الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يرسم القرآن صورة الانسان

جمشيد ابراهيم

2018 / 5 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يرسم القرآن صورة واضحة للانسان العربي في زمن محمد و قبله فهناك آيات مختلفة تتطرق هنا و هناك الى صفات ينتقدها و يهدد بنار الجهنم او بالاحرى يتطرق الى افراد ابتلى بهم محمد فلولا مثابرته و ايمانه بقضيته لما استمر و هذا يعني ايضا بان محمد واجه بالطبع صعوبات جمة في التعامل مع ابناء قومه لحد اليأس (سواء عليهم انذرتم ام لم تنذرهم لا يامنون) و تكشف الايات بان محمد عاش في محيط فاسد (يسعون في الارض فسادا) و لكن تتعجب كيف يعتبرهم القرآن من جانب آخر خير امة اخرجت للناس.

و اذا نظرت الى هذه الصفات من زاوية انسانية اجتماعية نفسية ثقافية فانك تجدها بانها ليست الا صفات بشرية عامة تتفشى في جميع الثقافات فهل تغير شيء اليوم؟ و يستطيع الذي يبحث في القرآن كله ان يجد صفات اخرى يطعن فيها القرآن. من بين هذه الصفات هناك افراد تتحلى بالثرثرة و اللغو - يصف القرآن الجنة بانها الى جانب وجود مياه جارية و اشجار بانها ايضا خالية من اللغويين (لا تسمع فيها لاغية..) و هذا يعني بانه كان هناك عدد لا يستهان به من اللغويين.

و هناك المغتاب الذي يعيب و يطعن في الناس او يفرق بينها (ويل لكل همزة لمزة) و هذا يعني ايضا بانه كانت هناك ناس تنشرالنميمة لتعض بلسانها الاخرين ليهدد القرآن بمعاقبتهم بنار الجهنم. لقد وجد محمد نفسه بعد فترة من اعلان الاسلام بين المنافقين و الكذابين و المنتفعين و الذين تصرفاتهم تتناقض مع اقوالهم (اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله..) و لكننا بالطبع لا نعرف نسبة المنافقين في مجتمع محمد و هناك الطماع الجشع الذي يجمع ثروة كبيرة و لا يهتم بالقيم الانسانية (الذي جمع ماله و عدده) و لا يساعد الفقراء و هذا يبين اهتمام الانسان بحياته على الارض على عكس (و للاخرة خير لكم من الاولى)

طبعا يجب ان يكون هناك الغشاش و الخداع خاصة التاجر الذي يغش في الميزان ويتبع سياسة ازدواجية المعايير او الكيل بمكيالين (ويل للمطففين..) و من الجدير بالذكر ان مهنة التاجر كانت ارامية في الاصل و تقتصر على تجارة النبيذ و هذا يعني بان محمد لربما كان يتاجر بالنبيذ. هذا و يندر وجود تاجر منصف نزيه في تأريخ البشرية و هناك ايضا الزانية و الزاني في مجتمع لم يتسامح مع مسألة الخيانة الزوجية اطلاقا.

يذكر القرآن ايضا المتكبر و المختال و الفخور الذي يمشي في الارض مرحا و الذي يرفع صوته الغليظ اضافة الى المهمل و الملتهي الذي لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم كالاعمى و الاخرس و الاطرش (صم بكم عمي - افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) لذا يتحول محمد الى المذكر و هناك المحتقر للحيوانات خاصة الابل و يعاملها معاملة سيئة لدرجة يمتنع عن سقياها.

لربما تقول ان في الشك و المجادلة و الشبهات و حتى في الاستهزاء صفة حميدة و حق لكل انسان ناضج فكريا ان يشك بما يقوله محمد و يبين بان الانسان العربي و بحكم الصفات الانفة الذكر بانه لم يكن انسانا ساذجا و انه كان يضع مصالحه فوق مصالح الاخرين. يمكن ترجمة هذه الصفات الى لوحة زيتية فنية تعرض في معرض عالمي و لكن السؤال هو اذا كان مجتمع محمد حقا فاسدا الى هذه الدرجة المتطرفة كما يقول القرآن فهل من المعقول ان يكون هو لوحده على خلق عظيم؟ و كيف كانت اخلاق اقرب اقربائه الذي تربوا في محيط اجتماعي فاسد؟
www.jamshid-ibrahim.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كي نخرج بصورة سينمائية حقيقية عن تلكم الفترة
نور الحرية ( 2018 / 5 / 20 - 12:16 )
فكرة الموضوع رائعة ومهمة جدا لفهم الجو العام من كل جوانبه أنت طرحتها بايجاز موجز جدا كل خصلة ذكرتها في مقالتك أستاذ جشميد الجوانب الحياتية في التجارة والزراعة والحياة الاجتماعية وذلك كله كي نخرج بصورة سينمائية حقيقية لتك الفترة ومدى الكذب والتدليس الذي حشى به الاخباريون وكتاب السير والمغازي تلكم الفترة


2 - وراي طريف معاكس
كنعان شــــماس ( 2018 / 5 / 20 - 15:00 )
تحية يادكتورنا العزيز جمشـــــيد ابراهيم تحية لهذه الاضاءات المفيدة ... طبعا هناك طائفة معتبرة من المسلمين لايتفقون على ( كنتم خير امــة ...) بل يقولون المقصود ( كنتم خير اامــة ... ) جمع امام . جوهر الطبيعة البشرية لايتغير بتغيير الدين راسا تحيــــــــــــــة


3 - الاخت العزيزة نور الحرية
جمشيد ابراهيم ( 2018 / 5 / 20 - 18:44 )
اتفق معك عزيزتي بان الموضوع يحتاج الى التعمق من جميع النواحي لكي يكون لوحة زيتية او اخراج سينمائي كامل و ها انا اضيف مقال اخر عن قريب اضافة الى مقالات سابقة اخرى كتبت على هذا الموقع - تقبل تقديري و اعتزازي


4 - الاخ العزيز كنعان شماس
جمشيد ابراهيم ( 2018 / 5 / 20 - 18:49 )
بالضبط عزيزي كنعان لا يتغير جوهر الطبيعة البشرية بتغير الدين - نعم الاسلام يمتلئ بالائمة و لحد هذا اليوم - هذه الالقاب الدينية لا قيمة لها بل تثير الضحك
تحياتي و شكري


5 - صورة المجتمع البدوي
صباح ابراهيم ( 2018 / 5 / 20 - 21:42 )
لقد اعطيت استاذ جمشيد صورة واضحة عن مجتمع ذلك الزمان الذي عاشه نبي الاسلام، فقد كان حسب اوصاف القرآن مجتمع فاسد يسوده الغش والخداع والزنى وتجارة الخمور و الغش والنميمة ، والغزوات والسرقات ، وكان يعيش العرب البدو بلا مهن تدر عليهم الرزق الحلال ، فكانوا يرتزقون من الغزوات والسرقات التي اسموها غنائم ، وقطع طرق القوافل لقتل اصحابها ونهب محتوياتها وسرقتها ، اما العاهرات فكن يرفعن الرايات الحمراء فوق السطوح للدلالة على نوع المهنة التي يمارسنها .
فمن عاشر قوما اربعين يوما كان واحد منهم ، فكيف سيكون بطل الفيلم ؟

اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa