متبعة في بعض بلاد الشرق.

وقد اُستخدم تعبير "إخوة الرب" مطابقًا الحالة الثالثة، وذلك كما دعا إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" (تك 13: 8)، وأيضًا لابان استخدم ذات الكلمة عن زوج ابنته (تك 29: 15).

فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون إخوة، لأنهم غالبًا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقفٍ واحدٍ. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبًا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقبٍ غير "أخي". هكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).

________


كتاب اللاهوت المقارن لقداسة البابا شنودة الثالث

لم يعرفها حتى..

عبارة "حتى"، أو (إلي أن) Until تنسحب علي ما قبلها، ولا تعني عكسها فيما بعد.

ومثال ذلك قول الكتاب عن ميكال ابنة شاول الملك (ولم يكن لها ولد حتى ماتت) (2صم23:6). وطبعًا بعد أن ماتت لم يكن لها ولد.. وقول السيد المسيح (ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر) (مت19:28). وطبعًا بعد انقضاء الدهر (متى سيظل معنا، وكذلك قول الرب للمسيح (اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك تحت قدميك) (مز110). وطبعًا بعد هذا سيظل عن يمينه..

والأمثلة من هذا النوع كثيرة جدًا..

إذن كلمة حتى لا تعني بالضرورة عكس ما بعدها.

فيوسف لم يعرف مريم حتى ولدت ابنها البكر. ولا بعد أن ولدته عرفها أيضًا لأنه إن كان قد احتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح، فكم بالأولي بعد ولادته، وبعد أن رأي المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقينًا أنه مولود من الروح القدس، وأنه ابن العلي يدعي، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص.

وأنه هو الذي تحققت فيه نبوءة إشعياء النبي القائل (وهوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل) (اش14:7) (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وأيضًا (لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرئاسة علي كتفه، ويدعي اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية علي كرسي داود وعلي مملكته) (اش9: 6، 7). ولعل هذا الجزء الأخير هو الذي اقتبسه الملاك في بشارته للعذراء (لو1: 31-33).



عبارة "أخوته"

عبارة أخ في التعبير اليهودي قد تدل علي القرابة الشديدة كما تدل علي الأخ ابن الأب أو الأم أو كليهما. والأمثلة علي ذلك كثيرة منها:

1) ما قيل عن أخوة بين يعقوب وخاله لابان:

يقول الكتاب عن مقابلة يعقوب وراحيل (فكان لما أبصر يعقوب راحيل بن لابان خاله وغنم لابان خاله، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر. وسقي غنم لابان خاله. وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكي. واخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها) (تك29: 10-12). مع أن أباها هو خاله، وقد تكررت عبارة خاله في هذا النص مرات كثيرة.

وهنا استعملت كلمة أخ للدلالة علي القرابة الشديدة.

وبنفس الأسلوب تكلم لابان مع يعقوب لما سأله عن أجرته، إذ قال له (لأنك أخي تخدمني مجانًا. أخبرني ما أجرتك) (تك15:29) وهكذا قال لابان عن يعقوب أنه أخوه مع أنه أبن أخته.

1) مثال آبرام ولوط.

كان لوط ابن أخي آبرام (ابن هارون أخيه) (تك31:11). ومع ذلك يقول الكتاب عن سبي لوط مع أهل سادوم (فلما سمع آبرام أن أخاه قد سبى، جر رجاله المتمرنين) (تك14:14). فاعتبر أن لوطًا أخوه مع أنه ابن أخيه. ولكنها القرابة الشديدة.


وبنفس الأسلوب قيل "أخوة يسوع" عن أولاد خالته كما سنبين الآن من هم أخوة الرب:

لما ذهب السيد إلي وطنه تعجبوا قائلين: أليس هذا ابن النجار؟ أليست أمه تدعي مريم؟ وأخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟) (مت13: 54-56) (مر6: 1-3).

والقديس بولس الرسول يذكر أنه رأي (يعقوب أخا الرب) (غل9:1). ويعقوب هذا يسمونه يعقوب الصغير (مر40:15). لتمييزه عن يعقوب بن زبدي ويدعي أيضًا يعقوب ابن حلفي (مت3:10) وكان من الرسل كما ورد في (غل19:1).


والقديس متى الرسول يذكر أنه عند صليب الرب (نسوة كثيرات كن هناك، ينظرون من بعيد، وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي، وأم ابني زبدي (مت27: 55، 56).

فمن هي مريم أم يعقوب ويوسي هذه؟ هل هي مريم العذراء؟ وهل يعقل أن العذراء أنجبت كل هذه المجموعة الكبيرة من الأنبياء؟!

أنها مريم زوجة حلفي أو كلوبا، التي قال عنها يوحنا الرسول (وكن واقفات عند صليب يسوع: أمه، وأخت أمه: مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية) (يو25:19)- قارن مع (مت27: 55، 56).

مريم أم يعقوب ويوسي كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح (مت27: 55، 56) .
وهما نفسهما: مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي كانتا واقفتين وقت الدفن (تنظران أين وضع) (مر47:15). وهما أيضًا أحضرتا حنوطًا بعدما مضي السبت (مر1:16). وهما أيضًا كانتا واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا الإنجيلي بقوله (وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية.

إذن أخوة الرب يسوع هم أولاد خالته مريم زوجة كلوبا أو حلفي أم يعقوب ويوسي وباقي الأخوة.

أما عن الخلاف بين أسم حلفى وأسم كلوبا، فإما أن يكون خلافًا في النطق أو كما قال القديس جيروم: من عادة الكتاب أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم؛ فرعوئيل حمو موسى (خر18:2). يدعي أيضًا يثرون (خر18:4). وجدعون يدعي يربعل (قض32:6). وبطرس دعي أيضا سمعان وصفا، ويهوذا الغيور دعي تداوس (مت3:10). واضح إذن أن أم مريم أم يعقوب ويوسي ليست هي مريم العذراء ولم يحدث مطلقًا أن الكتاب دعاها بهذا الاسم.



ملاحظات

1) من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤلاء الأبناء ويعهد بها الرب علي الصليب إلي يوحنا تلميذه. لاشك أن أولادها كانوا أولي بها لو كان لها أولاد..

2) نلاحظ في أسفار يوسف ومريم في الذهاب إلي مصر والرجوع منها، لم يذكر اسم أي ابن لمريم غير (يسوع) (مت2: 14، 20، 21). وكذلك في الرحلة إلي أورشليم وعمره 12 سنة (لو43:2).

3) وليس صحيحًا ما يقول البعض أن (أخوة يسوع) هو أبناء ليوسف من أمراة أخري ترمل بموتها. فالكتاب يذكر أن مريم أم يعقوب ويوسي كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما ذكرنا (مر47:15).

4) وهناك نص كتابي واضح في نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء. لقد رأي حزقيال النبي بابًا مغلقًا في المشرق. وقيل له (هذا الباب يكون مغلق لا يفتح ولا يدخل منه إنسان. لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقًا) (حز2:44).

إنه رحم العذراء الذي دخل منه الرب، فظل مغلقًا لم يدخله ابن آخر لها.



قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

إِخْوَةُ الرَّب يسوع | أخوة المسيح

ذكر العهد الجديد أسماء أربعة وهم: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا. وقد ذكر أنهم أخوة الرب (مت 13: 55) وقد ذكر أيضًا انتقالهم إلى كفر ناحوم مع مريم ويسوع في بدء كرازته (يوحنا 2: 12). ومرة فيما كان يسوع يكلم الجمع جاءت أمه وأمه طالبين أن يكلموه (مت 12: 47). وحتى نهاية خدمته لم يكونوا قد آمنوا به بعد (يوحنا 7: 3و5). ولكن بعد القيامة نقرأ أنهم كانوا يجتمعون مع التلاميذ (أع 1: 14).

ويذكرهم الرسول بولس كقادة في الكنيسة المسيحية (1 كو 9: 5) وقد أصبح أحدهم وهو يعقوب قائدًا ممتازًا في كنيسة أورشليم (أع 15: 13 وغلا 1: 19) وهو كاتب الرسالة التي تحمل اسمه (يعقوب 1: 1).

ولكنهم ليسوا أخوة للمسيح بالجسد كما تظن طائفة البروتستانت، فلو أنه كان لمريم أولاد لما عهد المسيح بها إلى يوحنا تلميذه كما نجد هذا في (يوحنا 19: 26و27).
وفي المصطلح الكنسي العام، مصطلح "أخوة الرب" يعني الفقراء والمحتاجين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah