الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أجراس حلبجة وقامشلو

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2006 / 3 / 19
القضية الكردية


يبدو أن البعض الكردي الذي ارتضى الابتعاد عن كرديته, وعن شرفه الكردي, وكبرياءه الكردي, ودخل في حمى عشق الأحزاب العروبية التي تنفي أي إمكان للاعتراف به كردياً اكتشف أنه لم يمضِ في بيع نفسه وأحاسيسه إلى أقصاها, وقرر المُضي قدماً في مَسخ نفسه, وهو الممسوخ قبلاً.
البعض الكردي المُمَرّغ في أوحال العروبة ارتضى تحويل نفسه إلى خادم بارٍ وصنيعةٍ للعروبة, وهذا حوّله إلى الخندق المعادي لوجود شعبه وأحزانه ومناسباته الدامية.
لا يكفيه فخراً أنه هجر أبناء جلدته الكرد, ووقف ضداً منهم, بل مضى في قلة الذوق والرذالة والانحطاط إلى أقصاها ليصبح مُستهجناً تعامل الكرد الشرفاء مع أحزان شعبهم, وما أكثرها, وكأن الالتصاق بالمقدس القومي الكردي الديمقراطي الإنساني مطلوب من البعض الكردي دون البعض الآخر.
إنهم من طينة قوات الجاش المرتزقة في جنوبي كردستان, وحرّاس القرى في شمالي كردستان.
هذا الكردي الجاهل, الأخرق, التافه, المنحط, الوضيع, السافل ( وله أيضاً كل الشتائم القابعة في قاموس لسان العرب ) ليس كردياً, إنما هو حذاءٌ لأرجل العروبيين من المحيط إلى الخليج, ويُستعمل عند الضرورة وتنتهي مدة صلاحيته آن تحين لحظة رميه بعيداً إلى أقرب حاوية أو حديقة قمامة.
هذا الكردي المأجور المرتزق ضالعٌ في الخيانة وإنكار قومه أكثر من سادته. يبدو أن ذلك من قوانين اللعبة, فهو مزاودٌ بارع, ويمضي في رمي النرد إلى آخر اللعبة, ولا شك أنه الخاسرُ فوتَ كل رمية, والمبصوق عليه بين شعبه, وبين الآخرين الذين يتمسح بشعاراتهم ويحنّط ذاته على مذابح شعاراتهم.
هؤلاء المحسوبون على الكرد مسوخٌ, وجثث, وتفاهات بأرجل. لا نقرأ لهم ولا نكتب على حد قول أحد الأصدقاء الأعزاء, ونتبرأ منهم, ولا تليق بهم زواريبنا وإسطبلاتنا حتى, ولا يستحقون سوى البصاق والشتيمة وتقريعهم وطردهم من كل مكان يتواجد فيه كردي شريف يعتز بقوميته وشعبه وتاريخه الموغل في الحضارات.
هؤلاء الإمّعاتُ لا يُحسون ولا يشعرون بمجزرة حلبجة, ولا بالشهداء الكرد في قامشلو, وغيرها من مدن الكرد, ولا يقفون احتراماً وتقديراً لهؤلاء الكرد الذين يسقطون تباعاً في درب الآلام الكردي الطويل, فدأبهم كتابة التقارير الأمنية عن إخوتهم وجيرانهم والإساءة إلى الشرفاء, لتخلى الساحات لأنصافِ دوابٍ من أمثالهم, فلا مكان لهم في مجتمعاتهم. المكان الوحيد الذي يمكنك أيها القارىء الجميل أن تلقاهم فيه هو بازار ماشية ليس إلا ( هل أعطيكم مواعيد البازارت ومواقعها أيضاً لتتعرفوا على ملامحهم المقززة التي تنفر التقارير منها ).
حين وقف الكرد في الأيام الماضية في ذكرى حلبجة, وقبلها قامشلو خمس دقائق حداد وتذكر وصمت لم يقف هؤلاء الحثالات, بل شمتوا من الواقفين, وانهالوا بالضرب على بعض الواقفين, وفصلوا بعض الكرد الواقفين, فالعمالة تنخر فيهم, ودمهم الملوث لا علاقة له بزمر دم الكرد الباقين.
لكي يحس هؤلاء مرة أخرى بإخوتهم الكرد الشرفاء والأوفياء, ويقفوا معهم, ويتذكروا الشهداء الكرد معهم أقترح أن نضع في رقاب هؤلاء أجراساً. تماماً كالدواب. كلما مشوا تذكروا, ولا أستغرب بتاتاً أن يكثفوا كتابة التقارير في القوميين الكرد كلما رنت الأجراس.
بطبيعة الحال لن نضع في رقابهم أجراساً كهربائية. نحن حريصون عليهم, وعلى مشاعرهم, وحاسات سمعهم. ويكفي كبداية جرس صغير كالذي يضعونه زينة في رقبة حمل صغير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل