الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنجهية وعدم التنظيم العشوائية والارتجالية

إسلام نصر

2018 / 5 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


هذه الصفات المميزة للأعرابي المنافق ، الذي يرى نفسه بزمن الجاهلية والأحاديث القديمة البالية ،
‎ الصفات التي جعلت فلسطين تتجزأ في أشلاء الديار ، وانتكب على أعقابها التاريخ ، واندحر الصحيح ، وأعقب الوخم على الوقت الحديث ، وأدى عدم الالتفات للماضي والنقد الحكيم إلى الدمار في عصرنا الحديث ، والمستقبل يكاد ينحاز لتهلكة الضياع ، وللأسف الشديد تبقى صفات الأغلبية العربية على ما هي ، وكذلك والنور لا يخرج كما يجب ، تنطفئ الشعل ، يركضون وراء أطماعهم التافهة ، ووراء نقائض الصواب ، ولا يمكن أن يشتغل النور في رواق الوطن ونخرج من نافذة الحضارة إلى التقدم والتطور النافع ونحن متواكلون ، من أين يأتي النور وكيف نشعل شمع الحضارة ؟ بالتأكيد ليس بورقة حظ تقلبها الأيام وتأتي صدفة ، بل تحتاج لرؤية في الإحراز وصبراً في الإنجاز ، تحتاج عملاً منظماً وتفاديًا للعنجهية والعشوائية ، ونزعاً للارتجالية ، والإبداع بالتخطيط والنظر للأمور بالنقد الإيجابي للتطوير والإنجاز ، وتتم هذه المرحلة في ضمان توسعة أكبر للصفات الحميدة وتطوير الصفات الإنسانية التي بها تنمو التقدمية والحضارة ، وانتزاع القبلية قبلية الجاهلية والتحلي بالوطنية وطنية الحضارة الإنسانية .
‎ تضيع الأحلام إن وقفنا على نكبتنا الأولى ولم نتجاوز التبعية الأخلاقية التي كنا عليها ، والنكبة هي التعريف السحيق لما مررنا به من ألم وطني وألم معنوي ، والإثم كذلك يتعدى الصهيونية ليصل لعنجهية البعض وعشوائيتهم ، وقد نُضيء السماء بالخير إن واصلنا تغذية العقل وبناء الأخلاق ، حتى رمي السجائر مكانها يعتبر تقدماً وطنياً ، وإزالة النفايات من الطرقات يعتبر شعلة في مساق الحضارة وعليه يتم التقدم ، فالمعادلة بنظر مالك بن نبي:
‎الحضارة = إنسان + تراب + وقت

‎لنمتلك وطناً حضارياً علينا:
- إحسان بناء الإنسان وتعبئته بالمكارم ، وصقل شخصيته ، وتزيين العقول، وتثقيفها ، حتى يغدو صالحاً لقيادة الركب الحضاري ، وقادراً على صنع المواقف في شتى الظروف والأوقات ؛ لأنه يعتبر عصب الوطن ومصدر إبداعه ، إن صلح صلح الكثير ، وإن عطب أصاب كثيراً من الأشياء بالعطب.
‎-التراب هو الأرض فكيف يمكن بناء حضارة تتزين شوارع الأوطان فيها بقمع السجائر وأكياس "الشيبس" ؟! وكيف يمكن الإبداع في ظل منظر يناقض روح الجمال والراحة النفسية ؟! فالعين لها نظرتها ورأيها ، وهل تستريح العين لمشهدٍ مسرحي تكثر فيه الأخطاء ؟! أو لأرض تكثر فيها الأوساخ ؟!
‎-الوقت أين هو؟ فيما يستغل؟ وكيف يقضى بصالحٍ أم بطالحٍ؟ بتفكير سديد أم بتوثيقٍ لأهواء وتطبيقٍ لشهوات تافهة تغرقنا في الوحل؟ هنا ركيزة مهمة إن قدرنا استغلالها بروية وحكمة نقلب الموازين وإن تركناها للصدفة والعشوائية وبدأنا بالارتجالية ننحرف عن الطريق السليم ونحيد تجاه الظلام. فالوقت هو العملة الصعبة ، والنقية ، والبارزة السهلة التي من خلالها نطل على الحضارة ونقطف منها ثماراً جميلة ونحصد حصاداً غنياً.
‎وتبقى الإرادة هي الطريق الأساسي لقلب الموازين، فالأحلام ليست صعبة المنال ، فإن ملكنا الإرادة قلبنا العالم تجاه ما أردنا بإذن الله تعالى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه