الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدام ... والمسألة الكردية

مها حسن

2006 / 3 / 18
القضية الكردية


أثار لقاء السيد خدام بالسيد صلاح بدر الدين أحد الشخصيات الكردية السورية في باريس جدلا واسعا في الأوساط الكردية السورية ، ما بين مؤيد لهذا اللقاء ومعارض له .
أما الذين أيدوا اللقاء ، فهم الذين يتمتعتون بوجهة نظر سياسية بعيدة المدى ، بحيث يغلبون المصلحة القومية على الظرف الراهن ، أي ترك مساءلة خدام عن سنوات خدمته للنظام السوري جانبا ، والاستفادة من الظرف الراهن ، مادام خدام قد أعلن انشقاقه ورفع عصا الطاعة بوجه النظام .
ولكن حتى توافق هذه الأطراف وتؤيد لقاء خدام بالسيد بدر الدين ، ليس عليها فقط أن تضع جانبا موقفها من خدام ، بل توافق أيضا على التمثيل الكردي للسيد بدر الدين ، أي يجب أن يكون رضاها مزدوجا ، وموقفها إيجابيا من طرفي اللقاء .
أما الأطراف التي انتقدت ذلك اللقاء ، فهي ، وللأمانة ، لم تتوقف طويلا عند تاريخ السيد خدام ، والذي تتطلب المصلحة السياسية والظرف الراهن ترك ذلك لوقته ، بل تحفظت قليلا على شكل التمثيل الكردي .
فإن السيد بدر الدين ، كما معروف للأوساط الكردية عامة ، والأوساط المشتغلة بالحقل السياسي خاصة ، كان قد استقال من حزبه "حزب الاتحاد الشعبي الكردي" ، إيمانا منه بضرورة ضخ دماء جديدة في التيار السياسي ، وهذا الموقف نادر في اللعبة السياسية ، إذ جرى العرف السياسي على أن يتشبث أي رئيس حزب أو جمعية أو تنظيم ما بمنصبه حتى آخر لحظة في نضاله ، من أجل المنصب !
إذن وبإلقاء نظرة على التمثيل الكردي ، فإن الأحزاب الكردية ذات الحراك السياسي في الشارع الكردي هي أحزاب كل من الجبهة والتحالف .
ثمة من يرى في لقاء السيدين خدام وبدر الدين ، بداية الطريق للحوار بين خدام والأكراد ، وثمة من يعتقد بخوف الأحزاب الكردية من هكذا لقاء ، بسبب تواجد قيادات تلك الأحزاب في الداخل ، أي داخل سورية ، ولا يمكن اتخاذ قرار سياسي في الخارج بمعزل عن الداخل .
لقد شاركت أحزاب الجبهة والتحالف في العديد من النشاطات السياسية في أوربا ، ولكن لم يكن نشاطها على مستوى لقاء السيد خدام ، إذ أن ثمة خطوط حمراء يطلقها النظام ، منها خط السيد خدام وخط الأخوان ، ومن المعروف أن الطلاق بين الأكراد والأخوان شبه بائن ، أو على الأقل فإن معظم الأحزاب السياسية الكردية ، والشخصيات الكردية عموما ، لا تتفق مع الفكر الديني ، وتعتمد مرجعيتها القومية أكثر مما قد يكون لها مرجعية دينية ، بل هي على الأغلب ذات اتجاهات علمانية .
في جميع الحالات ، فإن الخطوة التي قام بها السيد بدر الدين حرضت الموقف الكردي تجاه السيد خدام ، وحركت بالتالي موقف السيد خدام ، غير الواضح تماما ، من المسألة الكردية .
يبقى السؤال مفتوحا ، هل ينوي السيد خدام التعامل مع الملف الكردي بنظرة جديدة ، بعيدة عن مواقف النظام السابقة ، لا سيما بعد الفضائح والمكاشفات التي أظهرها كل المشتغلون في الوسط الكردي من تيارات سياسية أو ثقافية ، والتي برهنت على وجود تعسف وظلم حقيقيين ألحقا بالشعب الكردي في سوريا ، خاصة أن الأكراد متواجدون على أرضهم وليسوا لاجئين أو نازحين من أراض أخرى .
إذا كان الجواب بالموافقة ، فلماذا لا تتم المبادرة الخدامية تجاه الأحزاب الكردية ، ذات الصيت الذائع والتأييد الشعبي في سوريا ، كما بادر بلقائه بالسيد بدر الدين ؟
وهل يوافق الأكراد على لقاء خدام ، ويتركون السنوات "العجاف " خلفهم ، لأن المصلحة الوطنية السورية ، والقومية فوق ذلك ؟
يجب الإقرار أن العملية الديمقراطية والتغيير في سورية، لا يمكن أن يتم بدون حل المسألة الكردية، وبدون الاعتراف بحق الأكراد القومي في سورية.
بعض الشخصيات تعلق آمالا على السيد خدام ، باعتباره " شارك في بناء النظام ، ويملك مفاتيح تفكيكه " ولما يتمتع به السيد خدام من " كاريزما " وخبرة وحنكة واحترام من قبل جهات سياسية متعددة ، حتى لو اختلفت معه في وجهات النظر ، وبذلك ، ودوما حسب رأي تلك الشخصيات ، فإن خدام هو المؤهل لقيادة مسألة التغيير في سوريا ، التغيير الآمن ، بحيث لا يؤدي إلى أي خلل أمني ، أو عراكات أهلية أو طائفية ... خدام بلقائه مع الأخوان والأكراد ، يستطيع حل المعادلة السورية ، إذا اتفقنا على أن الشارع السوري هو شارع تسيطر عليه إما النزعة الدينية أو القومية .بعد فشل التيارات العلمانية في تأسيس قاعدة جماهيرية ، وعجز التيارات المدنية من مؤسسات مجتمع مدني وتنظيمات عن الانخراط في البنية الشارعية ، بسبب طبيعة الاستبداد الطويلة المدى في سورية ، والتي حصرت العمل لسياسي السري في نطاق الأحزاب فقط ، عدا بعض التجارب النادرة ، والتي نشطت أكثر بعد وفاة الرئيس الأب ، وظهر ما سمي بـ مؤسسات المجتمع المدني .
بعيدا عن تقييم ماضي السيد خدام ، والذي لا يحق لأحد رمي التهم جزافا فيه ، ما لم يعرض الأمر أمام مؤسسات اختصاصية " نظام قضائي عادل " ، أعتقد أن على السيد خدام إعلان موقفه بوضوح من المسألة الكردية ، إذا كان جادا ومؤمنا بأخطاء النظام الذي كان أحد سندته ، وعليه أن يصرح كما صرح بموقفه من الأخوان، وأجاب عن سؤال له في بروكسل حول التحالف مع الإخوان المسلمين وهل هو تكتيك مرحلي " هو أمر حقيقي وهو يعبر عن الوحدة الوطنية وعن المصالحة التي أتت من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ومن أجل العمل على رفع شعب سوريا وإزالة الظلم الذي يعاني منه ".
فهل يرى خدام في الاعتراف بالحقوق الكردية ومشاركة الأكراد في عملية التغيير في سوريا أحد أشكال التعبير عن الوحدة الوطنية السورية ؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في


.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال




.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم