الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة شهر رمضان وموسم الحج القادم هل يعرف العرب الدين الذي يتبعوه ؟؟

عمر سلام
(Omar Sallam)

2018 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بمناسبة شهر رمضان وموسم الحج القادم
هل يعرف العرب الدين الذي يتبعوه ؟؟
ان الأركان الخمسة للإسلام تتضمن صيام شهر رمضان، والحج لمن استطاع اليه سبيلا.
فهل شهر رمضان الذي يصومه المسلمون اليوم هو نفسه شهر رمضان الفعلي ام يصومون غيره.
ان العرب سابق هم ورثة حضارات قديمة كانت قد وضعت أسس للحياة العادية والروحية للإنسان، تجسدت في الكثير من القوانين والعادات، التي تبعتها شعوب المنطقة، ومن ضمن هذه العادات هي الصيام الذي عرفته جل الحضارات الموجودة في شمال افريقيا وغرب اسيا، كطقس روحي يتوخى منه المرء التقرب من الالهة وتجربة حياة التقشف لتعزيز قدرة المنعة الروحية والتزهد.
والعرب عندما تعاملوا مع التقسيم الزمني للعام اعتمدوا الطريقة المتبعة عند الأشوريين والسريان والاراميين، وهو التقويم الشمسي
والى الان تستعمل الأسماء الاشورية والسريانية في بلاد الشام والعراق لأشهر السنة وهي
1. الشهر الأول اسمه كانون الثاني
2. الشهر الثاني اسمه شباط
3. الشهر الثالث اسمه آذار
4. الشهر الرابع اسمه نيسان
5. الشهر الخامس اسمه أيار
6. الشهر السادس اسمه حزيران
7. الشهر السابع اسمه تموز
8. الشهر الثامن اسمه آب
9. الشهر التاسع اسمه أيلول
10. الشهر العاشر اسمه تشرين الأول
11. الشهر الحادي عشر اسمه تشرين الثاني
12. الشهر الثاني عشر اسمه كانون الأول
ثم وضعت أسماء الأشهر العربية متوافقة مع التقويم الشمسي
1. الشهر الأول اسمه محرم
2. الشهر الثاني اسمه صفر
3. الشهر الثالث اسمه ربيع الأول
4. الشهر الرابع اسمه ربيع الثاني (أو ربيع الآخر)
5. الشهر الخامس اسمه جمادى الأولى
6. الشهر السادس اسمه جمادى الآخرة
7. الشهر السابع اسمه رجب
8. الشهر الثامن اسمه شعبان
9. الشهر التاسع اسمه رمضان
10. الشهر العاشر اسمه شوال
11. الشهر الحادي عشر اسمه ذو القعدة
12. الشهر الثاني عشر اسمه ذو الحجة
حيث أسماء الأشهر العربية تدل على انها أشهر متوافقة مع تسلسل السنة الشمسية بثبات، فربيع الأول والثاني هما أشهر اذار ونيسان وهما شهري الربيع.
وشهر رمضان الذي يأتي في فترة الاعتدال الخريفي حيث يتساوى الليل والنهار هو نفسه شهر أيلول. حيث اشتق اسمه من الرمض أي الحر المرافق لشهر أيلول.
والاشهر الحرم هي الأشهر المترافقة مع فترة توالد اغلب الحيوانات وبالتالي حرم العرب فيها الصيد بموجب خبرة طبيعية توارثوها من الحضارات التي سبقتهم حفاظا على التوازن الطبيعي والبيئي.
وهي نفسها أشهر السفر الى أماكن العبادة، وبالتالي حرم فيها القتال كي يمارس العرب طقوسهم المتنوعة بالسفر الامن الى أماكن العبادة.
وهذا ما عبر عنه كتبة القران عندما أرادوا التقرب من العرب، اذ صاغوا بعض الجمل التي تعبر عن هذه المفاهيم المستمدة من حياة العرب.
فالحج أشهر معلومات
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ (197)} [البقرة: 197]
وفي تفسير سفيان الثوري (ص: 123)
(سفيان في قوله الناس يوم الحج الأكبر قَالَ يَوْمُ النَّحْرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قال عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفرا، وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر)
والاشهر الأربعة هنا متواصلة وليست متقطعة.
{(1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)} [التوبة: 1، 2]
واستمد كتبة القران من خبرات العرب المتوارثة من الحضارات السابقة تحريم الصيد في الأشهر الحرم لأنه موسم توالد الحيوانات، وتقوم بالعناية بصغارها حتى يشتد عودها.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (95) } [المائدة: 95]
{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) } [المائدة: 96، 97]
في حين انه يمكن صيد البحر في الأشهر الحرم .
اما في الصيام
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)} [البقرة: 183]
فقد اجمع المفسرون على ان الذين من قبلكم هم النصارى وصومهم يقع ضمن فترة الأشهر الحرم وهي الأشهر التي يحرم فيها الصيد وهو ما انعكس على عدم اكل مشتقات الحيوانات اثناء فترة الصيام، أي الفترة التي لا يوجد فيها صيد للحيوانات، وبالتاي ستقل او تنعدم لحوم الحيوانات في هذه الفترة لانعدام الصيد.
التغيير الذي احدثه الإسلام:
أولا: اعتماد التقويم الهجري
كما سبق ان العرب كانوا يتبعون التقويم الشمسي وقس منهم يعتمد التقويم القمري مع إضافة شهر النسيء كل ثلاث سنوات تقريبا ليصبح مثل التقويم الشمسي.
فاذا ابتعدنا عن الرواية الإسلامية فان هناك خلاف في تاريخ اعتماد التقويم الهجري وهناك دراسة لباحث دمشقي يستنتج ان اعتماد هذا التقويم تم سنة 660 ميلادي. وهو يشرح بالتفصيل في كتابه (التقويم الهجري كيف كان وكيف أصبح)
وانا اعتقد ان هذا التقويم اعتد في عصر المسودة بعد القضاء على الدولة الاموية ثم اخذ كتبة التاريخ في تلك الفترة يعطوه مفعول رجعي.
ثانيا: تفتيت الأشهر الحرم
كانت الأشهر الحرم متواصلة كما ذكر القران بتفسير سفيان الثوري (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفرا، وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر)
اما بعد الإسلام فقد أصبحت
رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم
وهذا التفتيت ساهم في خراب الطبيعة وفقدان الحياة الحيوانية للكثير من الحيوانات التي كانت تساهم في التوازن الطبيعي. بالإضافة الى دوران هذه الفترات الزمنية على مدار العام مما أدى الى زيادة في صيد الحيوانات البرية حتى انعدامها، وهذا ما ساهم في خراب الطبيعة وزيادة التصحر في اغلب الدول الإسلامية.
ثالثا: حصر موسم الحج بعدة أيام
بعد ان كان الحج عدة أشهر وتتم في الأشهر الحرم حصر الحج في عدة أيام من شهر ذو الحجة، وهذا ما يتسبب بكثافة شديدة للبشر بالحج، وضغط شديد على كافة المرافق، مما يتسبب بالعديد من الحوادث يذهب ضحيتها مئات الأشخاص كل عام.
ومع اعتماد التقويم القمري نجد ان الحج تارة يأتي في الشتاء وتارة في الصيف.
رابعا: اعتماد شهر رمضان للصيام
بعد ان كان الصيام متوافقا مع الطقوس المسيحية في الصيام الواقعة في الفترة الزمنية للأشهر الحرم اقر شهر رمضان الذي أيضا يتعاقب على فصول العام دون أي منطق في دورانه الزمني. ففي بعض مناطق الكرة الأرضية لا تغيب الشمس لعدة أيام ولا تبزغ لعدة أيام في الشتاء أيضا.
ان اعتماد التقويم القمري كان الهدف منه طمس المعالم الاصلية لتاريخ المنطقة وكتابة تاريخ جديد ألغي كل ما هو منطقي في حياة البشر وفي تراثهم في الحفاظ على الطبيعة. واسس لفترة ضياع فكري ومعنوي تاه فيه الناس ودخلوا في ضلال مبين. ولا زال الى الان يحاول الخروج من هذا الضلال واعتماد منهج فكري علمي يخرج الناس من هذه الغيبوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ عمر سلام والمعنى
الجندي ( 2018 / 5 / 13 - 09:23 )
السؤال الذي اساله لو كتبنا مقالة في عيد الميلاد المجيد الكريسماس
للاخوة المسيحين
تبين لهم
1 ان عيد الكريسماس بالاصل عيد وثني ليس له اي علاقة بالمسيحية
فقط عيد وثني
2 ونذكرهم بانه لم يذكر في الكتاب المقدس باسفاره القانونية وانما موجود في الكتاب التي يرفضونها الابوكريفية
هل هذا يصح
اتوقع لو سويت هاي الحركة الكل كان راح يقوم علي ويحاربني
وتمنع مقالتي من النشر
غير المصايب الي بتقع على راسي
بل بالعكس كل المقالات كانت تحيهم بعيدهم الوهمي ذو الاصول الوثنية الذي لم يذكر في كتبهم المعتمدة
على كل حال
السؤال القوي كيف يتم نشر مقالة كهذه قبل ايام المسلمين ؟؟؟؟؟؟ والم تجد وقت افضل لنشر المقالة ؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - الاستاذ الجندي
عمر سلام ( 2018 / 5 / 13 - 11:38 )
ان كافة الاديان هي من صنع البشر وادت الى تدهور الفكر البشري واول من كتب اسس الديانات الابراهيمية هم كهنة يهود وكتبوا ديانتهم بالعتماد على تراث المنطقة العريق ، مع تشويه هائل للحقائق ، ثم اخذ المسيحيون والمسلمون تراثهم الديني مما سبقهم ، فالكتابة المنطقية عن اي دين
لا تسيئ الى الدين نفسه بقدر ما هي تصحيح لافكار بعيدة عن المنطق . وهو دعوة الى مراجعة الذات واعتماد اسس فكرية جديدة لنهضة عربية جديدة. بعد ان استثمر الدين من قبل الاعداء في سرقة ثروات المنطقة واستعبادها.
والتوثيت مناسب جدا لانه بمثل هذه المناسبات يجب التفكير مليا بما حدث وما يحدث وما سيحدث .
واكتب عن اي دين تريد اذا كنت تتوخى الحقيقة .
وبعد ان تدهورت حال العرب وما الت اليه الامور لا خجل ولا مجاملة في الفكر .
وشكرا لك


3 - استاذ عمر سلام
الجندي ( 2018 / 5 / 13 - 16:59 )
بغض النظر ان كانت الاديان من صنع البشر ام لاء الفكرة هو ان بعض الامور لها وقتها وبعض الامور يجب ان لا تكتب في وقت معين
فمسالة رمضان وعيد الفطر والتقويم القمري لا يجوز ان يكتب قبل رمضان او فيه
يكتب اي وقت بالسنة ولكن ليس عند وقت رمضان
على كل حال اتفق معك تماما ان الاديان ساهمت بشكل كبير بتدهور الفكر البشري من ناحية اخضاع العالم لمجموعة قواعد وجعلها دستورا للحياة غير ابهين للتطور وتغير الحياة والفكر البشري

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال