الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبراهيم عيسي .. وأزمة مفهوم الصيام !!

محمود الزهيري

2018 / 5 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في البدء نود التساؤل عن الجريمة التي إرتكبها إبراهيم عيسي , وكانت نيته أو قصده الجنائي موجه ضد من؟
ومن الذي لحقه الضرر المادي أو الأدبي / المعنوي , كنتيجة لهذه الجريمة؟, وهذا بالمعني القانوني الذي لايؤمن به أدعياء حماية السماء والمدافعين عن المقدسات , أما إذا كان الأمر مرهون علي ناصية النيات , والأعمال بالنيات , وليست بنتائجها , فهنا لاجريمة توجه ضد إبراهيم عيسي حسب المفهوم الإيماني الذي يسعي وناضل من أجل تطبيقه . كما يضاف إلي ذلك , وعلي حسب هذا المنوال الذي يسعي جاهداً لنفي الجريمة عن المؤمن قدر الطاقة ووسع القدر , فإنه حسب القاعدة :" تدرأ الحدود بالشبهات " , وهذا حسب المفهوم عن الحدود وتطبيقاتها , فما بالكم بالحديث عن المفاهيم والتصورات والرؤي , حال كونه أخطأ حال إرادته الإجتهاد , أوليس له أجر حين يخطيء , وله إثنان حال صوابه , أم أن هذا الأمر الإجتهادي موكول حصرياً إلي أبناء السماء والمدافعين عنها وحراسها !؟ .
إنها إرادة التربص ورؤية المتربصين , وهؤلاء , لاتجدهم أبداً يجيدوا ثقافة الإختلاف , ولايقبلوا بثقافة النقد , ولكنهم يؤمنوا بأن النقض والهدم والإزالة فريضة دينية واجبة التطبيق علي كل من خالفهم أو تخلف عنهم وعن ركبهم وفقط , ويزداد الأمر سوءً تجاه من إقترب من معارفهم ووضعها موضع النقد أو النقض , حتي وإن كان النقد أو النقض قائمين علي أسس معرفية مرتبة بوثاقة العلم ونظرياته التي لاتخطيء , أولأنها معززة بالتجارب ونتائجها الصادقة ..
ولذلك : نجد إبراهيم عيسي , حسبما قال , وتحدث , أو أفتي و إجتهد , قد سار في ماذهب إليه مرتكناً إلي إرادة ومسعي ومبتغي ومنتهي مايرمي إليه كافة أمراء وزعماء التنظيمات الدينية من التقنين لمبدأ السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره , وفي السراء والضراء , عبر إلغاء العقل أمام كافة النصوص الدينية , سواء كانت من القرآن أو من الأحاديث , أو حتي من الأقوال المأثورة , فالذي يمتلك حق التفسير والتأويل هم أمراء وزعماء تلك الجماعات الدينية !!
كان يتوجب علي أصحاب الغرائز الدينية أن تنشرح صدورهم لما قاله إبراهيم عيسي عن الصيام فهوأراد الطاعة العمياء للمقدس بلا مناقشة , وهذا المراد والمطلب والغاية العظمي لدي أصحاب الوصايات الدينية , وكانت إحدي المشاهد الفنية التي تصف هذه الحالة ,جملة ترد علي هذا الوصف : "لاتناقش ولا تجادل يا أخ علي " !!
و عيسي قام بدور أمير الجماعة المتحدث إلي علي الأخ في الله !..
فلماذا تلوموا إبراهيم عيسي , وهو بحديثه هذا يقف داخل خندقكم , وليس علي عتباته اللامقدسة ؟!
هي بالفعل ليست سوي أدوار وظيفية للجماعات الدينية التي تبدأ مسالمة ودعوية , إلي تقوي ويشتد ساعدها , وتتحول إلي عصابات دينية سلفية جهادية , وحتي الدعوية منها تنتظر أن تكتمل كافة الفرص وتستحكم الظروف , إلي أن يتم الوصول إلي مرحلة الدم عبر تفعيل أدوات مرحلة التمكين , والتي هي حلم وهدف وغاية كل زعماء وأمراء وأنفار العصابات الدينية !
وما أود التنويه عليه أن كافة المؤسسات الدينية الرسمية علي مستوي المسكونة , لاتختلف مع أفكار ورؤي وتصورات العصابات الدينية علي المطلق , فالمؤسسات الدينية الرسمية التي تتقاضي الرواتب والحوافز والبدلات الوظيفية كبدل الزي الديني أو بدل المقرأة وبدل السفر والإنتقال , تتحصل عليها من المواطنين عبر أموال دافعي الضرائب من المسلمين أو المسيحيين أو اليهود أو البهائيين أو الملحدين ..
أما المؤسسات الدينية الغير رسمية , ممثلة في الجماعات والتيارات الدينية , سواء كانت دعوية أو جهادية دموية , فإنها تتحصل علي تكاليفها في الحياة والدعوة والإنتقال ونشر الوسائط الدعوية كالكتب والمجلات والنشرات الأسبوعية أو الشهرية أو عبر شرائط الكاسيت قديماً والسي دي والفلاش ميموري ووسائل التواصل الإليكتروني , والمواقع التي تتكلف ملايين الجنيهات حديثاً ؛ فإن جهات لها صلات وثيقة بأجهزة الإستخبارات للدول العظمي بتحالفاتها مع الدول التي ترفع أعلام ورايات الإستبداد والطغيان والفساد , لخلق عداءات متوهمة علي الدوام تكون مرجعيتها دينية , لتستمر أدوات النزف لتطلعات الشعوب والأمم عبر حياة إنسانية كريمة , وليستمر المستبدين والطغاة والفاسدين , عبر سدة الحكم والسلطة , والمرهون بقاؤهم ببقاء تلك العصابات الدينية المتوائمة مع الإرادة الخارجية الضاغطة علي إرادة السلطات داخلياً ..
أما أمر إبراهيم عيسي وما قال أو تحدث به عن رمضان أو شوال , فهذا أمر لايستدعي الإستنفار ضده , وإن كان هناك إستنفار فليكن من أجل المطالبة برفع المعاناة عن كاهل المواطنين البسطاء , و السعي لمجابهة ومكافحة الفقر والمرض والجهل والأمية.
أما ماحدث من إبراهيم عيسي , فلا يرتقي إلي مايتغياه الدور الوظيفي للمثقف التنويري صاحب الرسالة الثقافية بكافة روافدها, ليكون الدور الوظيفي للعصابات الدينية أكثر فعالية وأشد تأثيراً علي الغوغاء والدهماء والمغيبين , من إبراهيم عيسي وكتاباته وبرامجه , وهؤلاء الغوغاء والدهماء والمغيبين , الذين يتم إستغلالهم والتنازع بشأنهم بين المؤسسات الدينية الرسمية , والمؤسسات الدينية الغير رسمية ممثلة في العصابات والتيارات الدينية , وتظل السلطة تستمريء هذه الصراعات المجانية وتشاهدها عن كثب وتهتم بها , لأنها صاحبة الدور في إستمرار واستمراء منظومات الإستبداد والطغيان واللصوصية والفساد , وليظل الصيام أمر مرهون بإرادة الفرد وحسب رغبته وتقديره لصحته وقدرته, فليصوم من يصوم , وليفطر من يفطر , سواء تحدث إبراهيم عيسي أو التزم الصمت , وسواء خرست ألسن العصابات الدينية علي كافة المستويات الرسمية أو غير الرسمية ,أو لم تخرص..
ومابين الخاء والسين , ستحدث الأزمة وتستمر المشكلة , فهل الخرس أو الخرص , بالسين أو بالصاد !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah